يلتقي قضاة ومحامون وحقوقيون وإعلاميون وجها لوجه لأول مرة في ملتقى القضاء والإعلام في العاصمة الرياض لكشف القضايا القضائية التي كثر الجدل حولها مؤخراً وحسمها بتوصيات الملتقى الذي تنظمه وزارة العدل يوم الأحد بعد القادم يوضح الكثير من الموضوعات المهمة التي من شأنها تحديد أطر التعاون بين القضاء والإعلام - فيما يخدم المصلحة العامة -، ومناقشة العديد من المسائل التي كثر الجدل حولها مؤخراً وحسمها بتوصيات قدر الإمكان. وأكد الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وزير العدل في تصريح خص به (الجزيرة) أنه باستقرائنا تبين أن هناك الكثير من الأطروحات تتجاذبها العديد من الآراء، خاصة ما كان منها متعلقاً بالقراءة النظامية أو الاستشراف المصلحي، فمثلاً هناك من يقول الإعلام من مؤسسات مجتمعنا المدني، مهمته التثقيف، وتوعية الرأي العام، والمراقبة الفاعلة والموضوعية للقطاعات الخدمية وفتح المجال للسجال فيها لمن يريد التعليق على رصدها وتحليلها الإعلامي بمنتهى الشفافية دون التدخل في عمل أي جهة وبالأخص عمل السلطة القضائية، في حين يقول آخرون: إن التناول الإعلامي للموضوعات القضائية خط أحمر، يجب أن يُمنع منه الإعلام جملة وتفصيلاً، ويرد أصحاب القول الأول: بأنه لو سُلِّم بهذا لما كان لمبدأ علانية الجلسات معنى، ومعلوم أن الهدف من ذلك هو الشفافية وإتاحة الرقابة للجميع، فضلاً عن تعزيز الثقة بنزاهة القضاء وحياده وسلامة مبادئ العدالة التي يسير عليها، وعدم الإخلال بها، من خلال ضمانات تنظيمية تتيح اطلاع الجميع على مجريات الترافع أمام القضاء بالمشاهدة، مع إيجاد هامش من الطرح الحر ما دام في نطاق الموضوعية والمسؤولية وفي الحدود الأدبية والنظامية. إن رصيد قضائنا من الكفاءة، والنزاهة، والعدالة المستمدة من تحكيم الشريعة الإسلامية، يُرسخ في وجدان رجاله الثقة بالله تعالى، ثم بأنفسهم، ولن يضيقوا ذرعاً، ويضجروا من شيء كما يضجرون من التجاوزات والتقولات وابتسار المعلومات والتصريحات، فضلاً عن المبالغات والبناء على الطرح الأحادي دون استطلاع ما لدى الوزارة من تفاصيل تكشف الحقيقة بالدليل المادي. ولفت الوزير العيسى أن الوزارة وجدت ترحيبا بإقامته فاق التوقعات، وسيشارك فيه بإذن الله قضاة ومحامون وحقوقيون وإعلاميون، كما سيشارك ناطقون رسميون، نستطلع في كلّ طرحهم الرصين وتجاربهم ومرئياتهم، وسيتضمن الملتقى العديد من المحاور في جلسات تستمر يومين، وسيُفتح الحوار للجميع، من خلال حلقات نقاش، وعصف ذهني في إطار منظم، وسيختتم أعماله إن شاء الله بإصدار توصيات ومقترحات، كما سيشرف الملتقى بحضور ومشاركة وزير الثقافة والإعلام ووكلاء وزارته المعنيين، ورؤوساء تحرير الصحف المحلية، إضافة إلى العديد من الكتاب من حملة القلم والفكر.