أعلن الفلسطينيون انهم حصلوا على ضمانات اميركية وأوروبية منفصلة لتطبيق "توصيات لجنة ميتشل" بشقيها الامني والسياسي، فيما انتهى اول اجتماع أمني بإشراف مدير وكالة الاستخبارات الاميركية جورج تينيت لوضع آليات وجدول زمني لتنفيذ الاتفاق الأمني فجر امس بالفشل وفقاً للمصادر الفلسطينية، واستمرت المحادثات الفلسطينية - الاميركية لتنفيذ "توصيات لجنة ميتشل". وغادر المبعوث الخاص وليام بيرنز الى بروكسيل لعقد لقاء مع وزير الخارجية كولن باول ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. كما غادر تينيت المنطقة ايضاً. ترنح الاتفاق الأمني الهش المستند الى وثيقة مدير وكالة الاستخبارات الاميركية جورج تينيت، في اول اجتماع ثلاثي للمسؤولين الاميركيين والاسرائيليين والفلسطينيين لوضع "جدول زمني وآليات" لتنفيذ هذا الاتفاق الذي قبل به الفلسطينيون فجر امس بعد يوم كامل حمل ضغوطاً اميركية واوروبية وعربية "غير مسبوقة"، فيما ينتظر الفلسطينيون نتائج محادثاتهم السياسية مع الاميركيين لوضع آلية لتنفيذ التوصيات السياسية الواردة في تقرير لجنة ميتشل. وأكد مصدر أمني فلسطيني ل"الحياة" ان الاجتماع الذي اشرف عليه تينيت وعقد في تل ابيب في سرية كاملة واستمر ثلاث ساعات "فشل لان الاسرائيليين لا يأخذون خطة تينيت على محمل الجد". وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان الاسرائيليين يرفضون اتخاذ اجراءات عملية وفاعلة لتنفيذ ما يترتب عليهم من التزامات وردت في الوثيقة"، موضحاً ان المسؤولين الاسرائيليين يصرون على الانتظار اسبوعاً كاملاً قبل التفكير في سبل تخفيف او رفع العقوبات الجماعية المفروضة على الشعب الفلسطيني. وقال المصدر ذاته ان اجتماعا آخر سيعقد في وقت لاحق، فيما غادر تينيت المنطقة، واعلن المبعوث الأميركي الخاص ان وليام بيرنز سينضم الى اجتماع سيعقد في بروكسيل بين وزير خارجيته كولن باول ونظيره الاسرائيلي شمعون بيريز. وقالت الاذاعة الفلسطينية ان الاتصالات الهاتفية بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس المصري التي بدأت منذ مساء أول من امس تواصلت امس. وكان وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبدربه اعلن ان الفلسطينيين قبلوا خطة تينيت ولكنهم لم يوقعوا عليها الى ان تستكمل بقية بنود اتفاق كلي يشمل تنفيذ جميع "توصيات لجنة ميتشل" وفي مقدمها وقف النشاطات الاستيطانية وقفاً تاماً وتنفيذ استحقاقات الاتفاقات المرحلية بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتحديد سقف زمني للمفاوضات النهائية. وقال عبدربه في موتمر صحافي عقد في مدينة البيرة ظهر أمس ان خطة تينيت الأمنية "ليست وثيقة منفصلة ولا قائمة بحد ذاتها، بل انها ورقة من مجموعة أوراق ونقاط يجب ان يحتويها أي اتفاق شامل سيوقعه الفلسطينيون بعد استكماله". وقال ان الموافقة الفلسطينية شملت شروطاً ضمنت في رسالة سلمت الى المبعوث الاميركي. واشار الى ان التحفظات تشمل ما يسمى "المناطق العازلة حيث رفضنا حتى مجرد البحث فيها وان الخطوة الاولى تكمن في إنهاء الحصار ورفع العقوبات الجماعية ووضع جدول زمني لإنهاء هذه الاجراءات. ولن نقبل بأي صيغة في ما يتعلق بالاعتقالات تتناقض وما ورد في تقرير لجنة ميتشل". وكشف عبدربه ان المشاورات والمفاوضات المستفيضة التي استمرت حتى ساعات فجر أمس وشارك فيها عدد كبير من الاطراف العربية والاوروبية اضافة الى الاميركيين خلصت الى اتفاق يقضي "بضرورة وجود رقابة دولية على تنفيذ الاتفاق بعد ابرامه وهذا ما وافق عليه الاميركيون". وزاد: "نقول بوضوح لن نوقع على اتفاق من دون وجود رقابة دولية على تنفيذه". وأكد ان الجانب الفلسطيني حصل على ضمانات اميركية وأوروبية بتنفيذ "توصيات ميتشل"، وقال: "تلقينا التزاماً اميركياً واضحاً بأن الولاياتالمتحدة ستلتزم وتعمل لتطبيق توصيات لجنة ميتشل بحذافيرها وان البدء بالخطوة الاولى على المستوى الأمني لا يعني نهاية المطاف... وقدم الاوروبيون لنا ضمانة اضافية ستسلم على شكل رسالة رسمية اليوم الاربعاء لتنفيذ توصيات ميتشل دون استثناء، وانه سيدعم السلطة الفلسطينية في تنفيذها ومن أجل إعادة بناء البنية التحتية التي دمرها الاحتلال من خلال عدوانه واجراءاته البربرية". ورفض الفلسطينيون والاسرائيليون الحديث علناً عن فحوى الاتفاق الأمني، غير ان مصادر مطلعة اكدت ل"الحياة" ان الاتفاق الذي شمل ثلاث ورقات ينص على عقد لقاء مشترك خلال اسبوع لوضع جدول زمني لرفع الحصار الاسرائيلي عن الاراضي الفلسطينية، وتضمن ايضاً: - عقد لقاء أمني اسبوعي لوضع خطوات عملية لاستئناف التنسيق الأمني. - على الفلسطينيين جمع الأسلحة غير القانونية بما فيها قذائف الهاون واغلاق "مصانع المتفجرات" ومنع تهريب الاسلحة. - على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي إبلاغ الطرف الآخر عن المشتبه بهم في تهديد الأمن واعتقال واستجواب واحتجاز اشخاص يخططون لشن هجمات. - على اسرائيل ان تمتنع عن مهاجمة المؤسسات الفلسطينية المدنية والعسكرية وان لا تستخدم أسلحة قاتلة ضد الفلسطينيين أثناء تفريق التظاهرات. - على الجانبين وقف "التحريض". - على اسرائيل ان تتخذ اجراءات ضد الاشخاص المحرضين والذين يخططون لتنفيذ هجمات على الفلسطينيين من جانبها وضد جنود اسرائيليين قتلوا مدنيين فلسطينيين واطلاق الفلسطينيين الذين اعتقلتهم منذ اندلاع الانتفاضة ممن لا صلة لهم بالعمليات. - على الفلسطينيين الابلاغ عن معلومات في حوزتهم بشأن عمليات قيد التخطيط. وتضاربت التصريحات بشأن موعد البدء في رفع الحصار. وفيما قال عبدربه ان الاتفاق يقضي بأن يبدأ خلال ال48 ساعة المقبلة، قال الاسرائيليون انهم لن يتخذوا أي اجراء بهذا الصدد إلا بعد مرور اسبوع كامل من الهدوء التام، وبعد ذلك فقط ستعقد اجتماعات لبحث رفع الحصار.