لا أعتقد أن مجتمعنا لايزال يعيش زمن الطفرة الاقتصادية.. تلك التي تدفقت من جرائها الأموال بين أيدي البعض وبشكل مفاجئ لم يسبق له مثيل، مما جعلهم ينفقون بلا حساب أو تفكير في المستقبل.. والنتيجة تلك السمعة التي سادت الوطن العربي وربما العالم في أن الخليجيين جميعاً هم أولئك الأغنياء الذين يملك كل منهم بئراً من البترول والذين يبذرون أموالهم يميناً وشمالاً دونما اهتمام! ولّت هذه الفترة منذ سنوات ورغم ذلك لايزال البعض يعيشون أيامهم ويمارسون حياتهم وكأنما هم اولئك المستظلون بالطفرة الاقتصادية! وأقصد بحديثي أولئك السادرين في حالة غريبة لا بدء ولا انتهاء لها.. المولعين بالتشاوف والمظاهر، يفاخرون ويتنافسون بأرديتهم وثيابهم... وفي مساكنهم وسياراتهم.. وفي سباقهم المستمر واللاهث للسياحة خارج الوطن وايضا في اختيار المدارس الأهلية لأبنائهم وبناتهم.. وامتد الأمر إلى المستشفيات التي يرتادونها، فكلما كان المستشفى أكثر رقياً وفخامة كان ذلك أدعى إلى اجتذابهم لاتخاذه مقراً للعلاج ولايهم نوعية هذا العلاج «مافيش حد أحسن من حدّ» كما يقول إشقاؤنا المصريون هذا هو شعارهم. وليست المشكلة في أولئك الذين تستطيع التعرف عليهم بسهولة على أنهم من أصحاب هذه الطبائع الهشة والمفاهيم السطحية، ولكن في أولئك الذين يدَّعون الوعي والثقافة والمعرفة والالتزام الديني والأخلاقي.. وينتقدون طوال الوقت أهل التشاوف والمظاهر.. وحين تأتي المواقف تجدهم أول الراكضين الى المظاهر والمباهاة..وأول الحريصين على سلوكهم بين الناس.. لاينبغي أبداً ان يتميز عنهم أحد أياً كان في أي حقل أو مجال..لا بمسكنه ولا بلباسه ولا بنوع مركبته أو سيارته ولا بنوعية مجوهراته، ولا بتلك البلدان التي يذهب إليها للسياحة صيفاً... من ذا يجرؤ ويتقدم الصفوف؟! هو الأول دائماً.. والباقون كما يظن يقتفون أثره!! email:[email protected] ص.ب 61905 الرياض/ الرمز البريدي 11575