حقق نجوم "سوبر ستار 2" حلمهم، وأطلق كل من المشتركين ال16 أغانيه الخاصة ما عدا السوبر الستار الأعتر الذي يصدر ألبومه الخاص قريباً. اجتمع أهل الصحافة وأيمن الأعتر وعبد الكريم الشعار وعبده ياغي والدا رنين وبريجيت وعدد من الشعراء والملحنين الذين شاركوا في الإعداد للألبوم المنتظر، في قاعة "بيروت هول"، وانتظروا أكثر من ساعة ونصف ليبدأ تسجيل حلقة ولادة العمل الغنائي الأول لأصوات تستحق "اهتمام وعناية كبيرين". ولم يخف عن الجمهور المشارك أن بريق نجومية هؤلاء خفت وأن الأصوات القديرة إن لم تحظ بالدعم الإعلامي الجيد تدخل طي النسيان. تلفزيون "المستقبل" "وعد وصدق ونفذ" كما ذكر المنشور الإعلامي الذي وزع في نهاية تصوير الحلقة، لكن ذلك التنفيذ لم يأت على قدر الوعد. فسهرة إطلاق الألبوم شهدت الكثير من سوء التنظيم، مما أثر حكماً في حماسة الجمهور وأهل الصحافة والمشتركين أنفسهم. اللوك أو الطلة الجديدة كانت إحدى عناصر الجذب في البرنامج، إذ تخلت المستقبل عن خدمات نيكول بردويل وأسندت المهمة إلى لما لوند. وقدم الحفلة وسام بريدي. وإن كان من المبكر الحكم على الألبوم الذي ينتظره جمهور برنامج المنوعات الذي أعطى تلفزيون "المستقبل" بريقاً خاصاً، وإن كان الألبوم حمل توقيع أسماء أبرز صناع الأغنية اليوم، يمكن القول انه جاء أقل من التوقعات. ربما لأن الأصوات غير عادية ولأن الجمهور يطالبها بأغان أصيلة تعيد إلى الأذهان فن الزمن الجميل. 16 أغنية حملت الكثير من التنويع واستطاعت أن تسلط - كل واحدة - الضوء على خصوصية وجمالية مؤديها، إلا أنها جاءت عادية غير ضاربة بحسب المفهوم المتعارف عليه في سوق الكاسيت اليوم وغير متمسكة بأصالة أغاني زمان. أطل اللبناني زاهي صفية في أغنية "قرَبني ليك"، وهي من كلمات ماهر شعيب ولحن ياسر جلال. وبما أن صوت صفية يرتكز على الإحساس، قدم له الملحن أغنية عاطفية تحمل الكثير من الأحاسيس في قالب عصري. السورية وعد البحري اختارت الفنان الياس الرحباني ليقدم لها أغنيتها الأولى "ناداني الحب". الإن أن العمل جاء أقل من قدرات صوتها النادرة فأبعدتها عن الجمهور بدلاً من أن تقربها منه. ربما يكون اللوك الجديد غير المألوف هو المفاجأة التي يحضرها حسام مدنية للجمهور، فأغنية "جدي" التي كتبها عيسى أيوب ولحنها وسام الأمير، لم تظهر تقنيات الغناء المتميزة التي يمتلكها حسام. إلا أن اللون البلدي الذي اختاره قد يقربه من جمهور ابتعد عنه سابقاً بسبب تركيزه على عرض عضلات صوته فقط. أغنية عمار حسن تكلمت عن الأرض، لكنها لم تخرج عن الإطار الذي قدم نفسه فيه خلال البرنامج. الأغنية من كلمات وألحان الياس الرحباني، وأظهرت صوت عمار لكنها لم تحمل أي جديد. تطل عبير نعمة من خلال أغنية "نزلوا نجوم الليل" كلمات نبيل أبو عبدو وألحان زياد بطرس. تحمل الأغنية جملاً لحنية قوية وكلاماً جميلاً إلا أنها لا تحمل مقومات نجاح الأغنية الضاربة. "أقولك