مر يوم آخر خالياً منك.. فليكن.. سأوطن نفسي على غيابك.. سأقنع قلبي أنه لم يعد يعبأ بك.. سأظل أردد على مسامعي أني قادرة على التعايش مع أيامي بدونك.. سأستمد قوتي من عدم اكتراثك.. ولن تكون طفلي المدلل بعد اليوم.. لن أفكر فيك حين تمرض ولن أهتم.. لن أدع خيالي يستحضر صورتك كما كان يفعل كل ليلة قبل خلودي إلى النوم.. لن أحتفظ بصوتك في ذاكرتي.. ولن ابتسم عندما أرى طيف ابتسامتك يلوح في مخيلتي.. سأبتعد عنك دون سابق إنذار.. وسأتقن مثلك لعبة العناد والمكابرة.. سأقسو على نفسي وأقسو عليك.. سألقيك على دروب الحيرة والدهشة وأبقيك تشتعل شوقاً على جمر الانتظار.. سأسحق تحت أقدامي حنيني إليك.. سأغتال كل مشاعري.. وسأسترد منك زهرة الياسمين لأبقي لك كما تشاء نبتة الصبار. **** قدر عليّ أن أحمل عشقك بداخلي قنديلاً في عتمة المنافي وأجوب بك مطارات العالم بحثاً عن هويتي المفقودة منذ زمان بعيد على أرصفة الحنين.. قدر علي أن يُسرق صوتي فلا أعود قادرة على الغناء ولا على البوح بأوجاعي.. قدر علىّ أن يُغتال دمعي فلا أقوى عند وداعك على البكاء.. قدر عليّ أن تبقى يا عشقي ووجعي مغروساً كالرمح في أعماق أوردتي.. وقدر عليك أن أبقى مبحرة في شرايينك بلا انتهاء. **** فاجئني حبك ذات صباح.. أيقظ أيامي من غفوتها.. فاجئني قلبك ذات حلم ب"كلمة" حب.. بها توجتني أميرة على عرش المستحيل.. حين عدتَ إليّ تحمل الشوق وهجاً يطل من عينيك بعد غياب طويل.. حين ناديتني: "حبيبتي" اكتسى قلبي بلون الحنين.. رقص نبضي فرحاً على أنغام حروفك.. هربت مني كلماتي فلم يعد بمقدوري التعبير عما اعتراني من مشاعر غير مسبوقة في تاريخي.. أخبرني يا من جاء يحمل لي مروجاً من العشق وغابات من الحنان.. كيف بإمكاني أن أختصر مسافات الشوق وأن أجتاز متاهات الزمن.. لأمحو من قاموس أيامنا معاني الغياب والرحيل.. كيف يمكن أن أصيغ مفردات دون أن تكون أنت تفسيراً لمعانيها. [email protected]