في الوقت الذي ينشغل فيه الكثيرون بالتفكير في أجمل البلدان والأمكنة لقضاء اجازاتهم.. وفي الوقت الذي يكتئب فيه البعض الآخر لأن الظروف أجبرته على التمتع بالسفر في بداية الإجازة الصيفية وعلى العودة الى البلاد في شهر اغسطس «في هذا الشهر الحار».. وفي الوقت الذي يحشد فيه البعض جل طاقاتهم المادية والمعنوية لإتمام حفل زفاف لأحد ابنائهم او بناتهم في أفخم الفنادق، وتمتلئ نهاراتهم ولياليهم بمتابعة أحدث المعروضات في الأسواق من الأقمشة والثياب والمجوهرات.. في هذا الوقت «وليس هذا اكتشافاً مفاجئاً» هناك اخوة لنا أقصى أمنياتهم هي لحظة أمان من الخوف.. لحظة لا يفاجئهم فيها خبر اخ او صديق او قريب او جار لهم اغتاله العدو.. أو لحظة لا يشعرون فيها أنهم مهددون في كل ثانية وفي كل لحظة.. فهذا بيت الجيران الذي يقع منهم على مسافة خطوات قد هدمته جرافات العدو الإسرائيلي.. وهناك أيضاً دوي القصف لم ولن يغادر مسامعهم، فهو إن غاب عنهم نهاراً وجدوه كابوساً في أحلامهم ليلاً! البارحة فقط شاهدت ربما بالصدفة برنامجاً عرضته قناة الشارقة عن تلك المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وذلك النضال وتلك المعارك التي يقوم بها الأطفال والشباب والصغار الذين لا يملكون سوى الأحجار وكم قليل من الزجاجات الحارقة.. إلا أنهم يملكون سلاحاً في أعماقهم يمنحهم القوة والإقدام.. هو ذلك الغضب والقهر الممتد عبر سنوات من الصراع لأجل الحياة ولأجل البقاء وذلك الخوف على المسجد الأقصى وعلى تلك الأرض المقدسة «أرض فلسطين».فأين نحن من ذلك؟ وهل فعلنا ما ينبغي؟ وهل نملك فعلاً ايجابياً؟! - للحديث بقية - E-mail: [email protected]