في مثل هذا اليوم من عام 2001م بدأت الحرب في أفغانستان بهجوم شامل من قبل الطائرات الأمريكية والبريطانية وتركَّزت الضربات الأولى على محيط مطار كابول ونالت الطائرات من مواقع حركة طالبان في مواقع عديدة، حيث تعرضت تلك المواقع في العاصمة كابول لانقطاع الكهرباء ودوّت القذائف وانتشرت الانفجارات والمضادات في أرجاء العاصمة التي تعرضت إلى هجمات مكثفة من الطائرات. وأكَّدت وزارة الدفاع الأمريكية بدء الهجوم على أفغانستان بحسب ما ذكرته شبكة (سي إن إن) الأمريكية الإخبارية البارحة. كما ذكر شهود عيان أن ثلاث ومضات كبيرة أضاءت سماء الجبهة الشمالية بين طالبان وقوات المعارضة الشمالية على بعد نحو 40 كيلومتراً شمال العاصمة كابول. وقد أعلنت (سي إن إن) أن الغارات العسكرية التي استهدفت قبل يوم مطار قندهار قاعدة حركة طالبان الحاكمة في كابول دمرت مقر قيادة الحركة. واستهدفت أول موجة من القصف الأمريكي والبريطاني قبل يوم أهدافاً في أفغانستان رد عليها أسامة بن لادن وحركة طالبان الحاكمة في كابول بتهديدات عنيفة. يشار إلى أنه أول عمل عسكري في (عملية الحرية الدائمة) التي أعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل 26 يوماً ضد الإرهاب العالمي. وقبيل الساعة 21.00 ت. غ (فجر الاثنين بالتوقيت المحلي) تعرضت العاصمة الأفغانية كابول لقصف وسمع انفجار قوي بعد تحليق طائرة في سمائها حسب ما أفاد شهود، وحذَّر أسامة بن لادن في شريط فيديو مسجَّل قبل الضربات أنه لن يكون هناك أمن للولايات المتحدة. وقد أضيئت سماء كابول اليوم السابق وسمعت انفجارات قوية عندما شنت القوات الأمريكية والبريطانية سلسلة من الضربات على أفغانستان استهدفت قواعد إرهابية ومنشآت لنظام طالبان. وقال سكان من كابول لوكالة فرانس برس: إن دبابات قوات طالبان ومدافعها المضادة للطيران وأسلحتها الخفيفة دوَّت خلال فترة الاستنفار في كابول والتلال المجاورة. وكان ضجيج الطائرات التي تحلِّق فوق كابول على ارتفاع عالٍ يملأ السماء وكانت قذائف المضادات الأرضية تشق الفضاء بنيرانها. وانقطع التيار الكهربائي في العاصمة بعد بدء الهجوم ثم عاد بعد قليل. وأدى الهجوم إلى توتر الوضع في كابول ولكن لم تسجل مشاهد ذعر كما ذكر بعض السكان. وكان جنود من ميليشيا طالبان يجوبون شوارع المدينة. وأعلن متحدث باسم طالبان للوكالة الإسلامية الأفغانية المقرَّبة من النظام الحاكم في كابول والمتمركزة في باكستان أن الولاياتالمتحدة قصفت مساء أمس الأحد منطقة قريبة من مطار العاصمة الأفغانية كابول. وأضاف المتحدث أن الدخان تصاعد من مكان قريب من المطار موضحاً أن الهجمات حتى الآن على مدينة كابول بالذات. ولم تتوفّر حتى الآن أي معلومات حول وقوع خسائر محتملة. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد أن الهدف الأول للضربات الجوية الأمريكية أمس الأحد هو السيطرة على المجال الجوي الأفغاني بالقضاء على تهديدات الدفاعات الجوية وطائرات طالبان. وقال مسؤول أمريكي عسكري أمس الأحد إن الغارات الجوية الأولى ضد أفغانستان استهدفت معسكرات الإرهابيين ومواقع الدفاع الجوي وقواعد جوية. وذكر التلفزيون الأمريكي (سي إن إن) أن انفجارات عنيفة دوَّت في مطار قندهار في جنوبأفغانستان معقل نظام طالبان ونقل التلفزيون عن مصدر قوله إنه تم تدمير موقع للرادار ومنشآت للاتصالات. وقالت مصادر من نظام طالبان في قندهار ل(السي إن إن) إن قاعدة القيادة في المطار انفجرت. وأعلن مسؤولون في المعارضة الأفغانية أن الانفجارات دوَّت والحرائق اشتعلت في مطار مزار الشريف في شمال أفغانستان. وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة تم الاتصال به في روما هاتفياً لوكالة (فرانس برس) إن الضربات طالت أيضاً مواقع عسكرية لطالبان في جلال آباد (شرق) ومدينة فرح (غرب) وقندوز على الحدود الطاجيكية (شمال). وفي باكستان وصف سفير النظام الطالباني عبد السلام ضعيف الضربات الأمريكية بأنها هجمات إرهابية. وأعلن أن طالبان لن تسلِّم الولاياتالمتحدة أسامة بن لادن الذي تتهمه واشنطن بضلوعه في اعتداءات 11 أيلول - سبتمبر في الولاياتالمتحدة.