لم تقتصر حفلات الأعراس على ليلة الزواج فقط، بل تعددت الاحتفالات لتشمل حفلات عقد القران والخطوبة، كذلك حفلة توديع العزوبية والحناء، وغيرها من الحفلات التي ابتدعت وأصبحت دخيلة على ما هو متعارف عليه، إضافة إلى توابع الحفل من كيك الزواج، التي تكون بأشكال مختلفة. بما في ذلك الكوش المبالغ في تصميمها، وتوزيعات العرس والورود، والفرق الطربية، والحلويات وشكولاتة وغيرها من الأمور التي أصبحت تستنزف الشاب المقبل على الزواج، وتضعه بين دوامة الديون من جهة، وإرضائه لمطالب العروس من جهة أخرى. وفي استطلاع ل «اليوم»، ضمن الملف الشهري السابع عشر «الأعراس.. والتكاليف الخفية»، وحسب ما ذكره عايش العلي، مدير إحدى قاعات الأفراح بالأحساء، أن سعر قاعة الأفراح بدون الكوش أو العشاء يتراوح في بحر ال 17 ألف ريال، ويختلف هذا السعر من قاعة لأخرى، وحسب التجهيزات التي يطلبها العريس من كوشة وورود ودي جي وعشاء، ويختلف السعر أيضا بحسب عدد الضيوف، إضافة إلى حارسات الأمن وغيرها من تجهيزات الحفلة، مبينا أن الطلب يزيد في حفلات الزواج والخطوبة. أشهر المناسبات أما عن تجهيزات الحفل، فيشير محمد كمال، صاحب أحد محلات تجهيز الأفراح، إلى أن تكلفة التجهيز تختلف من زبون لآخر حسب ما يطلبه الزبون، فمن الممكن أن يقتصر على الكوشة، وممكن أن يضاف إليه الورود والإضاءة والكراسي وغيرها من التجهيزات، مشيرا إلى أن الطلبات تأتيهم لمناسبات الزواج والخطوبة ومنها توديع العزوبية. المقارنة بالحفلات وحول ارتفاع تكاليف الزواج، تجد المعلمة المتقاعدة زهرة حسن الرمضان، أن في مجتمعاتنا المحلية المحافظة هناك الكثير من العادات الجميلة التي تصحب المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزواج وإنجاب الأطفال والعودة من الحج وختم القرآن وغيرها، فالزواج مثلا تسبقه حفلات صغيرة كحفل الخطوبة الذي يعتبر إعلانا رسميا بالخطوبة والإشهار، وحفلات الحناء التي تسمر فيها الأمهات وقرينات العروس يعبرن للعروس عن فرحهن ويرددن الأهازيج والأناشيد ويتخضبن مع العروس من خضابها المبارك. واستمرت هذه المناسبات بسيطة ومباركة تقام في البيوت وعلى مستويات بسيطة ومحببة، في حين أصبحت هذه المناسبات في الوقت الراهن استنزافا للعريس وتثقل كاهله وأهله وأهل العروس، فهي تقام في قصور الأفراح وتصحبها فرق الإنشاد والطرب وتقدم فيها المآدب الباذخة وصنوف الحلويات والتوزيعات والهدايا الجماعية وغيرها، مما جعل متوسطي الحال والأقل يتنازلون عن حقهم بهذه الفرحة. وأضافت: «فعروسهم تخجل من دعوة صديقاتها لحفل بسيط ومتواضع مقارنة بما تنشره صويحباتها في وسائل الاتصال الحديثة من صور لحفلاتهن في قاعات الأفراح والبوفيهات والملابس الباهظة الثمن والتزيين بدور التجميل، لذا أصبح لزاما الدعوة للكف عن الإسراف والتبذير في هذه المحافل، حتى لا نضطر للتنازل عن فرحتنا في إقامة أفراحنا بسبب التكاليف الباهظة». التكاليف في حفلات الزواج تتسبب في عزوف الشباب عن الزواج نمذجة أساليب الاحتفال فيما أشار المهندس عبدالله عبدالمحسن، إلى أنه عند دراسة الظاهرة هذه علينا أن ندرك أن الحالة الاجتماعية والمادية تغيرت