تكثر حفلات الخطوبة والزواج التي لا يكاد يخلو منها بيت او اسرة، وتتعدد مظاهر الاحتفال بهذه المناسبات حيث تأخذ اشكالا عديدة، تختلف من منطقة لاخرى، وفي الشمال يتم الاحتفال بطرق كثيرة عرفها الناس عبر السنوات الماضية وتوارثوها من الاجداد سوف نتعرف عليها من خلال التحقيق التالي: يقول فرحان المعيقلي تبدأ الخطوبة بالشمال بان تبادر النساء سواء من الام او شقيقاته وبإيعاز من الرجال بالذهاب الى منزل الفتاة والتحدث معها ومع والدتها ومعرفة رأيها ومحاولة اقناعها بالموافقة على الخطوبة، وبعد ان يتم الانتهاء من ذلك يتم اخبار الرجال بما دار معهن حيث يذهبون مع مجموعة من كبار معارفهم فيما يسمى "بالجاهة" حيث يقومون بالخطبة رسميا من ولي امر العروس وعندما يبدي موافقته مبدئيا يتوجه الى الداخل لسؤال البنت عن مدى موافقتها من عدمه ثم يتم بعد ذلك مناقشة الامور الاخرى المتعلقة بالزواج كالمهر والشروط الاخرى وطلبات العروس وبعد الموافقة عليها يذهب العريس لاحضار الشيخ الذي يعقد القران ويحضر معه كذلك الحلوى التي توزع على الموجودين بعد انتهاء مراسم القران. وبعد ذلك بايام يقيم الخاطب وليمة دسمة وحفلا بهذه المناسبة السعيدة التي تسمى في الشمال بحفلة "الملكة" وذلك بكسر الميم وتسكين اللام وفتح الكاف حيث يدعو لها الاقارب. ليلة الحناء او ليلة الوداع تقول عنها ام مساعد هي ليلة خاصة بالنساء فقط وتسبق ليلة الزواج "الدخلة" بيوم او اثنين وتسمى ليلة الحنة لان فيها يتم وضع الحنة للعروس بحضور قريباتها وجاراتها حيث توضع الحناء على ايديها وارجلها وتشكيلة بزخارف جميلة وسط اهازيج وزغاريد من المدعوات. وفي ختام الليلة وعند انصراف النساء الى بيوتهن يتم توزيع اكياس صغيرة من الحناء عليهن وعلى بناتهن كذكرى بهذه الليلة السعيدة. موكب الزفة وعن زفة العروس يقول سالم الرويلي في ليلة الزواج يتوجه اقارب العريس في موكب من السيارات الى منزل العروس وقد تم تزيين احدى السيارات بالبالونات الملونة والورود، ومعهم نساء من قريباتهم وهناك تنزل النساء وهن يزغردن ويمسكن العروس من يديها ويركبنها مع شقيقاتها ووالدتها في السيارة الخاصة ثم ينطلق الموكب حتى يصل الى صالة الافراح او الى المنزل الذي يقام فيه الفرح. العنية ويتحدث شايم خلف عن العنية حيث يقول العنية تقسم الى نوعين الاول عنية مادية والاخرى عينية، فالعينية يحضر فيها المدعوون خرافا للمعرس وتجمع هذه الخراف الى نهاية العرس في الحوش المعد لذلك وعندها يكون المتزوج قد جمع عددا غير قليل من الاغنام حيث يقوم ببيعها والاستفادة من ثمنها في سداد بعض ديون العرس وشراء بعض المتطلبات التي تنقص عش الزوجية كما ان البعض وخاصة من اقارب العريس يقومون باحضار حاشي من صغار الابل كهدية كبيرة تفوق الاغنام اما العنية المادية وهذه بدأت بالظهور الان في جيل الشباب ففيها يقوم المدعو وبعد مباركته للعريس بوضع مبلغ من المال لا يقل عن خمسمائة ريال في جيبه او في جيب والده..كمساعده منه للعريس. الطلاعة..وبرامج حفلات الأعراس تقول ام انوار الطلاعة تعرف عند اهل الشمال بهذا الاسم وهي تعني طلوع العروس بعد انتهاء ثلاثة ايام من الزواج الى منزل اسرتها حيث يقام وليمة عشاء بهذه المناسبة ويذكر خليف الشمري عن برامج الاحتفال بالاعراس حيث يقول بان الشمال كغيره من المناطق غني بالموروثات الشعبية والتراثية التي ورثها الآباء والاحفاد عن الاجداد، نذكر منها الدحة وقد اطلق عليها هذا الاسم لان المشاركين فيها يقولون "دح دح دحيه" وطريقتها ان يقف الرجال في صف واحد على شكل ربع دائرة ويقومون بالتصفيق بقوة واصدار اصوات قوية خشنة وتحريك الرأس مع الصوت يمنة ويسارا، ويقال ان الدحة كان الرجال يقومون بها قبل الغزو لتخويف العدو ولشحن نفوس الرجال للاقدام في المعارك بشراسة. وهناك السامري وهي معروفة للجميع والعرضة السعودية المشهورة بالاضافة الى الأهازيج الشعبية والمحاورات الشعرية. احذروا الإسراف الحفلات لا شك بأنها تغيرت كثيرا عن الماضي القريب بشكل كبير، الى درجة ان تحولت فيها مع مرور الوقت الى حفلات مكلفة جدا ويصرف عليها ببذخ، حيث يقول العم عايش الرويلي كانت الحياة ببسطاتها لا تعرف تلك الشكليات التي غزت حياتنا بكل ابعادها، ففي الماضي وعندما توافق الاسرة على قبول الخاطب يقوم العريس باقامة وليمة بسيطة لا تتعدى خروفا او اثنين فقط ويدعو لها كافة اقاربه واصدقائه وجيرانه في الحي وذلك حتى يشاركونه فرحته بهذه الخطوبة بل وحتى في الزواج فان الوليمة لا تتكلف هذه المبالغ الضخمة التي ترهق في الوقت الحالي المتزوجين من الشباب وتجعلهم يقعون في ديون لا طائل منها. النساء والإسراف وتنفي ام خالد ان تكون النساء وحدهن المسرفات حيث تقول: الكثيرون يضعون اللوم دائماً على النساء لحبهن المظاهر البراقة والكل يحب ان يظهر من خلالها بفرح يتذكره هو وزوجته مدى الحياة وبعدين اللي ماهو على قدر تكاليف الزواج فلماذا يعرس، فالزواج معروف للجميع بانه مكلف بشكل كبير، فليس هناك زواجات مجانية.