الحمد لله القائل: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (البقرة 155 157). والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين الذي قال: يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلى الجنة رواه البخاري, وبعد ففي فجر يوم الخميس الموافق 23/6/1421ه فقدت مدينة المجمعة ابنا بارا من أبنائها ألا وهو الشاب خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن الحسيني مدير متوسطة وثانوية تحفيظ القرآن الكريم في المجمعة رحمه الله بعد رحلة مع المرض استمرت خمسة أشهر قضاها صابراً محتسباً نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا أسأل الله الكريم أن يجعل ما أصابه مكفراً لسيئاته مضاعفاً لحسناته إنه سميع مجيب, وبحكم قرابتي منه حيث انه ابن خالتي فقد عرفته معرفة جيدة فقد كان منذ طفولته هادئاً وديعاً طيباً لم يظهر عليه ما يظهر على من هو في مثل سنه من تسرع وإزعاج لأهله أو لغيرهم, فكان لنشأته الطيبة الصالحة أثرها العظيم النافع في شبابه، حيث شب على الحلم والأناة واحترام الآخرين وإنزالهم منازلهم اللائقة بهم كما كان يتصف بالتواضع وإنكار الذات فقد كان رحمه الله يعمل بنفسه في المدرسة كإصلاح بعض الأجهزة الكهربائية وقد رأيته يعمل ذلك وكتجهيز المدرسة لبداية العام الدراسي 1420 / 1421ه الذي يبدأ يوم السبت الموافق 24/5/1420ه مع أنه لم يتسلّم العمل في المدرسة إلا في نهاية دوام يوم الأربعاء الموافق 21/5/1420ه، حيث عمل بنفسه في عطلة نهاية الأسبوع لتكون المدرسة مهيأة لاستقبال الطلاب ولم ير في ذلك غضاضة كما يحصل لمن يشعر بمركب نقص ومما يدل أيضا على حرصه الشديد على تنفيذ ما أسند إليه على أكمل وجه إبراء للذمة ما سبق ذكره من صفات وغيرها مما يتصف به يرحمه الله أكسبه ذلك وقارا وهيبة واحترام ومحبة كل من عرفه مع صغر سنه, ومما يدل على محبة الناس له كثرة من صلى عليه وشيّعه حيث بلغوا المئات ولا أبالغ إذا قلت ان حضور جنازته رحمه الله من أكثر ما شيع في مدينة المجمعة حيث قدموا من أماكن متعددة من جلاجل والتويم وروضة سدير وحوطة سدير وتمير والرياض والزلفي والقصيم والمنطقة الشرقية وهذه بشرى خير والحمد لله، فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من ميت تصلى عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه رواه مسلم, وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه , رواه مسلم, أسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهم أهله الصبر والسلوان وخصوصا والديه وزوجته الوفية وأطفاله عبدالله واخوانه, وكذلك أشقاؤه وشقيقاته خاصة شقيقه العزيز بدر بن عبدالله الحسيني الذي لازمه طيلة فترة مرضه سواء في المجمعة أو في الرياض لتلقي العلاج مضحياً بوقته وراحته وليس ذلك بمستغرب عليه فإنه بار بوالديه عطوف على أشقائه خدوم للبعيد فكيف بالقريب فكيف بشقيقه, كما أعزي نفسي وجميع أصدقائه وأحبابه وهم كثر والحمد لله حتى ان زيارتهم له لم تنقطع طيلة فترة مرضه مع بعد المسافة, مما يدل على عظم منزلته عندهم, رحم الله فقيدنا الغالي وجعله من الفائزين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر وإنا لله وإنا إليه راجعون . عبدالله بن إبراهيم الرميح