في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لتطوير صناعة تحلية المياه وتوليد الطاقة بالمملكة وفق استراتيجية خطط التنمية التي تقوم الهيئة الملكية بالجبيل حالياً بتنفيذ مشروع عملاق لتحلية المياه يتمثل في تصميم وتوريد انشاء محطة تحلية مياه سعتها 50 ألف متر مكعب يومياً وتوليد طاقة كهربائية قدرتها 80 ميغاوات بتكلفة 750 مليون ريال ما يعادل 200 مليون دولار، ومن المتوقع ان تستغرق عمليات الانشاء 140 اسبوعا للمرحلة الأولى. صرح بذلك المهندس موفق بن ابراهيم ابو غرارة رئيس شركة ميتز العربية المحدودة للشؤون الهندسية والانشائية التي ستتولى ادارة المشروع والهندسة الكهربائية وقال: ان هذا المشروع يأتي استجابة لحاجة صناعة تحلية المياه وتوليد الطاقة التي تحتل نصيباً كبيرا في خطط الدولة التنموية، وكذلك الحال في دول الخليج العربي حيث تم رصد ما يقارب 100 مليار دولار لمواجهة العجز المتوقع في المياه والكهرباء وندرتها في السنوات العشر القادمة. واضاف بأنه بناء على المناقشات والاجتماعات التي عقدت مع الشركات المحلية خلال الشهرين الماضيين، فقد تم التوصل الى تكوين فريق عمل سعودي للقيام بتقديم العطاء يتكون كل من شركة بيليلي السعودية للصناعات الثقيلة «مجموعة البلاد» وعملها تصنيع المعدات الرئيسية محلياً، شركة ميتز العربية المحدودة التي ستتولى ادارة المشروع والهندسة الكهربائية، المركز العربي للاستشارات الهندسية «احدى شركات عبدالله بقشان» للاعمال الهندسية، الشركة العربية الحديثة للانشاء «MAC» للاعمال الانشائية. واشار الى ان قيام فريق العمل السعودي بتنفيذ المشروع يعطي مثلاً يحتذى به لتعاون الشركات في اداء مشاريع كبيرة ذات مردود اقتصادي مجد على الصناعات المحلية حيث يعتبر القيام بهذا المشروع من خلال الشركات الوطنية توطينا لصناعة تحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية لما له من مردود اقتصادي كبير على مدى العشر السنوات القادمة. وبيّن بأنه تم الاتفاق مع شركة «SIDEM» الفرنسية للحصول على تقنية التحلية ونقلها وتصنيعها محلياً. وتم الاتفاق ايضا مع شركة جنرال الكترك «GE» لتوريد وتركيب مولدات الكهرباء الخاصة من نوع «GAS TURBING» وهي اكبر شركة في العالم بهذا المجال. بينما يجري الآن النقاش مع ثلاث مؤسسات لفتح تسهيلات بنكية جارية لتنفيذ المشروع. الجدير بالذكر ان الهيئة الملكية لم تأل جهدا في ارسال البنية التحتية لمدينة الجبيل الصناعية وتقديم جميع الخدمات الأساسية لمواكبة النمو الصناعي حيث تمكنت من تمديد شبكات متكاملة للمياه تشمل شبكات مياه الشرب ومياه الصرف الصحي والصناعي اضافة الى المياه المعالجة التي تستخدم في عمليات ري أعمال البستنة والتشجير بالمدينة حالياً. وتم ربط هذه الشبكات بمحطتي معالجة احداهما للصرف الصحي والأخرى للصرف الصناعي تتم في كليهما عمليات المعالجة الثلاثية اضافة للمعالجة الاوزونية بمحطة المعالجة الصناعية، وذلك لضمان ايجاد بيئة نظيفة وسليمة تؤدي الى استخدام المياه المعالجة في عمليات الري، حيث تعد مدينة الجبيل الصناعية المدينة الوحيدة في العالم تستخدم المعالجة في عمليات الري كلياً. كما صممت هذه الشبكات وشيدت وفق احدث الانظمة والمواصفات الامر الذي جعل مدينة الجبيل الصناعية اقل مدينة في العالم من حيث نسبة المياه الفاقدة في الشبكة تليها مدينة سنغافورة التي وصل نسبة الفاقد فيها الى 5.5%. ويشار إلى ان واقع مدينة الجبيل الصناعية في الوقت الراهن، وما هو متوقع لهذه المدينة خلال السنوات القادمة يعكس المهام والمسؤوليات التي تسعى الهيئة الملكية والشركات الخدمية الأخرى كشركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع «مرافق» والشركة السعودية للكهرباء، وشركة الاتصالات السعودية اضافة الى شركة ارامكو السعودية التي يجب القيام بها لتوفير وتهيئة المناخ المناسب والملائم لاستقطاب جميع المشاريع المتوقعة لهذه المدينة.