تصاعدت حدة ما يُطلق عليه في السعودية "حرب الالبان الثانية" بين منتجي الالبان ومشتقاتها. وتتمثل الحرب في منافسة سعرية حادة دخلها معظم اللاعبين الكبار والصغار في السوق. ورصدت "الحياة" حملات ترويجية مكثفة شملت الى يوم امس سبع شركات تبارت في خفض اسعار اللبن والحليب بنسب تراوح بين 25 و40 في المئة وعبر نشرات واعلانات في الصحف وعلى ارفف محلات "السوبرماركت". وهذه هي المرة الثانية التي تخوض فيها الشركات حرباً علنية وشرسة للاسعار خلال التسعينات. وقال مسؤول رفيع المستوى في احدى الشركات طلب من "الحياة" عدم ذكر اسمه "ان القصة بدأت عندما دخلت احدى الشركات السوق العام الماضي بحملات تسويقية كبيرة تفوق قدراتها من دون ان يكتب لها النجاح وهي تدخل السوق للمرة الثانية باسم تجاري مختلف". ولجأت الشركة، وفقا للمصدر، اواخر العام الماضي الى بيع الالبان مع منتجات اخرى مثل الاجبان والقشطة باحتساب سعر منتج واحد فقط، وخالفت اتفاق هيئة منتجي الالبان التي تشكلت في اعقاب حرب الاسعار الاولى مطلع التسعينات القاضي بعدم خفض الاسعار دون مستويات معينة الامر الذي اضطرت معه الشركات الباقية لتقديم خفوضات وعروض في الاسعار بعد عجز هيئة منتجي الالبان عن "ضبط الامور". ويتركز معظم شركات انتاج الالبان في منطقة حرض 100 كلم جنوبالرياض المشهورة في الاوساط الاقتصادية باسم "وادي الحليب" وتضم كبرى مزارع الابقار ومصانع الالبان في العالم. وقال مصدر آخر في شركة متوسطة لانتاج الالبان "تكمن المشكلة في وجود حليب خام فائض في المزارع الصغيرة يزيد حجمه على 100 طن يومياً وفي ان انفاق المستهلكين على الالبان والحليب عام 1999 انخفض واوجد مشكلة عند المنتجين تتمثل في تراجع الكميات المباعة". واضاف: "يحاول المنتجون الان استعادة السوق التي خسروها لكن الحقيقة ان احدا لم يربح مستهلكين من احد انما طبيعة المستهلك تغيرت ولم يعد ينفق كالسابق، ويعاني من المشكلة نفسها الخياطون وتجار الملابس والسوق السعودية اجمالا". وقال مسؤول آخر في احدى الشركات الكبيرة ل "الحياة" ان ما يجري في السوق "نوع من تلاعب قليلي الخبرة الذين بدأوا بدايات خاطئة ويحاولون تعويض خسائرهم باي طريقة". واضاف ان شركته ومجموعة من الشركات الكبيرة "ابدت استعدادها اكثر من مرة للجلوس الى طاولة المفاوضات وتنفيذ اي قرار تتوصل اليه هيئة منتجي الالبان" مؤكدا ان "بعض الممارسات التي تقوم بها الشركات الصغيرة تضر بها من جهة وبمنتجي الحليب الخام ايضاً". واوضح ان صناعة الالبان من الاستثمارات الطويلة المدى ذات العائد المنخفض نتيجة ارتفاع اسعار الاعلاف وندرة المياه والاعتماد على سلالات ابقار غير محلية تحتاج رعايتها الى تجهيزات خاصة ونفقات كبيرة. ويوجد في السعودية نحو 17 اسماً تجارياً لتسويق الالبان ومشتقاتها هي "المراعي"، اكبر المنتجين تسيطر على 40 في المئة من السوق، و"الصافي"، ثاني اكبر منتج، و"نادك"، و"العزيزية"، و"ندى"، و"نجدية"، و"المزرعة"، و"الهنا"، و"السيرة"، و"المطرود"، و"الريف"، و"الجزيرة"، و"الخرج"، و"رياض الخبراء"، و"القصيم"، و"الصفوة"، و"طبيعة". يُشار الى ان الانتاج السنوي للمزارع السعودية يبلغ اكثر من 650 مليون لتر من الحليب ومشتقاته ويتم استيراد 750 مليون لتر حليب معظمه من البودرة. ويبلغ معدل استهلاك الفرد السعودي 110 لترات سنوياً من الحليب ومشتقاته بينما المعدل العالمي يصل الى 140 لتراً سنوياً. وطبقا لتقارير وزارة الزراعة والمياه بلغ انتاج الزبادي، على سبيل المثال، الى مرحلة تشبع السوق حيث يتم انتاج 28 الف طن سنوياً والحليب الطويل الاجل الذي تنتج منه السعودية نحو 40 الف طن سنوياً ثم الحليب المبستر الذي بلغ انتاجه 33 الف طن سنوياً. وتُعتبر منطقة الرياض اكبر المناطق الي تحتوي عل مزارع للابقار 78.5 في المئة. وتأتي المنطقة الشرقية في المرتبة الثانية 18 في المئة ثم حائل وتبوك في المرتبة الثالثة.