ربما تكون الشهرة حلم الكثيرين وغاية أمانيهم.. والشاهد على ذلك أننا نرى الكثير من المتهافتين عليها..! فهناك من يتباهى بوجوده في الصوالين الأدبية لمجرد كتابته عشرين أو ثلاثين مقالاً.. وهناك من يسارع إلى تسجيل اسمه في موسوعة «من هو؟!» بلا سبب مقنع أو فعل منظور.. وهناك من هو على استعداد بأن يضحي بكل ما لديه في سبيل أن يتصدر قائمة المشاهير..! ولكن هل تكفي الشهرة وحدها لصناعة إنسان؟ وهل تغنيك وحدها عن كافة أمور الحياة الأخرى؟ قد يعجب بك الكثيرون ويحبك الكثيرون ويتهافتون إليك إعجاباً لأمر يميزك، إما موهبة أدبية أو فنية أو رياضية. ولكن تبقى في النهاية إنساناً.. حين ترحل الأصوات وتغلق باب غرفتك وتختلي بنفسك.. تبقى إنساناً.. لك احتياجاتك ومطالبك.. تبقى إنساناً تشعر.. تهبط حزناً وتحلق فرحاً.. تغضب وتتعب تماماً مثل الآخرين.. ليس ثمة ما يميزك عنهم.. ولذا لم تغن الشهرة ولا الضجيج ولا التصفيق أحداً عن بحثه عن قلب واحد يحتويه ويجد لديه الدفء والأمان.. لم تغن الشهرة أحداً عن بحثه عن شخص واحد بعينه يصطفيه من بين الآلاف ويجد في صحبته نعم الشريك والرفيق.. وربما يكون من أكثر العبارات ظلماً والتي قيلت عن «مي زيادة» إن لديها هواية جمع المعجبين..! فالإنسان المفكر السوي خلقاً ووعياً لن يستغني فقط بكلمات الاعجاب التي تمطره من الجنسين: نساء ورجالاً بشكل مستمر.. لن يجد في ذلك غنى عن أن يحيا حياة طبيعية وأن يجد شريكاً واحداً.. واحداً وحسب كبقية خلق الله! وربما يكون في الدخول إلى المؤسسة الزوجية قيد إلى حد ما، وأمر مهدد أحياناً لحرية واستقرار أحد الطرفين.. وقد يتخوف الكثير من الأشخاص المميزين )المبدعين( من هذا الأمر، إلا أن ذلك ليس قاعدة ولدينا الكثير من الأمثلة على أناس مميزين ومبدعين من الجنسين كان لارتباطهم الزوجي دافع لهم لمزيد من النجاح والتفوق نظير إحساسهم بالراحة والاستقرار. الأخ الكريم نايف النايف: شكراً لرسالتك.. أنا كاتبة أولاً وموظفة ثانياً.. إلا أنني لا أجد من المناسب إطلاقاً أن أستعرض سيرتي الذاتية ضمن هذه الزاوية.. خاصة وأنه لا شأن للمعلومات الشخصية )العملية( بنوعية كتاباتي وأثرها على القراء. الأخ القارئ الذي رمز لنفسه بكاظم الساهر: أعتذر.. لا أستطيع المساعدة أو الإفتاء في مثل هذه الأمور.. فلم تكن يوماً ضمن اختصاصاتي .. شكراً لرسالتك. الأخ مساعد ابراهيم الطيار.. أشكر كلماتك الطيبة وأتمنى دائماً أن أستطيع تقديم شيء ما لمصلحة الجميع. e-mail:[email protected]