مع قبيل بداية كل موسم رياضي جديد تبدأ إدارات الأندية في تقليب ملفات اللاعبين الأجانب ويتفنن أغلب السماسرة في اختيار شتى أنواع طرق النصب والاحتيال لإيقاع الأندية في شراك حبالهم، وفي الجانب الآخر تقوم أنديتنا «المغلوبة على أمرها» في استقطاب هؤلاء اللاعبين، ويبدأ مسلسل التجريب فبعض اللاعبين يأتي بمسمى لاعب محترف ولا يعلم ما حقيقته، وتقوم أنديتنا - للأسف - بركن ابن الوطن على دكة الاحتياط على حساب محترف مفلس لا يفقه في عالم الكرة إلا اسمها، والبعض الآخر قد يحالفه الحظ وتلعب معه الصدفة ويسجل هدفاً في مباراة هامة أو مصيرية وتتجه أنظار الجماهير إليه وتعيش على ذكرى هذا الهدف، ويؤخذ عنه فكرة أنه نجم،...و...الخ. وإذا عدنا إلى الموسم الماضي نجد أن صفوف أنديتنا السعودية اكتسبت بكم هائل من المحترفين الأجانب بشتى الجنسيات، ونستطيع أن نصنف هؤلاء اللاعبين إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى هم محترفون حقيقيون ساهموا في الرفع من مستوى أنديتهم، وباتوا يشكلون خطراً يهدد بقية الفرق وذلك أمثال: سيرجيو في الاتحاد وجونيور في النصر وديسلفا في الاتفاق وتوليو وروني الذي لم يحسن الهلاليون استغلاله تحت اشراف ا لخبير «سافيت» وبمباركة الإدارة الهلالية. أما الفئة الثانية فهم أنصاف محترفين قد يساعدهم الحظ أحياناً ويفيدون الفريق في مباراة ويشكلون عبئاً عليه في مباراة أخرى وذلك أمثال رياض الجلاصي في الشباب والكاتو في الهلال والكنزاري وداين فاين في الأهلي. أما الفئة الثالثة فهم محترفون أو بالأصح رجيع محترفين مفلسين دفعت فيهم أنديتهم أموال طائلة اكتشفت في النهاية أنهم لا يفقهون من كرة القدم إلا اسمها وهذه الفئة أمثال: جوميز في الاتحاد وراؤول في الأهلي وبيض وضان وصلاح في الشباب «والفلتة» فيلهو و«الداهية» رينالدو والمهدي بن سليمان في النصر. وإذا نظرنا إلى هذه الفئات نجد أن الفئة الثالثة - فئة النكبات - هم أكثر محترفي الدوري السعودي، فالسؤال هنا هو لماذا يختار مسؤولو أنديتنا هؤلاء اللاعبين وينصاعون بمحض ارادتهم لمطالب السماسرة، ويتعاقدون مع اللاعب بمجرد مدح السمسار له، أو بمشاهدة عدة أهداف - عبر الفيديو - جمعت له عبر فترة ليست بقصيرة من الزمن، فللأسف نجد بعض الأندية يتعاقد مع خمسة أو ستة محترفين في موسم واحد أي أن المسألة «تجريب لاعبين» والسبب في ذلك عدم معرفة النادي بمستوى اللاعبين مسبقاً، فالأهم لاعب أجنبي فقط، والأدهى من هذا هو قيام بعض إدارات الأندية بإكمال النصاب القانوني للاعب الأجنبي «ثلاثة لاعبين» مع وجود أكفأ منه وذلك خوفاً من مطالبة الجماهير أو حديث الصحافة والوسط الرياضي فلماذا لا تشكل في كل نادٍ لجنة مهمتها اختيار المدرب واللاعبين الاجانب للنادي على بصيرة وعن قناعة وافية بمستوياتهم، وبذلك توحيد الجهود وحيث الدعم في لاعب واحد عالمي يفيد الفريق، بدلاً من ثلاثة لاعبين يكونون عالة على الفريق، كذلك متابعة مستوياتهم وأمورهم المالية وقضاياهم طول الموسم، ليس فقط في كرة القدم بل في كافة الألعاب ومختلف الدرجات، بهذا نكون قد وحدنا الجهود وقللنا من هدر الأموال وجلبنا محترفين يكون لهم ثقلهم في الدوري السعودي. همسة كلما زادت حرارة الصيف زادت ملايين انتقالات اللاعبين وفي النهاية «أبيض يا ورد»