سجلت أسعار حليب الأطفال ارتفاعات سعرية وصلت إلى 30 في المئة، فيما يتوقع لها الاستمرار في مسارها الصاعد لتصل إلى 50 في المئة. وعلى الطرف الموازي تنذر المعطيات الحالية بأن سوق الألبان ستشهد حال تضخم واضحة خلال الفترة المقبلة. ويأتي ذلك على رغم التصريحات التي نسبت إلى محافظ مؤسسة النقد ساما حمد السياري نهاية الشهر الماضي، والتي قال فيها إن التضخم في بلاده تحت السيطرة. وكشف عدد من العاملين في قطاع الصيدليات السعودية عن التوجه الى رفع أسعار حليب الأطفال ومشتقاته خلال الأشهر المقبلة الى أكثر من 50 في المئة، وذلك بسبب ارتفاع سعر اليورو أمام الدولار وارتفاع أسعار الشحن، خصوصاً ان واردات الحليب تأتي من أوروبا. ويأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه وزارة التجارة والصناعة أخيراً، أن أسباب الارتفاع تعود الى ارتفاع قيمة الواردات من أوروبا ومن بينها الحليب. وقال متخصص في قطاع الصيدلة هو عبدالرحمن محمد، إن حليب الأطفال شهد ارتفاعاً كبيراً في الفترة الماضية تجاوز 30 في المئة، مشيراً إلى وجود توقعات لدى العاملين في القطاع بأن يتجاوز ارتفاع الأسعار ما نسبته 50 في المئة خلال الأشهر المقبلة. ولفت إلى وجود تذمر من المستهلك حول تلك الأسعار، خصوصاً أنها تختلف من صيدلية الى أخرى بسبب عدم وجود رقابة شديدة على تلك المنتجات التي تباع أيضاً في بعض متاجر السوبر ماركت. وأشار الى أن الأسعار ترتفع من وقت الى آخر، وأصبح المتضرر الأول من هذه الارتفاعات المستهلك الذي دائماً ما يتساءل عن الأسباب التي أسهمت في هذا الارتفاع. وطالب بدعم هذا القطاع الذي يشكل احد الضروريات للمستهلكين، إذ إن القطاعات الأخرى المدعومة تشهد من وقت الى آخر ثباتاً في الأسعار، وهذا يؤكد أهمية الدعم الحكومي، وكذلك ضرورة تسجيل الأسعار على العبوات لتكون موحدة في جميع الصيدليات والأسواق المركزية. وزعم أن الأسعار ارتفعت منذ عام 50 في المئة، ودلل على ذلك بارتفاع سعر نوع من حليب الأطفال من 21 ريالاً إلى أكثر من 42 ريالاً خلال نحو 12 شهراً. من جهته، أكد الصيدلي خالد صالح ضرورة إنشاء مصانع محلية لتصنيع هذه المنتجات المهمة التي يبلغ حجم الطلب عليها مئة في المئة سنوياً، وهذا ما سيسهم في ثبات الأسعار، وكذلك الاعتماد على المنتج الوطني بدلاً من الاستيراد من الخارج. وذكر أن الكثير من الأسر متوسطة الدخل تعاني من ارتفاع الأسعار، ما يجعلها تتجه الى إعطاء أطفالها نوعيات من الحليب رخيص الثمن، نظراً إلى عدم استطاعتها تحمل تلك الأسعار المرتفعة.من جهة أخرى، تتجه شركات للألبان ومشتقاتها لإنتاج العصائر، برفع أسعار منتجاتها من الألبان والعصائر المركزة خلال المرحلة المقبلة، وهو ما أكده وزير الزراعة أخيراً، إذ بدأت برفع الأسعار في مشتقات العصائر من 20 إلى أكثر من 30 في المئة، فيما بقيت بعض الأسعار على ما هي عليه من المنتجين. ومن المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة ارتفاعاً لبعض منتجات الألبان، بسبب أن بعض المنتجين الذين ينتجون من البودرة تأثروا بسعر البودرة، والتي تضاعف سعرها نحو 120 في المئة في السوق الأوروبية خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وأمام ذلك ارتفع سعر الطن من البودرة من 2300 دولار إلى 4700 دولار في الأسواق العالمية، ما يضطر بعض المنتجين للحليب طويل الأجل إلى رفع الأسعار نتيجة تضاعف سعر المادة الخام. ومن المتوقع أن يلحق هذا الارتفاع بالحليب الطازج لتتضخم أسعاره بنسبة 50 في المئة. والمعروف أن منطقة الرياض تعتبر من أكثر المناطق السعودية إنتاجاً للحليب الخام، المنتج في مشاريع الألبان المتخصصة التي وصل عددها 21 مشروعاً خلال العام قبل الماضي، وتنتج 615783254 لتراً من الحليب الجاهز للتصنيع، وتستقطب منطقة الرياض كبريات مصانع الحليب ومشتقاتها على مستوى السعودية بل على المستوى الإقليمي.