تعقيباً على مانشر في الجزيرة يوم الجمعة الموافق 16 من ربيع الأول 1422ه العدد )10480( بعنوان: النهضة بين التعليم والاقتصاد، للدكتور خليل عبدالله الخليل جزاه الله خيراً. فقد أعجبني كثيراً ما كتبه الدكتور بشأن ما ذكره عن القرارات والإجراءات التي تتعلق بفئة مهمة في المجتمع ألا وهي الطلاب والطالبات في مرحلة الجامعة، والتي ستكون يوماً ما المجتمع ذاته وبنجاحها في الحياة سينجح هذا المجتمع ويحقق التقدم العلمي والاقتصادي والاجتماعي بإذن الله تعالى، ومن يدري؟! فقد تبلغ هذه الفئة بأمتها سيادة العالم ولكنها تجمع بين التقدم والرحمة لأنها على منهج من الله تعالى، أما من يملك السيادة الآن فلا ننكر أنه متقدم ولكننا ننكر أنه يملك الرحمة بشعوب العالم المجروحة والمغلوبة والمقتولة في كل مكان لأنه لا يسير على بصيرة من الله، فعندما توظف الاختراعات والمكتشفات والأسلحة الاستراتيجية والطاقة الذرية وهي نعم في قتل الإنسان البريء وسحقه فما فائدة العلم! وما فائدة التطور عندما تتحول تلك التقدمات العلمية إلى نقم؛ نعم إنها تعرف العلم ولكن لاتعرف الرحمة، وهما أمران لا بد من اجتماعهما بنص القرآن في أكثر من موضع، واستغناء الأول عن الثاني كاستغناء البيت عن أركانه وأسسه. نعم السيادة الحكيمة بذلت الأموال والجهود من أجل رفع المستوى التعليمي لأبنائها، بل وصل بها الحرص على نشر العلم أن فتحت المدارس حتى في البوادي والقرى النائية.. وحرصت على حفظ القرآن الكريم ففتحت مدارس تتولى هذه المهمة المباركة وخصصت لهؤلاء الحفظة المكافآت تشجيعاً لحفظ القرآن فآتت بحمد الله تعالى ثمارها المرجوة، وخصصت لطلاب وطالبات الجامعات المكافآت الشهرية والتي لا تصل لأصحابها إلا بعد شهور وليس كل شهر، أيضاً من أجل رفع المستوى التعليمي لأجيالها.. أمل الأمة.. فمجرد الاعتقاد أن هذه المكافآت لم تعد ذات أهمية في الوقت الراهن اعتقاد خاطئ، والقرارات التي اتخذت بشأنها نتمنى ونرجو أن يعاد النظر فيها. فالطلاب والطالبات من الطبقات المتوسطة والفقيرة يعتمدون اعتماداً كلياً في شراء كتبهم ومراجعهم عليها، بل كما ذكر الدكتور جزاه الله خيراً، كثير منها المكافأة بالنسبة له دخل على أسرته الضعيفة في اقتصادها لأنه ليس ممن يمد يده ليطلب من الناس العون... وإن لم تكن لأسرته تكون المكافأة دخلاً يسدد منه أجرة السكن الذي يسكنه ويأكل منه فهو بعيد عن أهله من أجل دراسته وتحصيله والذين لايستطيعون إمداده بالأموال الكافية التي تعينه في غربته عنهم. صدقوني يا أصحاب القرارات سيترتب على هذا الإلغاء أمور سلبية كثيرة والتي من أخطرها دون مبالغة تأخر في التعليم، لأن الفتى والفتاة لا يملك ما يعينه ويشجعه على مواصلة تعليمه الجامعي فيضطر بلا شك إلى ترك إكمال دراسته، وإذا أيقن طالب وطالبة الثانوية والمتوسطة من الطبقات التي تعاني في اقتصادها أنه لن يواصل المرحلة الجامعية فهذا أدعى ألا يواصل التعليم الثانوي أو المتوسط، ولا أعني بهذا أن هدف المسلم هدف وظيفي ومادي.. كلا وربي.. ولكن الحياة في هذا الزمن تعتمد على توفر الأموال.. ومواصلة التعليم في مختلف مراحله تعتمد أيضاً على توفر هذا المال ليصل الفرد المسلم إلى درجات العلم التي يرفعه الله تعالى بها في الدنيا والآخرة، وهل نصر الله تعالى الجهاد الإسلامي إلا بالمال؟! أيها المسؤولون والمربون أعلم أنكم بشر تخطئون، وأعلم قبل هذا أنكم على خير أمتكم والتقدم بأجيالها حريصون، بل إنكم بذلتم فيما فيه خيرها وسعادتها ما لا ينكره أحد، خصوصاً في مال العلم والتعليم. ولكن أقول كما قال الدكتور )مردود التعليم يعوق دائماً ما يبذل عليه( وهذا ما تريدون الوصول بأجيالكم إليه.