واصلت الغارات الجوية الأمريكية البريطانية المصحوبة بقصف صواريخ توماهوك «كروز» ضربها المدن الأفغانية وتركزت الغارات وضربات الصواريخ التي بدأت في المساء كما حصل في الأيام الثلاثة الماضية على مقرات ومواقع طالبان وتنظيم القاعدة في كابول وقندهار ومزار شريف. هذا ومع تواصل الغارات الأمريكية في أفغانستان وابلاغ الولاياتالمتحدةالأمريكية للأمم المتحدة بأنها ستضرب دولاً أخرى في نطاق حربها ضد الارهاب، أخذت أحاديث قادة العالم تتكلم عن حرب طويلة فقد اعتبر العاهل الأردني عبد الله الثاني أن الجانب العسكري من مقاومة الإرهاب يمثل «حربا جديدة» قد تستمر «من 10 إلى 15 سنة» بحسب ما ذكر في لقاء مع مجلة «شتيرن» الألمانية تنشره في عدد الخميس. وقال: إن الضربات العسكرية «في النضال العالمي ضد الإرهاب ستظل محدودة جدا» في المكان بيد ان هذه «الحرب الجديدة قد تستمر من 10 إلى 15 سنة». في غضون ذلك تتخوف أمريكا وبريطانيا من امتلاك تنظيم القاعدة الذي يرأسه أسامة بن لادن أسلحة كيماوية وجرثومية، وقد زاد من خوف الأمريكيين بعد اكتشاف ثاني حالة اصابة بميكروب الجمرة الخبيثة «الأنثراكس» في فلوريدا وسط مخاوف من تعرض أمريكا لهجمات جديدة. وقد ثبتت اصابة زميل لرجل توفي يوم الجمعة مصابا بمرض الجمرة الخبيثة الذي يقول الخبراء انه أحد عناصر الحرب البيولوجية. وأصيب روبرت ستيفنز «63 عاما» بمرض الجمرة الخبيثة الرئوي الذي لم يظهر في الولاياتالمتحدة منذ عام 1976 وتوفي يوم الجمعة. وقال وزير العدل الأمريكي جون اشكروفت انه يأخذ حالة الاصابة الثانية مأخذ الجد ولكنه لا يملك المعلومات الكافية كي يحدد ما إذا كان ذلك مرتبطاً بالهجمات على الولاياتالمتحدة الشهر الماضي. وقد بدأت في كافة المدن الأمريكية اجراءات مكثفة في المراكز الصحية التابعة لهيئة مكافحة الأوبئة وسط انشغال وسائل الاعلام الأمريكية بالبحث والتحليل مع الاختصاصيين في علوم البيولوجيا والصحة عن احتمالات هجوم بيلوجي وهذا ما دفع FBI على تركيز البحث عن احتمالات وجود عبوات بيلوجية في أماكن متفرقة في أمريكا. في غضون ذلك بدأ الآلاف من الأفغان بالفرار من العاصمة الأفغانية كابول خوفا من المزيد من القصف الأمريكي. وذكر سفير أفغانستان لدى باكستان ان ما وصفه بالهجمات الارهابية المريعة قد خلفت عشرات القتلى في البلاد. ووردت تقارير عن تبادل كثيف للقذائف والمدفعية أثناء الليل على خطوط المواجهة شمال كابول حيث يعتقد ان التحالف الشمالي المعارض لطالبان يستعد لشن هجوم على مواقع لطالبان. وقد أوقفت الأممالمتحدة الى أجل غير مسمى جميع امدادات الغذاء الى أفغانستان في أعقاب الهجمات حيث قتل أربعة من موظفيها بعد اصابة مبنى الأممالمتحدة أمس الثلاثاء وقالت المتحدثة باسم البرنامج الدولي للغذاء كريستيان بيرثيوم ان توزيع الغذاء قد توقف بسبب أحداث الليلة الماضية. وذكرت أنها لا تعلم متى ستستأنف العمليات مرة أخرى. وقد أعلنت حركة طالبان عبر سفيرها في باكستان عبدالسلام ضعيف رداً على أسئلة شبكة «سي.ان.ان» الامريكية أمس الثلاثاء ان أسامة بن لادن «حي يرزق» وانه «يعيش في أفغانستان». وقال ضعيف: انه حي يرزق وليس موجودا في مكان معروف لدى الناس موضحا انه موجود في الجبال حفاظاً على أمنه. ويعيش أسامة بن لادن منذ خمسة أعوام في أفغانستان وهو المشتبه به الرئيسي في اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر في الولاياتالمتحدة مع تنظيمه «القاعدة»، وهو أيضا أحد الأهداف الرئيسية للرد الامريكي. وكان ضعيف أعلن في وقت سابق ان قنابل استهدفت منزل القائد الاعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر الذي غادره قبل القصف على حد قوله. وقد أعلن مسؤول في حركة طالبان ان أسامة بن لادن قد غادر مكان اقامته الرئيسي في قندهار، واتجه الى منطقة نائية في وسط شمال أفغانستان. وأضاف بأن بن لادن كان على علم بالضربات الأمريكية من خلال مصادره الخاصة في واشنطن واسلام آباد. يذكر ان اسامة بن لادن اقام في باميان منذ عام، ولكن حكومة طالبان نصحته بأن يغير اقامته، حتى لا تستطيع وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA أو المباحث الفيدرالية FDI التعرف على مكانه، فانتقل من باميان الى لوجان خوست ومن ثم الى قندهار التي أقام بها لعدة أسابيع، ولكنه قرر ان ينتقل الى مكان أكثر أمنا هو وزوجاته. وقال المسؤول الرسمي لطالبان:«ان بن لادن اعتاد استعمال من 40 الى 50 مدرعة محمية بواسطة سيارته المدرعة، وقليل جدا من يعرف أي مدرعة يستقلها»، وأضاف«ان هذه المرة انتقل فقط بثلاث مدرعات، حتى يؤمن نفسه ضد تجسس أجهزة رادارات أمريكا». وفي سؤال عن الملا عمر.. قال المسؤول:«إنه في مكان آمن في قندهار منذ الأسابيع الماضية». طالع المتابعة