لدينا كثيرا، وأن من شأن ذلك أيضا أن ندرك مستويات التغيير والتأثر بالآخرين فيما يتعلق بظهور عادات مستجدة لها علاقة بالكلفة، ومن جهة أخرى النمو الطبقي للطبقة البرجوازية والطبقة المتوسطة الذي يجعل فجوة الفارق تتسع. منوها أن الاتساع يتعلق بأدبيات الطبقة وحضورها بنمذجة طرق وأساليب الاحتفال بمناسباتها، لذا نمت مع ذلك البنية التحتية التي تخدم مختلف المستويات بعيدا عن الكلفة مثل: صالات الأفراح، والاستراحات، والمطابخ المتميزة التي تقدم سفرات مختلفة بأطباق محلية وعالمية، وكوش المسارح، والفرق الإنشادية والغنائية وغير ذلك. وبين المهندس عبدالله، أن هذه البنية التحتية تلبي مطالب الراغبين في إعداد حفلات الزواج وما يرتبط به، ومن هنا يمكن القول إن وجود الطبقية على الواقع هو إرادة فعل ورغبة ليست في محل مناقشة حول التكاليف، والأساس هو نجاح الحفل بما يليق بمستوى صاحب المناسبة باعتبارها حالة مدنية ولائقة. وأضاف: «ما يجلب الانتباه هو تعدد الحفلات المرتبطة بالزواج من الخطوبة والملكة والحنة وليلة الدخلة والصباحية، فالمطلوب رفع الوعي الذي يلزم بثه اجتماعيا في الأوساط غير المقتدرة لتلبية تلك التكاليف، لكن نمطية الطرح الاجتماعي جعل عزوفا عن استخدام المجالس الأسرية التي تشتهر بها مدن الأحساء ومجتمعاتها الحضرية». أيضا إعداد المائدة التعاوني وغير ذلك، ولذا زادت التكاليف بشكل مطرد، وقد أدى أيضا سهولة التواصل عبر الوسائط بالوصول لكل المعارف من اجل دعوتهم، وتبقى المائدة كما هو معروف أقل كلفة من مصاريف الزواج الأخرى كأجرة الصالة وترتيب الكوشة والمسرح. الإنفاق الأنثوي وأبان المهندس عبدالله، للاستفادة من فائض الطعام في الحفلات يجب اللجوء للجان وجمعيات حفظ النعمة وإيصالها لمن يحتاجها، مضيفا إن الرغبة في تقليل تكاليف الزواج مرتبطة ببيتي العريسين، ومدى تقبلهما لذلك وهو أمر حساس في وسط اجتماعي يرى مفهوم «الإحراج» محلا رفيعا، مع أن الزواجات الجماعية اقتصر حلها لذكورية الإنفاق في مائدة ليلة الدخلة، إلا إنها لا تلامس الإنفاق الأنثوي أو الإنفاق الطبقي. مجازفة الزواج واعتبرت الكاتبة والناشطة الاجتماعية فاطمة رشيد زلزلة، أن الإقبال على الزواج أصبح خطوة يخطوها شبابنا باتت مجازفة في مسيرة حياتهم المستقبلية، مبينة أنه تهطل النصائح وابلا على شبابنا من رجال الدين وكبار العشائر والأهل، بأن يكملوا نصف دينهم، فيُقبل الشاب على الأخذ بالنصح، وهنا تبدأ مسيرة السعادة المدثرة بشقاء التكاليف والبذخ لمظاهر لا داعي لها. مشيرة إلى أن معظم الأهالي يهتمون بالمظاهر ويتفننون في حفلات عقد القران (الملكة) والخطوبة لإرضاء ذائقة الغير، غير واعين لما يرمون من أحمال الديون وتبعاتها على كاهل شاب يرسم أولى خطوات مستقبله الأسري ستنهش من وارده المادي لسنوات. متسائلة لما لا نتحفظ قليلا في البذخ في تلك الحفلات ونقيمها في مجالسنا الأسرية ولتقتصر على أقرب المقربين من الطرفين، وتكون بذلك التكلفة مهما ارتفعت لا تتعدى آلاف معدودة، بينما لو اتجهنا لإقامة تلك المناسبات في قاعات للحفلات تتعدى العشرين ألفا من إيجار وديكورات فقط لنسرق ألباب الحضور، ويُسرق