جميل أن تكون طيباً بشوشاً... يتفاءل الآخرون بمجلسك وبكلماتك وبالأجواء الإنسانية التي تحفهم بها.. جميل أن يجد الآخرون حين يقصدونك لحاجة ما وتكون أنت القادر بعد الله على حل مشكلتهم وتفريج همهم ومساعدتهم، إما لأنك مسؤول في دائرة وإما لأنك صديقهم الأكبر مكانة والأقوى نفوذاً ومنصباً وإما لأنك الأكبر عمراً وخبرة ويتوسمون فيك نبعاً فياضاً من الخير لا ينضب.. وإما لأنك الأكثر قرباً منهم.. جميل أن يلجؤوا إليك فيجدوا فيك عالماً فياضاً فسيحاً وسقفاً إنسانياً مضيئاً يتمثل ذلك في ملامح تنضح بشراً.. وابتسامة صافية نقية كأنما لم يطرق الهم يوماً باب صاحبها.. وكلمات تتقطَّر عذوبة أين منها الشهد المصفى المختوم في قنائن بللورية..؟! جميل أن يقصدك الآخرون فيجدوا فيك تلك الأجواء الحانية والأبواب المفتوحة التي تتمثل في: أبشر.. حاضر.. لا يهمك! قضيتكم هي شاغلي الأول وهمي الأكبر لن أنام هذه الليلة حتى أجد حلاً.. لن أخيب ظنك.. ثم يعود مرة أخرى ليختصر قائلاً: أبشر، حاضر..! ويذهب أولئك المتعبون هماً المشغولون بحل منتظر، الذين لا يملكون مخرجاً يدخلون إليه إلا الصبر والانتظار.. ثم ماذا؟! يفاجؤون في اليوم التالي أن البشارة تحولت إلى انتظار ليوم آخر ثم آخر.. ثم أسبوع فشهر فاثنين وهلم جرا.. وربما يعذرونك مرة وثانية لسبب أو آخر لكنهم بعد ذلك سوف يكتشفون أن السعي إليك هو سعي الظامئ إلى ماء مالح يزيده عطشاً وانتظاراً لفرج آخر لا يدرون من أين يأتي.. لكنهم سيجدون أن من الأفضل أن يرضوا بظمئهم حتى إشعار آخر.. ممن لا يطربهم بحاضر، وأبشر وإنما يفعل مباشرة بصمت تام.. فالعبرة دائماً بالأفعال وليست بالكلمات! ** أيتها الكلمات كم أنت جوفاء هامشية مع أولئك غير القادرين الذين يرفضونك ويرون فيك مجالاً سهلاً للخروج من كافة المآزق.. ولو قدروك حق قدرك لأدركوا بأن الكلمة الطيبة والوعد الوثيق وما إليها من مفردات، هي أقوى وأسمى من أن تمتهن بكثرة ترديدها دونما فعل! *** ليس أجمل من أن تكاشف قريباً أو عزيزاً إلى نفسك ببعض السلبيات التي تجدها فيه.. ومن منا بلاعيب.. ليس منا ذلك الملاك الذي لا يخطئ.. ولعل المكاشفة تكون أحياناً درباً مضيئاً إلى مزيد من المودة كما قال جميل لبثينة: وأول ماقاد المودة بيننا بوادي بغيض يابثين سبابُ فقُلنا لها قولاً فجاءت بمثيله لكلِّ كلام يا بثين جوابُ Email:[email protected] ص.ب: 61905 الرياض الرمز البريدي: 11575