أتابع بين الفترة والأخرى لقاءات في احدى المطبوعات يتم فيها إجراء حوار مع زوجات بعض الشخصيات المهمة وربما الشهيرة في المجتمع.. ومع احترامي وتقديري للجميع إلا أنني لاحظت أن هناك الكثير من المبالغة والخروج عن الصورة الواقعية.. حدث ذلك في معظم الحلقات.. إن لم يكن جميعها.. وفي النهاية ظهرت هذه اللقاءات نسخة طبق الأصل تقريبا عن بعضها البعض.. كلها تتحدث عن الإصرار والكفاح وقوة الإرادة والحب الذي يمتد بلا انتهاء، وعن السعادة والهناء والأطفال الطيبين الرائعين الذين لا يصدر عنهم إلا ما يرضي الله ورسوله، ومن ثم الوالدين.. وهناك تفاهم تام بنسبة مائة بالمائة بين الطرفين.. انهما يغردان ولا يتحدثان حتى لتكاد تقول حقا، هؤلاء هم طيور الحب!! تقول ذلك وتتخيل هذه المنازل قلاعا أسطورية ساحرة تضيء حبا وتتوهج. دفئا وجمالا بينما ذلك لا يوجد في كثير من صور واقعنا!! ونظرا لأن المشاهير في داخل منازلهم ومع أسرهم يتساوون تماما مع أبناء البشر ولا يختلفون أبدا عنهم، وإذا كان أولئك جميعا في مثل هذه السعادة فهذا يعني أننا في مجتمع مثالي لا يضاهى، وهذا ينافي الواقع تماما.. وربما يعود السبب الحقيقي الى تلك الصورة الناعمة المثالية التي رسمتها أولئك النسوة انهن نساء أولا.. وهذه نقطة مهمة جدا بمعنى أنها كائن من المرتبة الثانية ثم إنها زوجة لرجل مشهور أو شخصية مهمة فلابد لها أن تجتهد بكل ما أوتيت من قوة كي تضفي صورة مثالية على هذا الزوج وعلى هذه الحياة.. وإن تجاوزت بذلك الصورة الواقعية.. ولربما لو قالت الحقيقة كاملة فلن ينتهي ذلك اليوم نهاية طيبة وسوف تكون ليلة كالحة مليئة بالشجار.. إننا جميعا نحب الحقيقة ولكن من منا ذلك الذي يجرؤ على البوح بها وعلى تحمل كافة تبعاتها.. هذا إضافة الى أن هناك حقائق من الممكن البوح بها فيما بيننا ولكننا لا نستطيع التصريح بها أمام الملأ. email:[email protected]