عبر الاتصالات والقنوات الدبلوماسية والوفود والمباحثات المباشرة لم تعدم القيادات العربية وسيلة إلا وانتهجتها مع الإدارة الأمريكية لتعديل موقفها من الصراع العربي الإسرائيلي فعلى عكس المتوقع اندفع الرئيس جورج دبليو بوش في انحيازه للكيان الإسرائيلي أكثر من أي رئيس أمريكي آخر، بل ان بوش الابن يقوم بأعمال ويدلي بتصريحات تصنف على انها استفزازات للعرب والمسلمين رغم ان جل المصالح الأمريكية في ديارهم ومن هذه الاستفزازات تسخير الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمنع حصول الفلسطينيين على الحماية الدولية وكف يد الأسرة الدولية من الحد من الاجرام الإسرائيلي الذي يتزايد ضد الشعب الفلسطيني. جورج دبليو بوش يتحدث بلغتين مع الفلسطينيين والإسرائيليين فيخاطب الضحية مهدداً ياسر عرفات طالباً منه معاقبة الاستشهاديين الذين يهددون أمن اسرائيل.. ولا ندري كيف يعاقب عرفات شهيداً قدم جسده ونفسه وروحه دفاعاً عن الدين والعرض والوطن...!! ومقابل التهديد الموجه لعرفاتوالفلسطينيين يهاتف بوش الارهابي اريل شارون معزياً بوفاة قتلى مطعم البيتزا في القدس..!! القتلى الإسرائيليون في مطعم البيتزا وكل القتلى اليهود الذين سقطوا نتيجة الاستفزاز الشاروني لا يشكلون عشرة بالمائة من الشهداء الفلسطينيين الذين يقتلهم الجنود الإسرائيليون سواء عن طريق فرق المطاردة أو بصواريخ الطائرات الأمريكية التي تقصف على منازل وسيارات الفلسطينيين وبقذائف الدبابات ورصاص القنص الإسرائيلي وكل هؤلاء لا يحظون حتى بكلمة أسف من الرئيس الأمريكي...!! ماذا يريد بوش من عرفاتوالفلسطينيين والعرب والمسلمين هل يسملوا أرض فلسطين لعصابات اليهود القادمين من أمريكا وأوروبا وروسيا وأثيوبيا ؟!! ماذا يريد بوش، هل يحلم ببقاء الدول العربية اسواقاً مفتوحة للبضائع الأمريكيةوواشنطن تقوي أعداء العرب وتحميهم من الاسرة الدولية لمحاسبتهم..؟!! ماذا يريد بوش هل يظن أن الدول الإسلامية وشعوبها التي يتعدى سكانها المليار نسمة ستظل إلى الأبد صامته عما يجري في فلسطين.. وأن أمريكا توظف قوتها العسكرية واسلحتها ونفوذها الدولي في مجلس الأمن حتي يبيد الإسرائيليون الفلسطينيين ويطردونهم من وطنهم..؟!! السفارات الأمريكية في الدول العربية والإسلامية ومراكز البحث واصدقاء واشنطن إذا لم ينبهوا بوش وإدارته من الاندفاع الأعمى والانحياز المطلق لدعم عدوان إسرائيل سيفجر المنطقة ويدمر المصالح الأمريكية!! عموماً إذا لم يكن لدى بوش وإدارته الوقت لقراءة تقارير سفرائهم وابحاث المعاهد، فالمصريون تولوا هذه المهمة لأن الوفد الذي يرأسه اسامة الباز والذي قابل العديد من المسؤولين الأمريكيين كفيل بتوضيح الصورة تماماً للأمريكيين.. وسواء اخترق الباز صميم آذان الإدارة الأمريكية.. أو لم يفلح.. وعجز عن رفع الغشاوة عن اعينهم وعقولهم.. فالخاسر على المدى البعيد الأمريكيون وحلفاؤهم الإسرائيليون.