الألوف من جيب ذلك الشاب المسكين. وأكدت زلزلة، على أنه يجب علينا أن نقف موقفا واعيا، بتوجيه الزوجات المستقبليات وأهليهن للحد من التدهور في تلك الظاهرة ومظاهرها والانجراف وراءها، لأنه في نهاية الأمر ستكون ضحيتها ابنتهم، وستشارك عريسها في حياة ضنك لسنوات لإيفاء ديون ليلة واحدة لإرضاء من لا يهتم ولن يرضى، لذا لننشد مرضاة ضمائرنا وأنفسنا تجاه من ينشدون الحلال وإكمال دينهم فهم في النهاية أمل أمة وأساسها. الخطوبة «قلق وتوتر» وذكرت المعلمة والناشطة الاجتماعية وفاء الرمضان، أن فترة الخطوبة و(الملكة) هي أجمل وأروع فترة في حياة كل شاب وفتاة، حيث يتم التعارف واللقاءات ويزدهر الحب والمشاعر الجميلة، وأحلامهم وطموحاتهم من أجل حياة زوجية سعيدة وتكوين أسرة ناجحة، لكن هذه الأيام أصبحت فترة الخطوبة فترة قلق وتوتر للشاب والفتاة وأهاليهم. ويعود السبب إلى حفلات الخطوبة الباهظة التكاليف والاستعدادات المتعبة لها، حيث بدأ الكثير من الناس إقامة حفلات الخطوبة في صالات ومنتجعات مكلفة جدا، وأصبح حفل الخطوبة وكأنه حفل زواج، وكل ذلك سيكون على حساب الشاب المسكين، فعليه أن يفكر كيف سيدفع تكاليف الصالة والعشاء إضافة إلى أنواع الضيافة الأخرى. ومنها الحلويات والمكسرات والشكولاتة والمقبلات والزهور وتوزيعات وهدايا للضيوف باعتبار أن العروس ليست أقل من صديقاتها وهذه ليلة في العمر لن تتكرر، وكل ذلك طبعا من جيب الزوج الذي عادة يكون شابا في بداية مشواره في الحياة وقضى سنوات يحرم نفسه من الكثير من الملذات؛ لأجل أن يجمع تكاليف المهر والزواج، فتأتي الخطوبة وتسحب كل الذي جمعه، وتتراكم عليه الديون قبل أن يتزوج. الزواج بالتفاهم وتطرقت الرمضان، إلى أهمية أن يكون هناك تفاهم بين الشاب والفتاة قبل عقد القران، حيث إذا قبلنا بهذه التكاليف الباهظة كي تفرح العروس وتبتهج بخطوبتها وأنها تستحق كل تلك الأموال التي صرفها العريس عليها في فترة الخطوبة ليخطف قلبها، فالمشكلة تكمن أن يكتشف الزوجان أنهما غير منسجمين مع بعض. إضافة إلى طريقة تفكيرهم مختلفة عن بعض، ويقررا أنهما لا يصلحان لبعض، فتتأزم الأمور بين العائلتين، وتكثر المشاكل، وينتهي الأمر بالطلاق، ويشترط الخطيب استرجاع كل ما خسره من مهر وشبكة وتكاليف الحفل والهدايا، فتصبح عائلة العروسة في مأزق لا يحسدون عليه. مؤكدة على أنه يجب على الأهل حينما يتقدم الشاب للفتاة أن يسمح له أن يجلس معها في بيت أهلها بحجابها الشرعي وبحضور شخص من العائلة معهم؛ ليتعارفوا على بعضهما البعض، وألا يعقدوا القران إلا إذا تأكدوا من مشاعرهم وأنهم صالحان ومنسجمان مع بعض. وأضافت: «الوقت الذي نعيش فيه هو عصر الانفتاح والذي كان يصلح لنا ولأمهاتنا لا يصلح لأبنائنا، فالطلاق قبل العرس وليلة الدخلة نسبته كبيرة جدا في مجتمعنا، فالإحصائيات الأخيرة تقول إن أكثر من 60% من الزيجات تنتهي بالطلاق ومعظمها طلاقات قبل ليلة الدخلة». وذكرت وفاء الرمضان، أنه يجب على رجال الدين والإعلام والطبقة المثقفة الواعية في المجتمع التفكير في هذه المشكلة، وإيجاد حلول لها وتوعية الناس بعدم الإسراف في حفلات الخطوبة؛ لأنها فترة تعارف بين