بدأت اسرائيل امس اطلاق عشرات الفلسطينيين المعتقلين كبادرة على حسن النوايا متزامنة مع قمة شرم الشيخ بين الرئيس الاميركي جورج بوش وزعماء عرب التي تركزت على احراز تقدم في شأن "خريطة الطريق" للسلام في الشرق الاوسط. ولكن، في اشارة الى العقبات التي يواجهها بوش في اول تدخل مباشر له في عملية السلام في الشرق الاوسط قتل الجنود الاسرائيليون ضابط أمن فلسطينيا بالرصاص في قطاع غزة، وأصابوا خمسة من رماة الحجارة في اطار حملة للبحث عن نشطاء في الضفة الغربية. واجتمع بوش مع زعماء عرب في مصر امس قبل توجهه الى ميناء العقبة الاردني لحضور محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس اليوم الاربعاء. وعززت هذه الجولة من المحادثات الرفيعة المستوى الامال في انهاء 32 شهرا من العنف الاسرائيلي - الفلسطيني لكن ما زالت الشكوك قائمة في شأن مدى التزام كل جانب بتنفيذ "خريطة الطريق" التي تدعمها الولاياتالمتحدة. واستجابة لضغوط اميركية للقيام بخطوات تصالحية اطلقت اسرائيل المجموعة الاولى من نحو مئة سجين فلسطيني يتوقع ان تفرج عنهم لمناسبة قمة بوش الثلاثية مع الزعيمين الاسرائيلي والفلسطيني. وقال مسؤولون أمنيون ان معظم الذين تقرر اطلاق سراحهم اما اوشكوا على انهاء مدة الحبس او مرضى. وليس من المتوقع ان ترضي هذه الخطوة الفلسطينيين. وتقول اسرائيل انها تحتجز حاليا 3300 فلسطيني في سجون حربية. واعتقل الكثيرون في حملات للبحث عمن يشتبه انهم وراء هجمات استهدفت اسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي وهم محتجزون من دون محاكمة. وكان بين من افرجت عنهم اسرائيل امس عميد الأسرى الفلسطينيين جبارة ابو سكر المعتقل في السجون الاسرائيلية منذ 27 عاماً، وقد وصل بعد الظهر الى الضفة الغربية. واطلق سراح تيسير خالد احد زعماء الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من السجن مساء الاثنين. وقال خالد في رام اللهبالضفة الغربية حيث استقبله الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقر الرئاسة المدمر: "كانت دوافع اعتقالي سياسية". واعتقلت اسرائيل خالد في غارة في شباط فبراير في مدينة نابلس بالضفة الغربية، ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني نظيره الاسرائيلي للافراج عنه خلال محادثات الخميس الماضي مهدت الطريق لقمة اليوم الاربعاء في الاردن. وفي قطاع غزة قالت مصادر أمنية فلسطينية ان جنودا اسرائيليين قتلوا بالرصاص ضابطا من قوات الامن الفلسطينية شمال قطاع غزة في هجوم على موقع فلسطيني. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان القوات اطلقت النار باتجاه مسلحين تقدموا منهم في الليل في منطقة تحظر فيها تحركات الفلسطينيين. واتهم اللواء عبدالرازق المجايدة مدير الامن العام الفلسطيني في قطاع غزة الجيش الاسرائيلي امس بقتل احد افراد الامن الوطني الفلسطيني شمال قطاع غزة الليلة الماضية "بدم بارد ومن دون اي وازع من ضمير على رغم ان المنطقة كانت هادئة". وقال المجايدة في بيان صحافي: "ان استشهاد الملازم اول ناصر بكر في ساعة متقدمة من ليل الاثنين - الثلثاء عمل استفزازي يأتي ضمن مسلسل التصعيد العسكري الاسرائيلي وجرائمه البشعة ضد ابناء شعبنا وقيادته الصامدة". وامس اغارت القوات الاسرائيلية على مدينة نابلس في الضفة الغربية ومخيم بلاطة للاجئين القريب منها فيما بدا انها حملة للبحث عن نشطاء. وقال شهود ان الجنود اطلقوا النار على حشود من رماة الحجارة واصابوا خمسة على الاقل. ولم يرد من الجيش تعليق فوري على ذلك. الى ذلك، اعلنت مصادر طبية فلسطينية امس ان الفلسطيني سالم سلمان المصدر 57 عاما استشهد متأثرا بجروح خطيرة كان اصيب بها في السادس من نيسان ابريل الماضي، اثناء عملية توغل للجيش الاسرائيلي في قريته. وذكرت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان صبيا فلسطينيا توفي اامس في مستشفى اسرائيلي متاثرا بجروح اصيب بها الشهر الماضي بنيران القوات الاسرائيلية. وقالت مصادر الامن الفلسطينية ان عامر الحبالي 17 عاما اصيب بعيار ناري في اشتباكات بين القوات الاسرائيلية وشبان فلسطينيين كانوا يلقون الحجارة في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية في 23 ايار مايو الماضي. واضافت المصادر ان القوات الاسرائيلية اعتقلت الحبالي من عربة اسعاف فلسطينية بعد اصابته. واكدت مصادر طبية اسرائيلية ان الفلسطيني توفي في مستشفى اسرائيلي في مدينة كفر سابا الواقعة عبر الخط الاخضر والقريبة من مدينة طولكرم.