أعلن المنتج العالمي طارق بن عمار الجمعة أنه سيباشر مطلع مايو المقبل، تصوير المشاهد الأولى لفيلم روائي طويل عن محمد البوعزيزي الشاب التونسي الذي أحرق نفسه في سيدي بوزيد مهد الثورة التي أدت إلى إسقاط نظام زين العابدين بن علي. وأوضح رجل الأعمال التونسي المقيم في العاصمة الفرنسية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن «من المتوقع أن أباشر تصوير الفيلم مطلع مايو المقبل، وقد شرعت في تحضير سيناريو الفيلم» الذي سيخرجه التونسي محمد زرن. وتساءل «أليس من الأفضل أن يتحدث عنه أبناء جلدته؟» وأضاف «يتمحور الفيلم حول مسار حياة هذا الشاب التونسي وصولا إلى لحظة إقدامه على سكب البنزين على جسمه في حركة احتجاجية على الظلم الذي سلط عليه». ووصف هذا «المواطن البسيط العادي» بأنه «روح وسفير تونس وشعبها الذي ربما لم يكن يتوقع أن يصير يوما ضميرها الحي ويرفع راية بلاده عاليا». وتابع «الموضوع سيثير بدون شك الكثير من المشاعر الفياضة لكن التونسييين سيفتخرون بما حققه البوعزيزي لشعبه»، مؤكدا أن «ريعه سيعود إلى أهله... وسيتم الإعلان عن ذلك في وقت لاحق حالما يتم توقيع الاتفاق». ومن المتوقع أن يشمل التصوير مدنا تونسية من بينها منطقة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 265 كيلومترا من العاصمة تونس في وسط غرب البلاد مسقط رأس هذا البائع المتجول الشاب. وكان محمد البوعزيزي (26 عاما) قد أقدم على الانتحار حرقا في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 احتجاجا على إهانته ومنعه من إيصال شكواه إلى المسؤولين في المنطقة إثر مصادرة البضاعة التي كان يبيعها على عربته لعدم امتلاكه التراخيص اللازمة. ولفت بن عمار إلى أن «الفيلم سيكون في حجم هذه التضحية حتى يظل اسم محمد البوعزيزي عالقا في الأذهان مدى الدهر وثورة تونس راسخة في ذاكرة أولادنا وكذلك العالم على مر الأجيال والسنين» وقال «سأوفر للفيلم التقنيات العالية نفسها التي سخرتها لأفلامي السابقة وسأعمل على توزيعه عالميا»، مؤكدا أن «العمل السينمائي هو أنجع وسيلة للحفاظ على تاريخ الشعوب». وقال إن «السينمائيين هم قبل كل شيء سفراء شعوبهم وصانعو حكايات من منطلق واقعهم»، مستدلا في ذلك بأعمال سينمائية سابقة لقيت نجاحا لدى الجمهور والنقاد، سيما فيلم «خارج عن القانون» للمخرج الجزائري رشيد بوشارب. من جهة ثانية، عزا المخرج التونسي محمد زرن اختياره لهذه الشخصية «التاريخية» إلى «كونها ترمز إلى شباب تونس». وأضاف أن «الفيلم احتفاء بهذا الشاب من أجل رؤية عالمية وحتى لا تنسى الذاكرة الجماعية لكل واحد منا ما حصل في تونس في هذه الفترة».