** لنتخيل الآن.. أن حرب الإرهاب في أفغانستان وضعت أوزارها.. وأن حكومة طالبان سقطت.. وأن الأمريكان ألقوا القبض على ابن لادن ووجدوا في كهوفه أدلة دامغة على أنه قاتل الستة آلاف أمريكي وهو أيضاً مسرب فيروس الجمرة الخبيثة إلى شعوب أمريكا وأوروبا... ** ثم ماذا؟ سنسأل أمريكا.. بطريقة إخواننا المصريين.. «هاه.. ما تجيبي من الآخر»؟!! ما الذي سيختلف.. ما الذي سيتغير... ما الذي سيستقيم.. وما الذي سيعتدل؟؟ ** هل تتوقع أمريكا ان نكف نحن العرب والمسلمين عن تحفظنا تجاه موقفها المتخاذل تجاه فلسطين والمحابي لإسرائيل؟.. هل تتوقع من الحكومات العربية أن تلون في كلماتها وتقنع الناس بأن أمريكا على حق.. ** كلمات القيادة السعودية ستظل واضحة فأمريكا دولة صديقة لكن لا يعني هذا أن نقبل سياساتها على الإطلاق وبصفة مستمرة ودون ان ننبهها بأن ثمة أخطاء جسيمة ارتكبتها هي ذاتها وقادت العالم من ورائها الى حيث التطاحن والحروب والانتقامات.. كلنا نكره الإرهاب وكلنا نكره الظلم أيضا. وكلمات القيادة المصرية واضحة وصريحة في هذا السياق.. فإسرائيل مصدر الإرهاب العالمي وتحجيمها ضروري وإعطاء الفرصة للعدل والحق أن يأخذ مكانه الطبيعي في الشرق الأوسط سيئد كل هذه الرغبات المتمردة والخارجة عن السياق.. ** حين تسأل أمريكا الآن... لماذا يكرهنا العرب ويقفون منا موقفاً سلبياً.. ستقودها الأحوال إن استمرت مع اسرائيل بفرضياتها وتأييدها للصلف الإسرائيلي والبجاحة التي تمارسها في وسط الأراضي العربية الى مزيد من الاسئلة الحارقة. وإلى مزيد من البحث عن حرب جديدة تحاول فيها حفظ ماء وجهها أمام شعبها المغيب إعلامياً وليس الأمر مرتبطا بالإسلام أو العرب ان الشعور بالظلم شعور عالمي وإنساني وثمة من هم ليسوا سويي الحالة النفسية بحيث يطالبون بحقوقهم بهدوء وتعقل ودبلوماسية فيلجأون إلى الرد بالمثل والقتل والتخريب وهو مخالفة دينية ولا شك، ولكن غرسها الشرير كان بأيدي الظالمين أنفسهم فهم الذين زرعوا الشتلات في القلوب وأسقوها وأحسنوا السقاية أيضاً... وذلك بتماديهم في مواقفهم المتناقضة.. إن المتأمل الحقيقي لواقع العلاقة بين أمريكا وإسرائيل وأمريكا والعرب من جهة ثانية سيطرح قولاً صادقاً ومقنعاً.. يحوي اختصاراً بليغاً للمرحلة.. « جميل من العرب والمسلمين هذا الاحتفاظ بضبط النفس والتعامل مع المعاهدات والتحالفات بعقلانية لا تؤثر فيها الانفعالات والعواطف المرتبطة بالشعور بالظلم والغبن». فالتعديل والتغيير في المواقف بات أمراً ضرورياً للغاية في منطقة شاقها العدل الذي سيأتي حتماً. نقول هذا مع تأكيدنا على أننا ضد الإرهاب وضد الجريمة التي تعرضت لها الولاياتالمتحدةالامريكية ونتعاطف مع أسر الضحايا الأبرياء الذين قُتلوا في أعقاب قصف المنشآت الأمريكية. [email protected] فاكس 4083748