قرأت ما كتبه الأخ/ عبدالعزيز محمد الدهيليس بعنوان )ماهية الشعر( في صفحة مدارات.. واطلعت على ما طرحه من أسئلة في الإجابة عليها فائدة حتى لو اختلفت وجهات النظر حول الإجابات. قلمي بدوره سيحاول أن يجيب على بعض الأسئلة وإجابته تحتمل الخطأ والصواب بطبيعة الحال. يقول الأخ عبدالعزيز متسائلاً: )هل شاعر اليوم مثل شاعر الأمس فيما يختزنه من أفكار..؟( بالطبع لا يا أخ عبدالعزيز.. ألا تعلم بأن شاعر الأمس كانت تحكمه عادات وتقاليد وظروف اقتصادية ومعيشية وحتى ظروفه السياسية أثرت في شعره.. أما تعلم بأن شاعر اليوم عكس شاعر الأمس تماما.. شعراء الأمس: ترعرعوا في خيام العرب )البدو( تحت نفحات سموم الصحراء.. يتذكرون أصوات المعارك.. ويتلمسون أخبار الأبطال..وهم متمسكون بشيم الرجال.. متجولون بين الأودية والجبال.. شعراء اليوم: ترعرعوا تحت همسات التكييف المركزي.. متوسدين سماعات التلفونات.. ومتصفحين المجلات .. ومتابعين للفضائيات.. ومتسكعين في الأسواق والممرات.. متناسين التقاليد والعادات.. شاعر الأمس كان ملتزماً بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة.. وفي ظل وجود الاتصال المباشر بالثقافات الأخرى والتعرف عليها لم تعد تقاليدنا قادرة علي الصمود أمام موجات التغير ومتغيرات العصر ومن هنا تغير شاعر اليوم عن شاعر الأمس.. إلى الآن العادات والتقاليد لم تنصهر وهي في طريقها للذوبان في قالب سيغير من شكلها على الأقل وفي أبسط الاحتمالات.. والشاعر الشعبي الأصيل لم يختف إلى الآن ولكن هو في طريقه للتبدل والتغير ولكن تحت مسمى التطور شعرياً.. هنا أصل بكم إلى أن الشعر عامة ليس له أقسام ولم ينقسم بعد.. الشعر في حالة تتطور وليس في حالة انقسام، هذا في حقيقة الأمر غير المعروفة للقراء ومعروفة للقريبين من عالم الشعر بشكل أفضل.ولكن الوجه الظاهر للشعر )عندما أقول الظاهر أعني الشعر المسلط عليه ضوء الاعلام( الاعلام بجميع وسائله وخاصة المقروء منه أظهر للشعر وجهاً وقال إنه شعر حديث وهو شعر آخر لا رائحة له ولا طعم. هذا الشعر لايجمعه مع الشعر الأصيل القديم الذي أنتجه شاعر الأمس سواء القافية والوزن وهو محارب من أرباب الشعر الذين أشار لهم الأخ/ عبدالعزيز الدهيليس. حاربوه لأنه شعر متخلف ومختلف وروجوه المختلفون المتخلفون.. كما أنه مكروه لأنه منفصل عن تراثنا العريق حتى لو حاول إقناعنا به المفاصلون والمنفصلون.. حتى انه أصبح )أي الشعر الحديث المزعوم( أصبح يكتب بمفردات أجنبية استعراضا للقريحة واللغة المكتسبة وليست اللغة الأصلية )لغة العرب(. صحيح أن هذا الشعر هو المتواجد في دائرة الضوء ولكنه لايستحق أن يسمى شعرا شعبيا بل هو )كلام مرصوص منمق مصحوب بصور مؤثرة تساعد في ترويجه وكل هدفه التسويق للمطبوعات( ولا يستحق أن نسميه شعرا لأنه بدون شعور وبدون مشاعر صادقة.. ويحق لنا أن نقول عنه كلام مرصوص مقفى وموزون ولكنه أقل من عادي وكلام تجاري هاجسه التجارة وشعوره فارغ والشهرة هدفه.. مثله مثل الدواوين الصوتية التي هدفها البيع والتوزيع بأي طريقة. نصل إلى أن هناك شعرا قديما.. وشعرا آخر اسميه شعرا أصيل المضمون وجديد الهيئة متناغمة معانيه له حس موسيقي مميز عن موسيقى الشعر القديم.. وأنا مع من يقول بأن الشعر الشعبي حصل له نقلة نوعية ولم يبق على حاله ولكن من أوجدوا هذه النقلة انزلقوا في )الكلام المرصوص( قد لايعلمون بذلك وانزلاقهم هذا أتى بفعل المطبوعات التي أغرتهم بالضوء واستنزفتهم وسخرتهم لخدمة تسويق المطبوعات.. أكتفي بهذا القدر تقديراً لمساحة هذه الصفحة الجميلة.. والله أعلم..وللحديث بقية إن شاء الله. حقيقة: )الليالي ما تغير في الأصل الذهب يبقى وهو دائم جديد(