تفرض علينا معطيات الحضارة والتقدم التكنولوجي التعامل مع الكثير من الأدوات والمواد بهدف تسهيل وتطوير وتحسين ما حولنا.. ولكن كثيراً ما يحدث العكس من خلال عدم اتباع الأساليب العلمية لذلك أو الافراط في الثقة بالمواد المصنعة أو بأولئك المصنعين لها! وكأنما يبحث هذا الإنسان عن فخ جديد كلما أراد النهوض بحياته والصعود إلى أعلى مشارف التقدم.. قرأت مؤخراً تحقيقا صحفياً في جريدة الاقتصادية يتحدث عن المبيدات الزراعية وقد ورد في التحقيق. «أن المبيدات الزراعية ذات فائدة حيث تساهم بشكل كبير في زيادة الانتاج من خلال القضاء على الحشرات والآفات المثبطة للزراعة لكن في الوقت ذاته ربما تكون المبيدات نفسها آفة علي المستهلك..». «وهناك مبيدات في حالة عدم استخدامها بشكل صحيح تنتقل من المزروعات أو المواشي إلى الإنسان وفي هذه الحالة لا أحد يضمن العواقب». وقد ورد في التحقيق أيضا أن هناك أطباء بيطريين يؤكدون ان معظم المزارعين لدينا لايجيدون استخدام المبيدات في مزروعاتهم أو مع مواشيهم الأمر الذي يتسبب في انتقال هذه المبيدات إلى المستهلك. وإذا كان الأمر كذلك فهو ولاشك مثير للقلق والتوتر وهنا يأتي دور وزارة الزراعة في ضرورة وضع نظام علمي متطور ومحكم للتعامل مع مثل هذه المبيدات وتوجيه المزارعين لذلك.. بحيث يتم رش المزارع من خلال رقابة صارمة ومحكمة ويتم ذلك اما من خلال تدريب مجموعة من المختصين على الأساليب العلمية الصحيحة للتعامل معها واستخدامها بكل حذر، إضافة إلى تقديم دورات تدريبية للمزارعين ولجميع الأفراد المتعاملين مع المزارع. ففي النهاية تصل هذه المحاصيل الزراعية إلي المستهلكين (الذين هم نحن) ليكون الضرر أكثر عمومية وانتشاراً وأكثر خطورة. ** ولنعترف أخيراً بأن الأغلبية الساحقة منا يجهلون الكثير من المعلومات الهامة حول البيئة وحول العوامل المؤثرة سلباً على حياتهم ولابد لنا جميعاً من إعادة النظر فيما حولنا وفي قراءة واستيعاب وفهم أخطاء الآخرين تلافياً لعدم الوقوع فيها. email:fowzj@hotmail ص.ب 61905 الرياض/ الرمز البريدي 11575