من جوانب الإنصاف التي حفلت بها كتب التراث أن صاحب السابقة في التأليف يذكر ويشكر بغض النظر عن جودة عمله من عدمها؛ كون الذي ألّف كتاباً في موضوع لم يسبق إليه كمن يسير في طريق ولا يعرف مخاطره ثم بعد سيره في هذا الطريق يرشد الناس إلى هذا الطريق وفق تجربته الأولى؛ فهو مشكور على ما قدمه. أقول هذا الكلام وأنا أجد بعض الباحثين قد يوجّه سياط النقد في كتب أو دراسات لسابقين بتهمة أنهم لم يستوفوا الموضوع حقه مع أنهم هم الذين أشعلوا شرارة البحث في هذا الموضوع. رأيت أكثر من مؤلف تراثي حين يؤلف كتاباً في موضوع يذكر بعض من كتب وألّف عنه ممن هم قبله، ويشير إلى من فتح الطريق للكتابة في هذا الموضوع بالشكر والتقدير، ومع أنه لا بأس من نقده لكن مع استحضار أنه صاحب المبادرة الأولى في التأليف، وهذا حقه علينا. فهناك أشخاص سبقوا في الكتابة عن البلدان أو الأُسَر أو بعض الأعلام لكنهم لم يتوافر لديهم المصادر والمراجع كما هو الحال بالمتأخرين، فقبل أن نقوم بنقدهم لا بد من استحضار هذا الجانب. فاكس : 2333738 [email protected]