الزوجين، وما أجمل وأروع البساطة في الخطوبة والزواج وجعلها مناسبة عائلية فسيكون فيها الخير والبركة والتسهيل على الشباب في إكمال نصف دينهم. وبدلا من أن يقضوا أوقاتهم في التحضير لحفلات الخطوبة المكلفة واختيار الصالات والكوشات والفساتين والمأكولات والهدايا والزهور، عليهم حضور دورات في العلاقات الزوجية ليبدأوا حياتهم وهم مسلحون بالعلم والمعرفة لبناء أسرة سعيدة جذورها ثابتة في الأرض لا تهزها المشاكل والصعوبات التي تواجهها الأسر في حياتهم اليومية، والتي لا تخلو منها الحياة ويعيشون السعادة. عادات تولد الكوارث أما الأخصائي الاجتماعي علي أبو خليل، فيقول الزواج شرعه الله للحفاظ على النوع البشري، فهو نواة المجتمع وحفظ النفس من الانحراف والضلال، فلكل مجتمع عادات وتقاليد تتطور مع الزمن، وكل عادة إما أن تكون حميدة أو تولد الكوارث والدمار، وما نذكره هنا من كارثة هو الارتفاع الجنوني في تكاليف الزواج فتتعدى هذه المرحلة وتصبح لنا مشكلات من أهمها مشكلة «العنوسة»، فيختل التوازن البشري. وأضاف: هنا نسعى لايجاد حلول لهذه المشكلة، ولا بد أن نستأصل تلك المشكلات من جذورها، فقد تبدو بعض المسببات غامضة ولكن حسب ما نتعايشه في مجتمعنا الحاضر، وتكمن الحلول في خفض المهور، فالمهور العالية فرضتها عاداتنا فيدفع ثمنها أجيالنا، كذلك التشجيع على حفلات الزفاف الجماعي.. يقول الله تعالى: «ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين». إضافة إلى التخفيف من الولائم والحد من إقامة الأعراس في القصور والفنادق والاكتفاء بالضيافة الخفيفة المناسبة للعريس وذلك لتخفيف العبء عليه، مضيفا بقوله: إنه لتوعية المجتمع في الحد من التبذير في الحفلات لا بد من عقد محاضرات تثقيفية توعوية للمقبلين على الزواج لعدم مغالاتهم في المهور وعدم التبذير في حفلات الزفاف، فالاعتدال هو جوهر الإسلام. بعض الأسر تشترط حلويات وورودا و«كوشة» تكون مكلفة على الزوج زواج الماضي والحاضر من جهة أخرى، أشار الناشط الاجتماعي عباس المعيوف، إلى أن الشريعة الإسلامية حثت على الزواج لما فيه من حفظ النسل وتكوين الأسرة والحد من الانحرافات الأخلاقية واستقامة الحال، وهدوء البال، وراحة الضمير، لهذا النبي الكريم شجع على الزواج في أكثر من موضع، منها قوله: «لخير نساء أمتي أقلهن مهرا». وقال كذلك صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، ونفهم من ذلك أن الأصل في الزواج اليسر لا العسر، لكن سطوة وهيمنة العادات والتقاليد حالت دون ذلك المنهج السماوي. وتحدث المعيوف، عن الفرق بين زواج الماضي والحاضر، وكيف تتسع الفجوة بينهما كل يوم في الطلبات التي يراها تضيق على العريس حالته المادية ويتكبد الديون والقروض والتي تساهم بعد ذلك في تعكير حياته الزوجية، سابقا كنا نسمع بمناسبة واحدة قبل الزواج الآن عشرات المناسبات مثل حفلة حناء، وحفلة صديقات العروسة، وحفلة توديع العروسة، وحفلة للهدية، وحفلة للخطوبة، وحفلة للسباحة، وهذه الأمور تنفر الشباب وتساهم في ازدياد العنوسة، ووجود هذه المعوقات هي أحد أسباب الرئيسية لابتعاد الشباب عن الزواج. والذي يعتبر تبذيرا بمعنى الكلمة، وبعيدا