المتأمل في سيرة ومنهج أبرز الشخصيات التي حكمت وأدارت شؤون الناس، وكُتب لها القبول ولسيرتها الخلود، من أمثال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وعمر بن عبدالعزيز وهارون الرشيد وغيرهم، يجد أنه توافر في عهودهم أمران مهمان، نصت عليهما كتب التاريخ ومدائح الشعراء، هما الأمن في الأوطان، وتحقيق الرفاهية؛ فالإنسان متى ما أحس بالأمان بدأ يبحث عن الأكل والزواج ووسائل الاستقرار كافة. وقد نص على أهمية هذه الجوانب الحديث النبوي الشريف القائل «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها». والمتأمل في تاريخنا أيضاً، خاصة في تاريخ الحروب أو قصص المجاعات التي حلّت بالأمم، يجد أنه متى ما توافر الأمن والرفاهية حل الإبداع والثقافة والتأليف وغير ذلك من الجوانب الحضارية، في حين أن وجود الحروب أو الفتن أو الجوع أو عدم الاستقرار المادي أو النفسي يجعل الإنسان لا يفكر في قلم ولا راحة بل تجد أن أصبعه على الزناد في انتظار عدوه وخصمه، كفانا الله شر الحروب والفتن. وما يجده المواطن السعودي هذه الأيام من أثر إيجابي على الناس في ظل صدور قرارات كبيرة ومهمة من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله؛ فهذه القرارات تصبُّ في توفير الأمن والصحة والاستقرار للمجتمع، وسيكون لها مستقبلاً الدور الكبير بإذن الله في ذلك، وهذا ما نرجوه ونأمله بإذن الله. وفَّق الله خادم الحرمين الشريفين إلى كل خير، وحفظه. للتواصل : فاكس 2333738 [email protected]