يحاول الفلسطينيون والاسرائيليون، دون نتيجة حتى الآن، وضع جدول زمني لاعادة الامور كما كانت عليه قبل اندلاع الانتفاضة ولم يبق امامهم سوى يوم واحد لترجمة هذا التفاهم الذي نصت عليه ورقة تينيت الأمريكية . وتنص ورقة تينيت الخاصة بوضع حد للمواجهات الدائرة في الاراضي المحتلة على وضع جدول زمني لانهاء الحصار المشدد الذي تفرضه اسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل اعلان وقف اطلاق النار الذي اعلنه الفلسطينيون. وكان العقيد جبريل الرجوب رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية اكد انه اذا «تم التوصل الى اتفاق ) حول الجدول الزمني( اليوم الاربعاء فان و قف اطلاق النار سيترسخ ويتعزز وان لم يتم فان جميع الاحتمالات مفتوحة». ونفى الفلسطينيون ان يكون الجيش الاسرائيلي قد خفف اجراءات الحصار الذي يصرون على انهائه كشرط لتنفيذ ورقة تينيت. ولم يتمكن مسؤولون امنيون كبار من الجانبين وبرعاية امريكية من التوصل الى نتيجة بعد ساعات من المداولات الصعبة استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل الفائت. لكن مصادر امنية توقعت ان تنتهي اللقاءات الامنية اليوم الاربعاء بالاعلان عن احراز تقدم غير كاف ومن ثم طلب مهلة اضافية لوضع الجدول الزمني. واعلن اللواء امين الهندي مدير المخابرات العامة الفلسطينية ان الاجتماع الامني الاسرائيلي الفلسطيني الذي عقد مساء الاثنين في تل ابيب انتهى دون احراز تقدم لكنه تقرر وفقا لاقتراح امريكي عقد اجتماعين اليوم الاربعاء. وقال الهندي الذي ترأس الوفد الفلسطيني في الاجتماع الامني الذي عقد مساء امس الاول لاذاعة صوت فلسطين، انه تقرر وفقا لاقتراح امريكي عقد اجتماعين: الاول لتحديد جدول لانسحاب القوات الاسرائيلية الى المواقع التي كانت عليها في 28 ايلول سبتمبر «قبل اندلاع الانتفاضة» و الثاني لبحث القضايا العالقة بين الجانبين. واكد ان اللقاء الامني كان صعبا وانتهى دون احراز اي تقدم وطغت عليه احداث اليومين الماضيين من اعتداءات الجنود والمستوطنين الاسرائيليين، مضيفا ان المسؤولين الامنيين الاسرائيليين حاولوا فرض واقع جديد من خلال ربط تفاهم تينيت بما يجري على الارض. من جهة اخرى قالت مصادر دبلوماسية ان الرئيس المصري حسني مبارك سيجري مباحثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مدينة الاسكندرية اليوم الاربعاء لبحث تطورات الاوضاع منذ اتفاق الفلسطينيين واسرائيل على وقف اطلاق النار. وقالت المصادر أمس الثلاثاء ان الزعيمين سيبحثان ايضا المساعي العربية والدولية الرامية الى استئناف محادثات السلام وانهاء الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي. وقد اعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية امس الثلاثاء ان رئيس الوزراء ارييل شارون سيتوجه الاسبوع المقبل الى الولاياتالمتحدة. ولم تعط الرئاسة اي تفاصيل اخرى عن هذه الزيارة. لكن الاذاعة الرسمية ذكرت ان شارون سيقوم خصوصا بزيارة الى البيت الابيض. وقالت صحيفة هآرتس ان هذه الزيارة مقررة في 26 حزيران يونيو الجاري. وستكون الزيارة الثانية لشارون الى الولاياتالمتحدة منذ تسلمه مهامه مطلع آذار مارس وكان التقى الرئيس الامريكي جورج بوش في 20 آذار مارس في البيت الابيض. وفي ظل العمليات الفدائية وإيجابياتها قالت متحدثة باسم شركة الخطوط الجوية الفرنسية امس الثلاثاء ان الشركة الغت رحلة من الرحلتين اليوميتين اللتين تسيرهما بين باريس وتل أبيب بسبب هبوط حاد في حركة السياحة الى اسرائيل منذ تفجر الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر ايلول الماضي. وقالت المتحدثة في تل ابيب «الجدول الجديد يبدأ اليوم الاربعاء وسيستمر العمل به حتى اشعار آخر، والسبب هو انخفاض عدد المسافرين بين فرنسا واسرائيل».