يحكى أن رجلاً له ولد وبنت، توفيت أمهما وتركت لهما بقرة، وبعد عدة شهور تزوج الاب مرة ثانية، وكانت زوجة الأب بخيلة مع الأولاد، ولا تطعمهم إلا القليل من الطعام. وحين يذهب الولدان لرعي البقرة، يطعمان طعامها الذي كان (كردوشاً) من الذرة للبقرة، وحين يشعران بالجوع يقول أحدهما: (يا بقرة أمنا وأبينا، ضعي لنا لحماً وأرزاً). فتضع البقرة لهما ما طلب منها، وكان لزوجة الأب ولدان وبنت وكانوا ضعفاء الجسم، وقالت في نفسها: اليتامى لا يأكلون إلا (كردوش) الذرة يتمتعون بصحة ممتازة تفوق صحة أبنائي الذين يأكلون كل ما يشتهون، لا بد أن يكون في الأمر شيء لا أعرفه ويجب أن أكشف هذا السر! في اليوم التالي أرسلت زوجة الأب أحد أولادها مع الولدين، وأعطت ولدها طعاماً حسناً أما اليتامى فكان (الكردوش) هو وجبتهم اليومية، وعندما وصلوا المرعى قالا لأخيهم: هل تخبر أمك؟ فقال: بماذا؟ قالا: إننا نملك طعاماً غير الذي تعطيه لنا أمك. قال: وما هو؟ قالا: سترى طعاماً ولكن المهم أن لا تخبر أمك. فوعدهم بأنه لن يخبر أمه بما سيراه ولا حتى أي أحد يعرفه. فقالا: يا بقرة أمنا وأبينا ضعي لنا أرزاً ولحماً. فوضعت البقرة ما طلب منها فأكلوا حتى شبعوا ولما انتهى النهار عادوا إلى البيت، فسألت الأم ابنها: هل يأكل أخوتك شيئاً؟ فقال: لا.. لا يأكلون إلا (كردوش) الذرة. لم تصدق زوجة الأب. فأرسلت ابنتها في اليوم الثاني مع الأولاد إلى المرعى، وحين وصلوا إلى المرعى وأحسوا بالجوع طلبوا من أختهم أن لا تخبر أمها بما ستراه فوعدتهم بأن تكتم السر، لكن البنت كانت تأكل لقمة وتخفي في صدرها لقمتين، وفي المساء رجعوا جميعاً إلى البيت، فأخرجت البنت ما معها من طعام وأخبرت أمها بكل ما رأت، غضبت زوجة الاب غضباً شديداً وفكرت بطريقة تتخلص فيها من البقرة.. وفي اليوم التالي ذهبت إلى الطبيب واتفقت معه على أن يقول لزوجها أنها مريضة ولن تشفى إلا إذا ذبحت لها البقرة وأعطته مبلغاً من المال. وبعد أيام تمارضت الزوجة فأحضر الزوج الطبيب، الذي أخبره أن شفاءها سيكون في ذبح البقرة. وحين وصل الأولاد في المساء إلى البيت، همَّ الزوج بتنفيذ ما أشار إليه الطبيب، لكن الولدين أخذا يبكيان وظلا يرددان: (يا بقرة أمنا وأبينا لا تذبحي). وبعد عدة محاولات من الأب لذبح البقرة، تمكن الأب من ذبح البقرة، وطبخت البقرة لتقدم للزوجة المريضة، فأخذت الزوجة تأكل وترمي من النافذة ما تبقى من عظم، وتحت النافذة جلس الولدان يلتقطان العظام ويجمعان كل جزء من البقرة، ثم حفرا حفرة وضعا فيها ما تبقى من البقرة، ومضت الأيام لكن لم يستطع فيها الولدان أن ينسيا بقرتهما، فكانا يعودان إلى المكان الذي دفنت به البقرة، وفي إحدى المرات تعثرت البنت فسقطت على الأرض، فرأت شيئاً يلمع بين التراب فإذا بها قطعة ذهبية، حفر الولدان فإذا بكل قطعة من عظام البقرة قد تحول إلى قطع ذهبية، ففرحوا كثيراً بهذا الذي تركته لهما البقرة، وعاشا سعيدين بما لديهما. رسوم 1- حنان عماد 11 سنة 2- لينا خضر 11 سنة 3- لميس الأمعري 11 سنة 4- رانا بسام 11 سنة 5- آية قضامي 12 سنة 6- ريا أحمد حمد 11 سنة 7- هية زهير 12 سنة 8- يسر بكر 11 سنة