إيه" هي الأغنية الخاصة بمصطفى الشويخ، كلمات مصطفى مرسي وألحان يعقوب الخبيزي. أغنية جميلة تتنوع فيها الإيقاعات والمقامات، وتساعد طلة الشويخ المحببة على نجاحها. اختارت رانيا شعبان أغنية "رغم جراحك"، كلمات أمير طعيمة وألحان رياض الهمشري. عرفت شعبان كيف تستفيد من الأسلوب الشرقي الكلاسيكي الذي نجحت فيه في البرنامج، فاختارت أغنية قريبة من لون المصرية شيرين محمد وأدتها بإحساس جميل أبرز طاقاتها الصوتية. أغنية مهند مشلح "قول له" من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان رياض الهمشري. أغنية مصرية طربية بأسلوب بعيد من اللون الشعبي والفلكلوري الذي تميز به مهند في البرنامج. يطل الكويتي محمد داوود في أغنية كلاسيكية تجمع الايقاع الخليجي والطربي في آن. والأغنية التي كتبها دعيج خليفة عبدالله الصباح ولحنها الفنان الشاب عبدالقادر الهدهود، أداها داوود بإحساس لافت. الملحن عبدالله القعود قدم المصرية ياسمين الحسيني في أغنية طربية بعنوان "أحلى حكاية" من كلمات سعود الشربتلي. أغنية جميلة تظهر قدارت الحسيني الصوتية وأداءها ذا الانسياب الجميل. يخوض رنيم قطيط الرهان في أغنية من كلماته وألحانه. "راح ولا جاش" أغنية ايقاعية تحاكي إلى حد بعيد الأغنية الشبابية الرائجة اليوم. ربما يكون اختيار عبد الرحمن محمد للفنان أحمد قعبور موفقاً، فأغنية "هذه الدنيا" التي كتبها عبد الغني طليس تخرج من دائرة المألوف لتقدم صورة حقيقة عن مشترك دخل المجال الفني ليقدم رسالة خاصة ذات أبعاد انسانية. تطل اللبنانية رنين الشعار من خلال أغنية من كلمات نزار فرنسيس وألحان سمير صفير. وهي أغنية طربية ايقاعية على مقام الحجاز تتماشى مع قدرات صوتها. أما الوسيم هادي أسود، فقد أطل في أغنية "بيستاهل قلبك" التي كتبها نزار فرنسيس ولحنها سمير صفير. أغنية تحمل موضوعاً جميلاً ولحناً جميلاً خفيفاً. "من أول يوم" هي أغنية بريجيت ياغي التي كتبها نزار فرنسيس ولحنها صفير أيضاً. ربما تكون الأغنية عادية من ناحية الكلمة واللحن، إلا أن غناء بريجيت واقتناعها بالأغنية عكسا أداء مميزاً. أما الأغنية الأخيرة فهي "بخيال وردة" من كلمات نزار فرنسيس وألحان سمير صفير. أغنية لبنانية الهوية كلمة وإيقاعاً أراد من خلالها حسام شامية أن يدخل الساحة الفنية. تجدر الإشارة إلى أن "المستقبل" التي قد تتحول في حال نجحت التجربة إلى شركة انتاج، لم تذكر أسماء الموزعين، علماً أن التوزيع خدم الأغاني حيناً وأضعفها في أحيان أخرى. في النهاية، تحمل الأغاني الكثير من التنويع، وعلى رغم أن الأعمال جاءت أقل مما توقعه جمهور أراد من تلك الأصوات أن تنتشل الفن من ويلاته، إلا أن الخطوة الأولى كانت حكماً لمصلحة تلفزيون "المستقبل". إذ قدم لمواهبه دعماً وأغاني خاصة تشبه تلك الموجودة على الساحة اليوم - ولم تكتف بأعمال خفيفة بموازنات ضئيلة كما هي الحال مع برامج الهواة الأخرى.