تلوح في الافق هذه الايام تحركات جادة وحثيثة لتنفيذ فكرة دمج شركات الالبان الصغيرة تحت مظلة تسويق واحدة ،واكدت مصادر مختصة في هذا الشأن ان تأسيس الشركة يعتمد على الثقة والعمل باخلاص وتنسيق الامور الادارية بما يتناسب وحجم العمل فهذا المشروع ناجح وبات ضرورة ملحة في ظل المنافسة الشرسة والحرب السعرية التي تشهدها الاسواق هذه الايام بين المنتجين المحليين انفسهم والمستورد. من جانب آخر حيث وصلت الاسعار الى حدود تكاليف الانتاج مما يعني فقدان الهامش الربحي الذي يحقق تغطية المصاريف التشغيلية، واشار المصدر الى وجود منتجات مستوردة من مشتقات الالبان والحليب السائل بالذات ليست على مستوى الجودة المحلية ومصنعة من البودرة وتبيع بارخص من اسعار الانتاج المحلي وتتبع سياسة الاغراق وايقاف المنتج المحلي وهذا مما يعقد من وضع السوق الحالي وضرورة حماية المكتسبات المحلية وخاصة في مرفق حيوي كصناعة الالبان التي وصلت في معدلات انتاجه الى مايقارب المليون طن سنويا «البان» واللحوم وصلت لأكثر من 195 الف رأس )أبقار( تباع في السوق سنويا وتصدير اكثر من مليون سيارة سماد عضوي لخارج المملكة وارتفع حجم الدعم الحكومي الذي يولي هذا القطاع مشاريع الالبان فقط اهتماماً ورعاية الى 402 مليون ريال )قروض( تمثل 6% من اجمالي قيمة القروض البالغة اكثر من احد عشر مليار ريال بحسب ماجاء في الكتاب الاحصائي الزراعي لادارة الدراسات الاقتصادية بوزارة الزراعة لعام 1420ه. ومن جانب آخر اكد ل«الجزيرة» الشيخ عبدالله بن خليل الجدعان مالك البان الخرج عن خطورة الوضع الراهن على قطاع الالبان وانعكاساته السلبية والسيئة جداً على المدى البعيد، وقال الجدعان انه بات من الضرورة بمكان تدخل الجهات المعنية «التجارة، الصناعة، الزراعة» لحماية السوق وفق الضوابط التجارية المتعارف عليها والاشراف عليه بما يخدم الاقتصاد الوطني ومصلحة المستهلك والمنتج وان تكون المنافسة على مستوى سقف الارباح وماتضيفه الى رأس المال وحساب التكلفة على اسس تجارية ومصالح عامة تصب في مصلحة المواطن والمنتج، واضاف الجدعان ان مايحدث الآن يعد إخلالاً بقدرة المنتج المحلي على المنافسة للشركات الاجنبية والأوروبية خاصةوربما كانت له علاقة في خفض الاعانات الحكومية التي تقدم للمزارعين في اوروبا والتي بدأت في سنتين وستنتهي خلال الاربع سنوات القادمة حيث ستقدم الاعانة بالكلية مما ستعود الشركات لفتح منافذ لها في الاسواق العالمية واسواقنا نحن بالذات واذا حدث وان تحقق ذلك فسيعتبر ذلك كارثة لقطاع الالبان وتحقيق تحجيمها بشكل لاتستطيع معه المنافسة.واكد الجدعان على ضرورة توعية المستهلك وان له دوراً حيوياً وفعالاً في الدخول بهذه المنافسة وترجيح الكفة لصالح الصناعة المحلية التي تعود بالنهاية لصالحه وانني «والحديث للجدعان» استصرخ من هذا المنبر الاعلامي للجهات المعنية لتشكيل لجنة لمناقشة هذا الموضوع وفق معايير علمية ومن منظور وطني ووضع قاعدة منظمة يسير عليها المنتجون وللتصدي لاي شكل من اشكال التشوهات التي تعرقل الاسواق والتكاتف لمواجهة المنافسة الخارجية بصف واحد، فالسوق يحتاج للزيادة وتنويع خطوط الانتاج وفتح منافذ تسويق جديدة وتوسيع القاعدة فهناك كميات كبيرة من مشتقات الالبان تدخل المملكة سنويا تصل في مجملها الى اكثر من 132 الف طن تشمل الحليب السائل والبودرة والقشدة واللبنة والاجبان اكثر من 27 صنفاً تستورد من 24 دولة وهي برأسمال اجنبي. ولاترتقي في مستوى الجودة النوعية للانتاج المحلي، واشار الجدعان الى تحقيق الوضع الحالي الى 20% خسائر وستزداد الى اكثر من ذلك اذا استمرت فسعر اللتر خام 140 هللة اضف اليه تسويق 20 هللة وتغليف 20 هللة ويؤخذ في الحساب فاقد الحليب يصل الى 5% وفاقد التغليف 10% والرجيع يتراوح من 540% هذا ويعتمد تحقيق الهامش الربحي على حجم المصاريف التشغيلية والادارية والاعلانية فبعد كل هذا هل سيكون هناك أرباح؟ ولصالح من ستكون؟؟