وكأن الشعب الافغاني لا يكفيه ما يعانيه من صراع قادته، وقتال فصائله، وتناحر ابنائه، ليعزله العالم ويتخلى عنه الجميع حتى اشقائهم المسلمين سوى دول قليلة، ومحسنين لا تشكل مساعداتهم سوى جزء قليل وقليل جداً مما يحتاجه. فمنذ دخول الشتاء والافغان يعانون جميعاً وبالذات اللاجئون منهم الذين شردتهم المعارك التي لا تتوقف بين طالبان ومعارضيها، واذ نجا هؤلاء اللاجئون من قتل المقاتلين فإنهم وقعوا فريسة البرد والجوع والمرض في المخيمات والعالم كل العالم يتفرج عليهم دون أدنى رحمة، تاركين هؤلاء البؤساء لمصيرهم المحتوم رغم نداءات مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين التي صدر آخر نداءاتها قبل ايام الذي تضمن وصفاً للحالة البائسة التي يعيشها هؤلاء اللاجئون فمع هطول الامطار الغزيرة، ازداد تدهور اوضاع عشرات الآلاف من الأفغان المخيمين في العراء في منطقة جالوزاي قرب مدينة بيشاور المحاذية للحدود الشمالية الغربية لباكستان. وقد تأثر اكثر من 000.18 شخص في جالوزاي بسبب الامطار والرياح الشديدة التي عصفت بالمخيم المؤقت الاسبوع الماضي مدمرة اكثر من 3150 مأوى ومغرقة اجزاء من المخيم الذي يضم 000.70 من الافغان. كما ازدادت معاناة الأطفال في منطقة جالوزاي حيث تسجل حالات وفاة بشكل يومي، وقد سمحت السلطات لبعض المنظمات مثل مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بتقديم الحد الادنى فقط من الخدمات والمساعدات للاجئين للأفغان. وقد تحولت طرقات المخيم الى مجارير وأخذ الذباب بالتكاثر وازدادت الروائح الكريهة داخل المخيم. وقد أدى الازدحام في منطقة جالوزاي وقلة المرافق الصحية مترافقة مع بدء هطول الامطار الى ازدياد احتمال انتشار الأوبئة ، لذا بدأت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤها من المنظمات الأهلية والخيرة بتوزيع الاغطية البلاستيكية وأوعية نقل المياه والصابون على اكثر من 000.18 أفغاني كانوا قد تأثروا بالامطار الأخيرة. كما قامت المفوضية بتحسين الخدمات الأساسية مثل الماء والمرافق والمراكز الصحية وفي منطقة جالوزاي حيث بدأ العمل في ثلاث من هذه المراكز. كما يتم تزويد الأطفال ضعيفي البنية بأغذية إضافية وتقوم الصهاريج بتوصيل اكثر من 000،400 ليتر من الماء يوميا. ورغم كل هذه الجهود فإن الأحوال المعيشية تبقى مزرية في جالوزاي حيث يقول عمال الإغاثة انهم لم يروا أوضاعا أسوأ مما شاهدوه هناك. وكان قد سمح للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بداية العام الحالي بإجلاء قرابة 000.50 من اللاجئين الأفغان من جالوزاي الى موقع «شامشاتو الجديدة». وتجدر الاشارة الى ان أكثر من 000،170 افغاني فروا الى باكستان منذ شهر سبتمبر الماضي بالاضافة الى ما يزيد عن 2،1 مليون لاجىء موجودين في هذا البلد سابقا. لقد وصلت الأوضاع الإنسانية داخل افغانستان الي حالة فظيعة بعد تعرض أكثر من مليون افغاني للمجاعة وهروب آخرين من الحرب الأهلية التي ما تزال تعصف بمناطق متفرقة في افغانستان. ويقول عمال الأغاثة ان الأوضاع داخل افغانستان هي الأسوأ منذ اندلاع الحرب الاهلية قبل عشر سنوات. هذا الوضع المزري والبائس للاجئين الأفغان وأطفالهم يتطلب تدخلاً رحمة من العالم والمسلمين ونجدة هؤلاء المظلومين الذين ظلمهم أهلهم في افغانستان ونسيهم العالم. لمراسلة الكاتب