عن التعميم نجد الأغلب انساق نحو هذه المظاهر التي استجاب لها شريحة كبيرة في المجتمع، لذا لا بد أن نقف من خلال حملة توعية تبدأ من الأسرة أولا مرورا بالمسجد والمجالس الثقافية والمنتديات الإعلامية، وإلا سنتحمل انحرافات شباب مجتمعنا جميعا، وبعد ذلك نبحث عن الإصلاح والتوجيه. ولتخفيف التكاليف الباهظة على عريس المستقبل، قال المعيوف: لا بد أن يكون هناك توافق فكري وثقافي بين الزوجين، وأن يكون المهر في حدود المعقول، والتركيز على النقاط الرئيسية في الزواج من تقديم الأهم على المهم، إضافة لتقدير الظروف المشتركة بين الطرفين، وألا يكون أحدهم عبئا على الآخر. مؤكدا على أن الإسلام لم يشرع في نفقات عقد الزواج سوى المهر المعقول للمرأة، والوليمة المناسبة للعرس، وإكرام الضيوف بما يناسب الحال، وهذا بطبيعة الحال لا يتأتى إلا بنهضة ثقافية واعية في المجتمع، فلا بد من نشر هذه الثقافة من بيوتنا وبعد ذلك يقينا سيتأثر المجتمع بذلك. التفنن في اختراع المناسبات وتستطرد الناشطة الاجتماعية والمعلمة هيفاء بوخمسين، بقولها: إن تكاليف الزواج الباهظة موضوع متشعب وذو شجون، والكل يعاني من هذه التكاليف والمظاهر التي أرهقت كهول الشباب وآبائهم، ولكن لا أحد منا يخطو خطوة ايجابية؛ للحد من هذه المظاهر والتكاليف، التي ما أنزل الله بها من سلطان، فهي مصاريف ضائعة في الهواء تصل إلى مئات الألوف. مضيفة، إنه لا يخفى على أحد الظروف الاقتصادية التي تمر علينا، والدعوات تتعالى لشد الحزام وتقليل المصروفات، ولكن تظهر لنا أمور جديدة، فبدل حفلة واحدة هي حفلة الزواج نرى الناس تتفنن في اختراع المناسبات فمن حفلة (ملكة) إلى حفلة خطوبة إلى حفلة حنة إلى حفلة الزواج وما يتبعها وكل هذه المصاريف يتحملها الشاب بنفسه فقط، وكل هذا إهدار للمال والوقت والجهد، مستنكرة هذا التمادي في الإسراف والتطاول على نعم الله، مقترحة اقتصار هذه الحفلات على حفلة واحدة على المقربين جدا من أهل العريس والعروس، وتوفير النفقات للسفر في رحلة جميلة للعروسين أو المساهمة في تأثيث بيت الزوجية. عادات تجلب الديون وذكرت الناشطة الاجتماعية صيتة الحربي، أنه انتشر في الفترة الأخيرة ما يسمى بعمل حفلات «الملكة» والخطوبة، وقد يكون منها الحفلات الكبيرة والصغيرة كل على حسب قدرته المادية، طبعا هذه الاحتفالات تتم بعد كتابة العقد وقبل الدخول بالزوجة، فنجد الطبقات الراقية تقوم بهذه الحفلات بفنادق وقصور فارهة، وهذا لا يؤثر عليهم ماديا مهما كلفهم من مبالغ. وأضافت: «لكن المشكلة تكمن بأن هذه الظاهرة أصبحت عادة سيئة، وذلك بتقليد الناس من الطبقات الوسطى والفقيرة للطبقات الغنية وهذا أمر مرفوض، وذلك خوفا من أن يعتبر هذا أمرا رسميا يؤدي لتراكم الديون على الزوج ويجعل إنهاء الزواج إما بقضاء بقية العمر بتسديد الديون أو الطلاق». وتطرقت إلى موضوع توعية أولياء الأمور، ووجوب توخي الحذر من الوقوع في هم الديون، والاستغناء عن التكاليف الزائدة المرهقة للزوج، وضرورة المبادرة بعمل إرشادات توعية للمجتمع بالتنسيق مع الجهات المعنية؛ للتقليل من عمل هذه العادات - الإسراف-، التي لا ترضي الله - سبحانه وتعالى-.