عزا متخصصون في مصانع العصائر والألبان الارتفاع الملحوظ لأسعار منتجات مشتقات الحليب التي تباينت خلال الأشهر الستة الأخيرة بين 20 و40 في المئة، إلى زيادة الطلب العالمي على الحليب، خصوصاً البودرة التي تعد المادة الأساسية في التصنيع. وأوضح مدير مصنع السهم للعصائر في جدة جورج سيوفي ل?"الحياة"ان السوق العالمية شهدت تضخماً في حجم الطلب المتزايد في ظل قلة المعروض العالمي من الدول المصدرة من نيوزيلندا واستراليا وأوروبا، ما رفع سعر الطن المستورد من 2100 دولار إلى 4600 دولار عالمياً، الذي انعكس على ارتفاع المنتج المحلي من الاجبان الذي يعتمد على المواد الخام المستوردة، ما عدا أصناف الجبن المطبوخ والشيدر التي لا تعتمد على الحليب البودرة المستورد. وأشار إلى وجود عوامل عدة مجتمعة لهذا التصاعد، منها ارتفاع أسعار اليورو والنفط الذي انعكس على الشحن، علاوة عن خفض الدعم الحكومي للمزارعين في الدول الأوروبية، وسوء بعض المواسم الزراعية، وقلة كميات الحليب البودرة المعروض مقارنة بالطلب العالمي، موضحاً أنه على رغم أن المؤشرات تنذر بزيادة الأسعار، إلا أن الخبراء يتوقعون ان تعود الأسعار إلى طبيعتها بعد عام تقريباً، بعد أن تتمكن الشركات المنتجة لحليب البودرة من مضاعفة الإنتاج لتلبية حجم الطلب، وبأن تعمل المنافسة المتضخمة على تخفيف حدة الأسعار، إذ إن بعض الأصناف الشهيرة وجد لها أكثر من 30 منافساً عالمياً. من جهته، بين مدير الإعلام والبيئة في شركة تتراباك العربية المتخصصة عالمياً في تعبئة وبسترة الحليب، أن الإحصاءات تشير إلى أن معدلات استهلاك الحليب في المملكة للعام 2006، بلغت 306 ملايين لتر للحليب المعقم حرارياً، و169 مليون لتر للحليب المبستر، بينما وصل استهلاك الحليب المجفف إلى 336 مليون لتر، مشيراً إلى ارتباط هذه المعدلات بمستوى النمو السنوي في سوق مشتقات الحليب 5 في المئة في السعودية. وأوضح ان أية زيادة في الاستهلاك ترتبط بعوامل أساسية، مثل النمو الاقتصادي في البلد، وزيادة عدد السكان، وارتفاع القوة الشرائية، ونمو الوعي بأهمية هذه المنتجات وفوائدها، لافتاً إلى ان السوق السعودية تحوي أكثر من 20 مصنعاً محلياً، إضافة إلى العديد من الشركات التي ترتبط بشراكة مع الشركات الأجنبية، وبعض الشركات الأجنبية الشهيرة، ما يجعل صناعة البسترة والحفظ ذات مستقبل أكثر إشراقاً بالنسبة إلى"تتراباك"في هذه المنطقة.