رعى معالي وزير العدل الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ بحضور محافظ حريملاء الأستاذ عبدالله بن محمد القاسم وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء ورجال التعليم وأولياء أمور الطلاب الحفل السنوي لمدارس الصالحية لتحفيظ القرآن الكريم بحريملاء في عامها التاسع والعشرين لتخريج عدد من حفظة كتاب الله بعد عصر أمس وذلك في قاعة المدرسة وقد بدئ الحفل بالقرآن الكريم ثم وقفة مع آيات من كتاب الله ثم القى مدير المدرسة الأستاذ حمد بن عبدالعزيز الناصر كلمة رحب فيها بمعالي وزير العدل لحضوره وتشريفه هذا الاحتفال وبين ان هذه المدارس التي انشئت على نفقة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان (يرحمه الله) تحتفل اليوم بتخريج عدد من حفظة كتاب الله بلغ عددهم 136طالباً منهم 11طالباً حفظوا القرآن الكريم كاملاً وأنه ثم رصد مكافآت لهم نقدية بلغت 95ألف ريال كما بلغت المكافآت العينية 59ألف ريال وبين ان هذه المدارس مستمرة إن شاء الله على النهج الذي رسمه لهم مؤسس هذه المدارس يرحمه الله بعد ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة المدرس الأستاذ منصور بن محمد بن صالح بن سلطان كلمة رحب فيها بمعالي الوزير ومحافظ حريملاء والحضور وقال يشرفني نيابة عن مجلس إدارة المدارس الصالحية لتحفيظ القرآن الكريم بحريملاء وجميع منسوبيها الترحيب بمعاليكم وصحبكم الكرام شاكرين لكم استجابتكم لدعوتهم وتحمل مشاق السفر وإعطائنا من وقتكم الثمين. صاحب المعالي لقد أنعم الله سبحانه وتعالى علينا نحن المسلمين بنعم كثيرة وعديدة لا تحصى ولا تعد وأهمها وأغلاها ان هدانا للإسلام وأكرمنا بأن ديننا هو آخر رسالاته سبحانه وتعالى للبشرية جمعاء حيث قال سبحانه وتعالى في محكم الكتاب "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً". وقال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). وأكرمنا نحن العرب بأن اختار رسوله الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم عربياً وشرف لغتنا العربية بالقرآن حيث قال تعالى: (وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها) وكذلك قال تعالى: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون). وأنعم علينا نحن أبناء هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية نعمة خاصة، حيث هدانا للإسلام وشرفنا بشرف لغة القرآن وجعل في وطننا الغالي الكعبة المشرفة قبلة المسلمين والمدينة المنورة مثوى رسوله الكريم والمسجد النبوي الشريف وأكرمنا بخدمة حجاج بيت الله الحرام ومع عظم النعم يجب أن يكون الشكر بالعمل والتفاني على نشر الرسالة المحمدية لجميع أنحاء المعمورة والعمل بالطرق المحببة للنفس واللين، حيث بين الله سبحانه وتعالى ذلك لمعلمنا الأول محمد صلى الله عليه وسلم في قوله سبحانه وتعالى "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك". ومنذ أن رفع المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ووحد هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية ودستورها القرآن ونحن نرفل ونتمتع بنعم الله علينا من أمن وسعة في الرزق والبناء والاطمئنان ومشى أبناؤه الكرام الملوك سعود، فيصل، خالد، فهد رحمهم الله جميعاً على نهجه رحمه الله نسأل الله ان يثيبهم أجزل الثواب وأن يتغمدهم برحمته إنه عزيز كريم. إن الجهود التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده الأمين الأمير سلطان في السنة الماضية من زيارات ولقاءات مع قادة مختلف الدول في جميع أنحاء العالم أكبر شاهد على العمل الدؤوب للتأكيد بأن الإسلام هو دين محبة وإخاء وبناء وسلام. فأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينير لهم الطريق ويسهل عليهم المهمة وأن ينصرهم على من عاداهم إنه سميع مجيب. صاحب المعالي.. لقد أسس الوالد محمد بن صالح بن سلطان "رحمه الله" المدارس الصالحية لتحفيظ القرآن الكريم في عام 1400ه ، وذلك بعد عرض فكرة التأسيس على صاحب