آه.. كان من الصعب علي ان ادرك ان الحقيقة اروع بكثير من الخيال وكان من الصعب ان تخرج هذه الكلمات من رحم قوقعتي الادبية.. وما كان لها ان تولد وتخرج الى خارطة الوجود المحسوس لولا هذا اللبس الواقع بين مفهومين متناقضين متضادين حتى في قبولهما في ساحة هذا المجتمع!! حقيقة نحن البشر تقابلنا في الحياة مفاهيم يصعب تفسيرها وردود فعل يتعسر عليك فهم مدلولها. فلا عجب ان نقابل من يستخفي في افعاله واقواله خلف قناع مزيّف.. تحار حول فهم مقصد هذا الشخص والاهداف التي يرمي الوصول اليها. فكل منا قد يواجه انساناً يتحدث باسلوب المجاملة.. حتى يخيل اليك انه ينافقك في حديثه.. عموما ارقتني كثيراً هذه القضية وحول فهم العامة وبسط المعادلة الصحيحة التي تفصل النفاق عن المجاملة .. ولكن يبدو ان الفرد منا بين فكي نفاق ومجاملة، وبينهما «ضاعت» الطاسة»!! «المجاملة» والنفاق كلمتان اختلط على الناس معناهما، ولم يعد البعض يفرق بين «المجاملة» و«النفاق» فتحول النفاق الى مجاملة، والمجاملة تحولت الي نفاق. حقيقة بجانب الصواب من يعتقد ان يظن ان المجاملة فرع من فروع شجرة النفاق الكبيرة!! فالنفاق والتلون وتبديل الآراء و«الاقنعة المزيفة» خصال رذيلة للوصول الى هدف او لتغيير الصورة الباهتة، ومحاولة تلميعها بأرتال من الكلمات او الممارسات غير الصادقة. فالنفاق يلوِّن الصور الباهتة للانسان، ويحول الخطأ الى صواب في نظر من انطوت عليه هذه الحيلة. وكثيراً ما تنطوي للاسف. المنافق من الناس لا يردعه رادع حتى لو دعم صدقه «الكاذب»!! والمنافق لا يحاول الكشف عن عيوبه للتخلص منها بل يحاول ان يخفيها بشتى الوسائل والطرق. ومن ناحية اخرى فإن الانسان المجامل يختلف عن الانسان المنافق كالاختلاف الحاصل بين الاصل والصورة، والحقيقة والظل، والحلم والحقيقة. «وفي طبيعة الحال» فإن المجاملة دائماً ما تعكس الذوق العام لصاحبها، ذلك انها خصلة لن تضر في شخص لا نرجو من خلالها مكسباً او غاية، فإننا بذلك ننمي لديه تلك الخصلة المحببة، اننا عندما نحاول استخدام الكلمات الراقية والمحببة الى السمع او التصرفات المقبولة ومحاولة إهداء الكلمات الهادئة، فإننا بذلك سنرتقي باسلوب الحديث الذي يجري في اي مساحة من المساحات وفي اي وقت من الاوقات اليس كذلك..!!؟ ولم تكن «المجاملة» ابداً يوماً من الايام اسرع اسلوب للتزلف او الوصول السريع للرغبات، ولم تكن ايضاً اقصرها بحال من الاحوال!! فقد ننشغل او نرهق، او نتعب من اسباب الزمن ونجامل في حضور مناسبة، وقد تقحمنا الصدفة لحضور مناسبة تضمن اناساً مملين، ومع ذلك نجامل من اجل صاحب الدعوة..!! واعتقد «في قرارة نفسي» اننا لن نخسر مع ذلك ابداً.. ذلك ان المجاملة هي «فن اصطياد الصمت والهدوء في اجواء صاخبة». بصمة: «عندما كنت صغيراً.. علموني ان اقول كلمة «طيب» بدلاً من كلمة «لا» حتى لو لم استجب للمطلوب مني تنفيذه، هذه تعني في اغلب الاحيان كلمة «لا» وبذلك فقدت «طيب» اطيب ما فيها وهو معناها. سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي محافظة المذنب