بدأ مفاوضون سوريون وإسرائيليون محادثات سلام تفصيلية بعد ان تمكن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون من حل خلاف حول المسألة التي يجب ان يبدأ البحث بها خلال اجتماع عقده مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. وتم خلال الاجتماع التغلب على الخلاف الذي عطل استئناف المفاوضات يوم الاثنين الماضي كما كان مقررا, ودعا كلينتون الى لقاء غير رسمي ضم ستة أعضاء من كل من الفرق الثلاثة السورية والاسرائيلية والأمريكية. وفي وقت لاحق بدأت بصورة منفصلة اجتماعات لجنتي ترسيم الحدود والمياه وهو أول اجتماع تفصيلي من نوعه بين البلدين منذ أوائل 1996. واشارت مصادر سورية الى ان لجنة الحدود ستبحث ترسيم الحدود على أساس انسحاب اسرائيلي الى خط الرابع من يونيو حزيران 1967 وان لجنة المياه ستبحث تقاسم المياه حسب القانون الدولي. وقالت المصادر ان لجنتي الترتيبات الأمنية وعلاقات السلم العادية ستبدآن اجتماعاتهما صباح اليوم أمس الاربعاء. واشار محللون الى أن بدء اجتماعات لجنتي الحدود والمياه قبل اللجان الأخرى يلبي مطلب سوريا التي أصرت على بحث موضوع الانسحاب أولا ورفضت مطالب اسرائيل ببحث مسائل التطبيع والترتيبات الأمنية قبل غيرها. ووصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جيمس روبن اجتماع كلينتون والشرع وباراك بأنه بناء حيث تم خلاله بحث الى أين يجب ان تتجه المناقشات, وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جو لوكهارت ان الاجتماع يعد تعبيرا عن التزام الطرفين وانهما قد بدآ العمل الجاد. وهون روبن مجددا من التوقعات بأن المفاوضات ستحقق هدفها الأساسي بعقد اتفاق شامل حول المواضيع الرئيسية التي هي مدار البحث خلال هذه الجولة من المفاوضات. وكان كلينتون قال في تصريحات للصحفيين انه يعتقد ان سوريا واسرائيل تظهران جدية وانهما تريدان التوصل الى اتفاق. ويقول مسؤولون أمريكيون انهم خططوا لاجراء أسبوع من المحادثات وانهم سيقررون بعد ذلك ما يجب عمله. على صعيد آخر فقد غادر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون منتجع شيبردزتاون صباح أمس بعدما عقد اجتماعا ثلاثيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع، قال مسؤولون: انه سمح باعادة العملية التفاوضية الى مسارها. ودام الاجتماع حوالي الساعة.