^^^^^^^^^^^ كثفت إسرائيل والفلسطينيون المساعي الرامية الى تخفيف حدة أعمال العنف اذ أجرى الجانبان محادثات أمنية على الرغم من قيام إسرائيل بعملية جديدة في غزة. ^^^^^^^^^^^ وأجرى مسؤولو أمن من الجانبين محادثات الليلة قبل الماضية عند معبر اريز بين قطاع غزة وإسرائيل لبحث إمكانية تنسيق المواقف في محاولة لوقف العنف وإقامة أساس لاستئناف محادثات السلام المتوقفة. وقال بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون عقب المحادثات التي استغرقت ثلاث ساعات ان مناخا «طيبا وجادا ساد المحادثات وان الجانبين اتفقا على تعاون أمني قائم ومستمر». وأضاف البيان «تقرر تنفيذ سلسلة من الخطوات من شأنها وقف العنف والإرهاب الحاليين واستمرار تخفيف القيود المدنية والاقتصادية على الفلسطينيين». وتشير هذه المحادثات الأمنية على ما يبدو الى تحسن في العلاقات المشوبة بالتوتر وذلك بعد الغاء اجتماع كان من المقرر عقده بين الجانبين في مقر اقامة السفير الأمريكي يوم الاثنين الماضي بعدما أطلق فلسطينيون قذائف مورتر على بلدة سيدروت الإسرائيلية المتاخمة لغزة وقيام إسرائيل بشن هجمات داخل مناطق في غزة. ووقعت مواجهات بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين في غزة والضفة الغربية الليلة الماضية الا ان حدة التوتر صارت أخف مما كانت عليه في الأسبوع الماضي. وقال مسؤولو مستشفى ان 12 فلسطينيا أصيبوا من جراء أعمال العنف التي وقعت قرب رفح جنوبي قطاع غزة وفي بلدة قلقيلية بالضفة الغربية. وقد وقعت هذه الاصابات بعد ساعات فقط من قيام دبابات وجرافات إسرائيلية بدخول رفح حيث دمرت مركزا حدوديا للشرطة قبل انسحاب هذه القوات. وفي معرض وصفها للعملية قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي «كانت عملية دقيقة لوقف إطلاق النيران على قواتنا من المركز أثناء مرورها على طول السياج على الجانب الإسرائيلي. بعد ان حددوا مصدر إطلاق النيران دخل الجنود ودمروا المركز». وتوعد شارون أمس الأول خلال كلمة ألقاها في افتتاح نصب تذكاري للجنود الإسرائيليين الذين قتلوا خلال حرب عام 1973 بشن «حرب شعواء على مايسميه الارهاب». هذا ومن ناحيته أضاف الرئيس المصري حسني مبارك صوته الى نداءات دولية متزايدة تنتقد إسرائيل واتهم شارون بالاستخفاف باتفاق للسلام يهدف الى انهاء العنف كما حذرت سوريا من ان إسرائيل تدفع المنطقة الى شفير الحرب. وقال سليمان قداح الأمين القطري المساعد لحزب البعث الحاكم في سوريا في كلمة لدى افتتاح ندوة في دمشق حول المعلوماتية في الاقتصاد «ان العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد والغطرسة الإسرائيلية المستهترة بحقوق العرب هي التي دمرت عملية السلام ووضعت المنطقة على شفير المخاطر والحروب والحكومة الإسرائيلية وحدها تتحمل مسؤولية ما سينجم عن ذلك من العنف والاضطراب وافتقاد الأمن والاستقرار». وجاء تحذير قداح بعد إعلان الرئيس السوري بشار الأسد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الخميس الماضي ان سوريا تحتفظ لنفسها بحق الرد على الضربة الإسرائيلية التي قتل فيها ثلاثة جنود سوريين وجرح ستة آخرون. في الوقت نفسه نقل عن الرئيس المصري