السمو الملكي الأمير سلمان، حيث بارك هذا العمل وشجع عليه كعادة سموه في تشجيع أعمال الخير وسموه دائم السؤال عن أحوال المدارس فجزاه الله خيراً ووفقه لما يحبه ويرضاه. ولقد حظيت المدارس كذلك باهتمام ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز، حيث قام سموه بزيارة المدارس وأعرب عن ارتياحه لعملها. كما حظيت المدارس ولله الحمد باهتمام ورعاية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية منذ أن كان مديرها معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وتتمتع المدارس باهتمام ومتابعة من قبل مقام وزارة الشؤون الإسلامية ووزيرها معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ ونشكر لهم اهتمامهم ومتابعتهم المستمرة للمدارس. وقد عمل الوالد "رحمه الله" الترتيبات اللازمة للصرف على هذه المدارس بعد وفاته لإتمام رسالتها ونحن عقبة نسأل الله أن يعيننا على تحمل الأمانة وأداء الرسالة. ويسرني أن أشكر أصحاب السعادة أعضاء مجلس إدارة المدارس والإداريين والمدرسين بمدرسة البنين وكذلك الإداريات والمدرسات بمدرسة البنات والشكر موصول للمكرمة الأخت جواهر المشرفة العامة على المدارس للجهود الطيبة التي تبذلها رغم كثرة مشاغلها وأعباء وظيفتها وأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين أعمالهم جميعاً. وقد أثمرت هذه الجهود المخلصة لكتاب الله بتخريج العديد من الحافظين والحافظات كل عام ونحن هذا العام نحتفل بتكريم مائة وستة وثلاثين طالباً من مستويات الحفظ المختلفة منهم أحد عشر طالباً حافظاً للقرآن كاملاً بمدرسة البنين وقد تخرج من المدرسة الصالحية للبنات هذا العام مائة وأربع وعشرين طالبة منهن سبع عشرة خريجة من طالباتها يحفظن القرآن كاملاً وقد تم تكريمهن في يوم 19من ذي القعدة الماضي ومن فضل الله سبحانه وتعالى أن جميع المدرسات هن سعوديات من خريجات مدارس الصالحية. وفي ختام كلمتي هذه أكرر شكري لمعاليكم وامتناني وتقديري لكل الحاضرين سائلاً المولى العلي القدير أن نجتمع دائماً في سبيل الخير انه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم ألقيت كلمة الطلاب القاها نيابةعنهم الطالب بالمدرسة عبدالمحسن بن عبدالرحمن الزوير ثم استمع الحضور إلى نماذج من قراءات الطلاب اشتملت على عدد من الطلاب في مختلف مستويات الحفظ. بعد ذلك القى معالي وزير العدل كلمة قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الأمين وعلى من اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد: أسعدني كما اسعدكم جميعاً هذا اللقاء المبارك الذي تجمع فيه أبناؤنا لحفظ القرآن الكريم حفظاً وتطبيقاً في حياتهم ليستفيدوا منه في جميع شؤون حياتهم كما اسعدني أن هذه المدرسة تمثل انموذجاً للوفاء والتربية الصالحة فعند ما يزرع الأب في ابنائه المثل والمعاني الصحيحة يجدها في حياته وبعد وفاته ونجد من خلال الرصد الشخصي والإطلاع عن قرب كثير اً من أحوال الناس ومن له قرب نجد ان المشاكل تتكاثر من ابناء من توفوا وندرك في ابناء من سلطان هذا الوفاء وهذا الاستمرار ولم يكتفوا برصد المال وبقوا في مساكنهم لكنهم قاموا معهم بهذا الواجب وهذا الشرف وهذا مع الأسف قل في مجتمعنا وتفشيه الآن والحمد لله الذي جمعنا في هذا المكان وحقق هذا اللقاء ومن أبناء هذه البلدة المباركة الذين قدموا الثناء لمن قدموا لهذا الوطن العطاء. وارجو إن شاء الله لهذه المدارس أن تستمر على هذا المنهج وارجو ان يستمر مثل هذا اللقاء قائماً كما شاهدنا في يكون نموذجاً يحتذى به واشكركم كما اسعدتموني بهذا اللقاء وأقدم شكري لأبناء هذه المدرسة واشكر لكم حضوركم وتشجيع أبنائنا واتمنى لهم التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وفي نهاية الحفل قدم رئيس مجلس الإدارة وأبناء الشيخ بن سلطان درعاً لمعالي وزير العدل ودرعاً آخر لسعادة محافظ حريملاء. كما قدم محافظ حريملاء درعاً إهداء لأبناء الشيخ بن سلطان. بعدها تناول الجميع طعام العشاء في قصر الاحتفالات بمحافظة حريملاء.