سجل مواطن من اهالي محافظة ظهران الجنوب اروع الامثلة في التسامح وقام بالعفو عن قاتل ابنه في بادرة انسانية رائعة ليست جديدة في المجتمع السعودي. حيث نجحت الوساطة التي قام بها شيخ قبائل آل حيان ووادعة ظهران الجنوب الشيخ جيران بن معيض آل كعبان الوادعي والشيخ سعد بن سعد بن عريعر والشيخ محمد بن مسفر بن عريعر والشيخ حامد بن حمود المحاضي والشيخ علي بن كعبان والشيخ محمد بن عبد الله بن كعبان ومن اصحاب الفضيلة الشيخ ظافر بن جابر بن درويش رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بتهامة قحطان والشيخ ظافر بن شتوي رئيس الدعوة والارشاد بالحرجة وضواحيها والشيخ احمد بن مسفر الوادعي ورئيس بلدية محافظة سراة عبيدة الاستاذ مسفر بن احمد الوادعي وقد سعى في هذا الصلح النائب قاسم بن علي آل طوق الوادعي كما كان لشقيق القتيل الاستاذ محمد بن سالم بن صويع آل طوق الاثر الكبير في اقناع والديه واخوته بالعفو عن القاتل بعد قيامه بقتل ابنهم اثر خلاف نشب بينهما. «الجزيرة» بدورها تابعت اصداء قرار العفو عن القاتل ورصدت مشاعر الفرح على وجوه الجميع بعد ان اعادت كلمة العفو الروح الى الجاني واسرته. والد القتيل يتحدث للجزيرة: وفي البداية تحدث والد القتيل الشيخ سالم بن صويع آل طوق الوادعي «للجزيرة» وقال انني اعلن وللمرة الثانية العفو عن قاتل ابني لوجه الله تعالى دون اي مقابل وادعو من هو في مكاني الى اتقاء الله في انفسهم وان يعفو عند المقدرة داعيا الله ان يعوضه خيرا من ابنه المتوفى وان يرزقه الله الاجر والثواب والرحمة والمغفرة للمتوفى ان شاء الله تعالى. كما عبر اشقاء القتيل الاستاذ محمد بن سالم بن صويع آل طوق والاستاذ قاسم بن سالم بن صويع آل طوق الوادعي للجزيرة بقولهما اننا عفونا عن قاتل اخينا لوجه الله تعالى ونسأل الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويجب علينا دائما ان نعرف ان العفو عند المقدرة ونسأل الله الاجر والثواب. والد القاتل يتحدث للجزيرة: اما والد القاتل والمعفو عنه فقال ان الكلمات لا تتسع للتعبير عن هذه السعادة بعد ان من الله علينا بعودة ابننا سالما ونجاته من القصاص بعد قتل ابن عمه علي بن سالم آل طوق وكانت نجاته بفضل الله ثم بفضل الوساطة التي قام بها الشيخ جبران بن معيض آل كعبان وشقيق القتيل والعديد من الاعيان والمشايخ لدى والد القتيل والذي لا انسى فضله علي طول الدهر وهو صاحب الفضل بعد الله في اعادة الروح الى ابننا واعادة الحياة الى منزلنا بعد العفو عن ابننا صالح وان الدعاء لا ينقطع دعوة بالرحمة للميت والاجر والعافية لوالده واخوته وجميع اهله واسرته. كما تحدث شقيق القاتل ثامر بن علي بن سالم آل طوق الوادعي وقال ان مشاعري لا توصف في هذا اليوم السعيد ونحن نسمع عفو ابي القتيل عن اخي صالح دون مقابل لوجه الله تعالى حيث شعرنا بحياة جيدة يسودها العفو والتسامح فنسأل الله تعالى للميت المغفرة والجنة ولوالديه الاجر والثواب من الله تعالى وان يجعل ذلك في موازين حسناتهم لان من احيا نفساً كمن احيا الناس جميعا كما ذكر الله تعالى. كما تحدث نائب القرية الشيخ قاسم بن علي آل طوق الوادعي وقال: اسأل الله ان يرحم الميت وان يلهم اهله الصبر والسلوان وان يجزي خيراً لمن سعى في هذا الصلح والعفو حيث ان والد القتيل قد ضرب اروع صور التسامح والعفو والتي يتميز بها افراد المجتمع السعودي ولعل محافظة ظهران الجنوب قد عاشت اجمل ايامها هذا اليوم بهذا الحدث والذي يضرب به الامثال. كما تحدث ابن عم القاتل الاستاذ عبد الكريم بن قاسم آل طوق بهذه المناسبة لقد سعدنا جميعا هذا اليوم ونحن نسمع كلمة العفو من ابي القتيل عن ابن عمي صالح قاتل ابنه وشعرنا بالغبطة والسرور ونحن نعيش في مجتمع يتميز بالعفو والتسامح فنسأل الله تعالى ان يرحم الميت ويجزي اهله الاجر والثواب على فعلتهم التي تعد مفخرة لهم حيث ضربوا به اروع صور الوفاء والتلاحم بين جميع الاسر في هذه البلاد الطيبة. كما تحدث للجزيرة الشيخ جبران بن معيض آل كعبان الوادعي شيخ قبائل آل حيان ووادعة ظهران الجنوب. وقال ان والد القتيل قد ضرب اروع صور التسامح والعفو هذا اليوم بعد عفوه عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى دون شرط او قيد مما يبرز صور التلاحم والتعاطف بين ابناء هذا البلد الامين تحت ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين امد الله في عمره واعطاه الصحة والعافية وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وما ننعم به من تطبيق للشريعة الاسلامية مما جعلنا نعيش في امن واستقرار ورفاه فنسأل الله تعالى ان يكتب الاجر والثواب لاهل القتيل ويعوضهم خيراً منه ويسكنه فسيح جناته انه سميع مجيب واشكر كل من ساهم معنا في اتمام هذا الصلح والعفو من مشايخ واعيان واقارب القتيل بمحافظة ظهران الجنوب حضراً وبادية. كما تحدث احد المشاركين في الصلح وهو الاستاذ مسفر بن احمد الوادعي رئيس بلدية محافظة سراة عبيدة وقال لقد وقفنا في صباح الاثنين امام رجل ضرب لنا اروع الامثال والحكم في دروب الرجولة والشهامة وحقن الدماء وذلك عندما وقف امامنا العم سالم بن صويع آل طوق وقوف الاشاوس والعظماء واعلن عن عفوه عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى دون قيد او شرط يبتغي بذلك مرضاة الله تعالى ويحتسب الاجر والثواب منه وانه بحق يجب ان يكون قدوة لنا جميعا فقد شرفنا بفعله الرجولي هذا وزادنا فرحا وغبطة بسلامة احد ابناء القبيلة من القتل وبفعل العم سالم الرجولي الذي اعتبره مدعاة شرف ومفخرة لنا جميعا و قليل من يفعل فعله هذا. وهو بذلك الفعل يبرز لنا هوية المسلم الصادق الساعي لحقن الدماء والحفاظ على التفاف العشيرة ولم شملها. واللسان يعجز عن التعبير عن فعل هذا الرجل الشهم الذي ضرب به اروع امثلة العفو والتسامح بين افراد مجتمعنا السعودي.