أخطأت «أحلام» كثيراً بطرح ألبومها «لعلمك بس» في هذا الوقت فالناس الآن في حالة سفر وترحال والمتواجدون منهم تجذبهم اهتمامات أخرى كالحفلات والمهرجانات التي تقام بكثرة هذه الأيام وأهمها مهرجان حفلات جدة وحفلات أبها الفنية وبعدها ومن ثم سيكون مهرجان شركة «روتانا» الذي سيقام في «أغادير» ويستمر لمدة «شهر ونصف» كل هذه الأمور ستضعف كثيراً من موقف ألبوم أحلام والذي اجتهدت فيه لمدة «سنة ونصف» وخرج بشكل مميز رغم المآخذ بأن هناك «زحمة» في عدد الأغاني. ورغم أن الألبوم كان متميزاً في الكلمات والألحان إلا أن التوقيت كان خاطئاً جداً مما جعل ردود الأفعال تجاهه باردة جداً، ولا أعلم كيف فات على «أحلام» والمسؤولين عن الألبوم هذه النقطة التي ستضعف من تواجد أحلام وجديدها. وهذا الموضوع لم يفت على الفنانة «نوال» الكويتية التي أجلت ألبومها إلى ما بعد الصيف مستغلة رجوع الناس ولهفتهم إلى سماع الجديد. ولكن هذا الموضوع الذي لا محالة سيؤثر على الفنانة أحلام كنجمة كبيرة على الساحة الفنية الخليجية والعربية إلا أنه لا يهضم حقها في العمل الجاد والجهد المبذول في الألبوم من جميع النواحي، حيث تنوعت الأغاني ما بين الكلاسيكي والأغنية السريعة والألحان التراثية. من أهم الأغاني الكلاسيكية والذي غنت فيه أحلام بإحساس متدفق أغنية «ذبحك الحب» حيث تألقت فيها أحلام وغنت بإحساس مختلف واستطاعت أن تؤكد أنها قادرة على أداء الأغاني الكلاسيكية بعد اتهامها بأنها غير قادرة على ذلك وان تميزها في أغاني «الشكشكة» أو السريعة. أحلام انجزت ألبوماً «خرافياً» بل هو القنبلة التي لم تنفجر في وقتها وهذا يؤثر على المبيعات. البعض قد يلوم أحلام على حشد «14» أغنية في ألبوم واحد لكن السبب في ذلك كما هو معروف «التسريب» الذي أدى إلى اضافة «3» أغنيات، مع هذا كانت أغلب الأغاني مميزة وجميلة. ورغم الضجة التي حصلت عليها «الحين جيت» والتي كتبت كلماتها «هيفاء خالد» وألحان ناصر الصالح ورغم أن الكلمات كانت جميلة واللحن كالعادة متميز إلا أن أحلام لم تؤد الأغنية بالإحساس المطلوب حيث اتضح من أدائها محاولة تصنع البرود وعدم تلبس حالة الأداء فيها. «غلاة أمي» ابداع من نوع آخر، حيث تألقت أحلام في أكثر من ناحية وهي أن الأغنية بعيدة عن التقليدية المبتذلة في أغاني العاطفة، فجاءت الكلمات متميزة كيف لا وهي من ابداع الشاعر المتألق سامي الجمعان وألحان «عارف الزياني» كما استطاعت أحلام من خلال هذه الأغنية الخروج بصوتها مع عباءة .. صوت الرجل. ويبدو أن أحلام تثق في قدرات سامي الجمعان الكتابية لذلك حمل الألبوم اسم «لعلمك بس» ومن ألحان عارف الزياني الذي اتضح أنه يعرف كيف يتعامل مع صوت أحلام. واستطاعت أحلام ادخال التجديدات خاصة من خلال الألحان والموسيقى في ألبومها، وذلك يتضح جلياً في أغنية» عايش حياتك» وهي من كلمات «سعود شربتلي» وألحان «الفيصل» حيث سمعنا لأول مرة أحلام وهي تدخل هذا المجال من الألحان المشابهة للون الغربي والذي يعتمد على الصخب العالي. المفردة السريعة ذات الايقاع السريع كانت واضحة جداً في أغنية «عجيبة» وأيضاً هي من كلمات سامي الجمعان وألحان «د. يعقود الخبيزي». ولنحاول التطرق إلى الملحن المتألق دوماً ناصر الصالح فرغم أن هذا هو أول تعاون مع الفنانة أحلام إلا أن أحدهما نجح وهو «المحبة ما هي كلمة» لأن أحلام أدتها باحساس وتفاعل، وهو الشيء الذي لم تقم به في أغنية «الحين جيت» التي لم تؤدها أحلام بحماس كما ذكرنا سابقاً. ولأن الذكاء والدهاء دائماً يصاحب أحلام إلا في بعض الأحيان فقد تلبست حالة الذكاء حينما غنت «يا ليل يا جامع» وهي أغنية قديمة للفنان محمد عبده من ألحانه وكلمات «المشتاق» ولأن الأغنية ذات ايقاع سريع، و«نقازي» فهي قد ضربت عصفورين بحجر واحد، وهي تجدد التعاون مع محمد عبده واثبات مساندته لأحلام، ولتبين بأن الايقاع السريع يجد قبولاً لدى الكثير من الناس خاصة في الحفلات. باقي الأغاني..« لا تصدقونه» كلمات علي الفضلي ألحان عبدالله القعود، و«ناسي» كلمات عبدالله بوشيخة، وتطوير فلكلور عارف الزياني، وأيضاً «شكلي حبيتك» كلمات علي الفضلي وألحان الفيصل و«بابهم سده» كلمات سعود البابطين وألحان أنور عبدالله جاءت عادية لا تحمل تميزاً يلوح بانتشارها. بقي اشارة إلى أن التوزيع الموسيقي كان متميزاً وفي قمة الابداع خاصة إذا علمنا أن من قام بتوزيع الموسيقى المايسترو طارق عاكف.