تونس - أ ف ب (خدمة دنيا) - أنهى المخرج التونسي محمد زرن تصوير فيلمه الوثائقي «ديغاج... الشعب يريد» حول يوميات الثورة التونسية التي أطاحت نظام الرئيس زين العابدين بن علي، «كتحية الى المناطق المهمشة» في تونس، كما قال، مضيفاً أنه واكب مختلف أحداث الثورة حين قال الشعب للرئيس «ديغاج» (إرحل). واتخذ زرن من قصر باردو، حيث مقر مجلس النواب السابق، الفضاء المناسب لتصوير المشاهد الأخيرة للفيلم بمناسبة افتتاح جلسات المجلس الوطني التأسيسي، فتنقلت كاميرا زرن داخل القصر وخارجه، والتقطت صور المتظاهرين الذين احتشدوا أمام القصر للمطالبة بالحفاظ على الحريات والاهتمام بملف أسر شهداء الثورة وجرحاها. وكان زرن شرع في تحضير الفيلم، وهو رابع أعماله السينمائية الطويلة، في 14 كانون الثاني (يناير)، في خضم التظاهرات، إذ تابع بالكاميرا غالبية المسيرات التي جابت شوارع العاصمة، كما سجل شهادات شباب من القصرين (شمال غرب) وقفصة (جنوب) وسيدي بوزيد (وسط غربي) مهد «ثورة الياسمين». وسيدعم الزرن عمله الوثائقي (45 دقيقة) بشهادات لعائلات الشهداء، لا سيما عائلة محمد البوعزيزي، إلى جانب نقل صورة عن بعض الأحداث المأسوية والانفلات الأمني الذي ساد عقب تنحي الرئيس. ويتوقع ان يعرض الفيلم في 17 كانون الأول (ديسمبر) المقبل أمام مقر محافظة سيدي بوزيد، حيث أقدم البوعزيزي على إحراق نفسه، ثم في 14 كانون الثاني (يناير) أمام وزارة الداخلية التونسية، في شارع الحبيب بورقيبة، القلب النابض للعاصمة التونسية، وذلك إحياء للذكرى السنوية الأولى للثورة التونسية، وتأتي هذه المبادرة لدعم «فنون الشارع» التي تعتبر جديدة في تونس. ويقول محمد زرن (51 سنة) إن عمله التسجيلي الجديد «يشكل امتداداً لأفلامه الروائية والوثائقية السابقة التي تمحورت حول نضال فئات اجتماعية من أجل حياة كريمة». ففي فيلمه الروائي الطويل «الأمير»، يقدم الصراع بين الواقع والحلم من خلال مغامرة رومانسية غير متكافئة يتغلب في نهايتها الحلم على محاولات الخروج من يوميات صعبة وعنيفة في مجتمع أفلست فيه القيم الاخلاقية. وكان حكى في فيلمه «السيدة»، الذي نال جائزة في مهرجان أيام قرطاج السينمائية 1996، قصة حي «السيدة» في ضاحية العاصمة التونسية المأهول بخليط من النازحين من الريف، بحثاً عن لقمة العيش وأحلام المدينة. وسبق لزرن، الحاصل على شهادة الدراسات العليا في السينما من فرنسا، أن أخرج ثلاثة أفلام قصيرة هي: «الفاصلة» (1987) و «كسار الحصى» (1989) و «يا نبيل» (1993).