يتسلم الرئيس الأميركي بيل كلينتون اليوم "ملاحظات" رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ووزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع على مسودة "وثيقة العمل" التي قدمها اليهما، خلال اللقاء الثاني بين المسؤولين الثلاثة منذ انطلاق مفاوضات شيبردزتاون. ويُتوقع ان يعلن كلينتون في ختام هذه الجولة النقاط الاساسية في "الوثيقة" في حال أقرت، لتكون انجاز مفاوضات شيبردزتاون، والطريق الى "اتفاق الجوهر" وصولا الى اتفاق السلام النهائي بين سورية واسرائيل. وقالت مصادر سورية ل"الحياة" ان دمشق تعتبر الوثيقة "خطوة متقدمة وايجابية في المفاوضات" تدل على "حضور اميركي فاعل في المحادثات"، فيما قالت مصادر اخرى ل"الحياة" ان الوثيقة تضمنت "نقاط الاتفاق والخلاف بين الطرفين في مسائل الحدود والامن وعلاقات السلم العادية والمياه" راجع صفحة 3. وكانت الوثيقة "الانجاز" الذي حققه كلينتون خلال زيارته مقر المفاوضات، حيث عقد لقاء منفرداً مع كل من باراك والشرع، بعد اللقاء الثلاثي. وأوضحت المصادر ان الوثيقة كانت "حلاً اميركياً للأزمة التي دخلت فيها المفاوضات بعد رفض باراك عقد لجنتي الحدود والمياه ونقضه تفاهماً مع الرئيس الاميركي يقضي بأن تعقد اللجان الأربع اجتماعاتها بالتزامن خلال الاسبوع الماضي" . الشرع وقال مصدر سوري ل"الحياة" ان الشرع أكد ضرورة "تزامن اعمال اللجان بعد عودتها للعمل بعد عطلة عيد الفطر"، لافتاً الى ان الوثيقة "تتضمن مسائل يجب اتخاذ قرار في شأنها كي تساعد الطرفين على حسم الخلافات والمضي في عمل اللجان واستئناف عملها". ونوه المصدر ب"الحضور الاميركي والجهود التي يبذلها كلينتون في شكل شخصي ودائم لتحقيق تقدم، وكي يكلل عمل اللجان بالنجاح". وكان الشرع وافق على ان تنطلق اجتماعات لجنتي "الترتيبات الامنية" و"علاقات السلم العادية" شرط ان تجرى اتصالات "اولية وغير رسمية" للجنتين الأخريين، وان تُعقدا قبل نهاية الاسبوع في ضوء توصل كلينتون الى مبدأ "التزامن"، لكن باراك جمد عقد لجنة الحدود لاعتقاده ان الجانب السوري "لم يقدم جديداً في مجالي الامن والتطبيع". وعلّق مصدر سوري قائلاً: "لن يحصل تقدم جوهري في عمل اي لجنة قبل تحقيق تقدم في مجال ترسيم حدود 4 حزيران" يونيو 1967". وزاد ان مبدأ "التزامن يفوت على الاسرائىلي فرصة التلاع0ب باللجان وتسريع واحدة على اخرى". رسم الحدود ويعتقد المسؤولون السوريون ان "مبدأ الانسحاب الى خط 4 حزيران محسوم وهناك ضمانات من كلينتون بذلك"، لكن عمل لجنة الحدود يقوم على "رسم هذه الحدود باعتبار انها لم تكن حدوداً معروفة بل تموضعية". وذكر المصدر ان الوفد السوري احضر معه "خرائط ووثائق من الأممالمتحدة ولجنة الهدنة السورية - الاسرائىلية وشهادات شخصية لدعم وجهة نظره بالنسبة الى خط حزيران"، لافتاً الى "احتمال عقد لجنة الحدود مساء اليوم"، باعتبار ان الوفدين السوري والاسرائىلي عطّلا السبت. وكان الوفد الاسرائىلي اشاع ان الشرع قرر مغادرة المفاوضات لأنها "فشلت ووصلت الى طريق مسدود" لتحميل السوريين مسؤولية الفشل، و ان الوفد السوري سيغادر الولاياتالمتحدة نهاية الاسبوع، لكن المسؤولين السوريين اكدوا انهم "باقون طالما هناك جدية في المفاوضات". وأشارت مصادر اميركية الى احتمال "بقاء اللجان بضعة ايام بعد مغادرة باراك والشرع" مقر المفاوضات. وقال مصدر اسرائيلي رفيع المستوى أمس ان باراك سيغادر الولاياتالمتحدة في ساعة متقدمة ليل الاثنين - الثلثاء، لكنه سيترك في شيبردزتاون مفاوضين اسرائيليين لمواصلة محادثات الأرض مقابل السلام مع السوريين.