قوله انه يعتقد ان رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون غير مهتم بالتوصل لتسوية سلمية للصراع مع الفلسطينيين. ونقلت مجلة دير شبيجل الألمانية عن مبارك قوله في ملخص مقتطفات من مقابلة ستنشرها اليوم الاثنين «حينما جاء الى السلطة أبلغني الجميع انه لن يتم التوصل الى سلام حقيقي مع شارون. ودافعت عنه وقلت .. انتظروا وأمهلوه بعض الوقت...». وأضاف قائلا «الآن لدي انطباع انه مهتم فقط بالعنف. انه يريد ارغام الفلسطينيين على ان يسيروا على نهجه» في اشارة الى استعراض القوة الأخير وعمليات الغزو التي تقوم بها القوات الإسرائيلية لقطاع غزة. وتوعدت حركة المقاومة الإسلامية )حماس( أمس بمواصلة اطلاق قذائف المورتر على أهداف إسرائيلية وقالت انها ستستخدم كل الوسائل المتاحة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية. وفي مقابلة مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية قال الزعيم اليميني شارون ان الانتقاد الدولي لإسرائيل يشجع العنف الفلسطيني. وقال ان التسلل الإسرائيلي لغزة هذا الاسبوع لقن الفلسطينيين درسا لن ينسوه. كما نقل عن شارون قوله «في المستقبل سيفكر الفلسطينيون مليا قبل الإقدام على أعمال ارهابية أخرى». ومضى شارون العقل المدبر للغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 يقول «أعرف العرب والعرب يعرفونني...من الآن فصاعدا يعرفون ان هناك خطوطا حمراء لا يمكن تخطيها»0 وقالت مصادر فلسطينية في وقت لاحق ان مشادات كلامية حادة دبت خلال المحادثات الأمنية الإسرائيلية الفلسطينية بين العسكريين الذين يمثلون الجانبين. وقال مدير جهاز الأمن العام الفلسطيني عبدالرازق المجايدة ان الجانب الفلسطيني سلم الوفد الإسرائيلي في المحادثات قائمة تضم عددا من المطالب منها إعادة فتح الطرق المغلقة وإعادة فتح مطار غزة الدولي إلا انه قال ان الجانب الإسرائيلي لم يف بمجرد الحد الأدنى من هذه المطالب. وقال المجايدة لرويترز ان الجانب الفلسطيني يرى ان الردود الإسرائيلية غير وافية ولا تسهم في انهاء معاناة الفلسطينيين وقال ان الجانب الفلسطيني لايزال في انتظار ردود شافية من الإسرائيليين على المطالب التي وصفها بأنها مشروعة. وقال ان الجانب الفلسطيني قدم خمس مذكرات احتجاج خلال الاجتماع منها مذكرة ضد استخدام الجرافات ونسف مواقع أمنية فلسطينية. وقال الجيش الإسرائيلي انه يقوم بمثل هذه الإجراءات عندما تتعرض قواته لهجمات من جانب فلسطينيين يحتمون بمثل هذه المنشآت. واحتج الفلسطينيون أيضا على قيام إسرائيل باغلاق قطاع غزة والضفة الغربية وقصف أهداف مدنية فلسطينية كما قدم الجانب الفلسطيني قائمة تضم اسماء «الشهداء» الفلسطينيين الذين قتلوا في الانتفاضة الأخيرة. وقال الفلسطينيون للجانب الإسرائيلي انهم اتخذوا اجراءات للحد من وتيرة العنف بما في ذلك منع الفلسطينيين من إطلاق النار من مناطق سكنية. وقال المجايدة ان إسرائيل قالت انها ستنفذ عددا من الإجراءات خلال الأيام القادمة منها فتح طريقين رئيسيين في غزة أمام حركة المرور الفلسطينية والسماح بدخول أعداد أكبر من الفلسطينيين الى إسرائيل كما اعلنت إسرائيل أنها ستفكر في إعادة فتح مطار غزة.