بناء على موافقة الأستاذ محمد الشدي رئيس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون استضافت ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون فرع الطائف مؤخراً «الملتقى المسرحي الأول» وذلك بحضور مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بمحافظة الطائف. بدأت فعاليات الملتقى المسرحي الأول بكلمة مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بمحافظة الطائف الأستاذ الشريف عبدالله المرشدي رحب فيها بالحضور وقال: يسرني ان افتح اليوم فعاليات الملتقى المسرحي الأول الذي تستضيفه ورشة العمل المسرحي بجمعية الطائف. وأضاف: يسعدني ان انقل لكم تحيات سعادة رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الأستاذ محمد الشدي وأمنياته لهذا الملتقى بأن يحقق أهدافه التي اقيم من أجلها. وبيّن المرشدي ما يقدمه المسؤولون في هذا البلد الكريم لشباب هذا البلد الذين هم عماده.. والمسرح يمثل واجهة مشرقة لهذا البلد يسعى لتكوين نفسه من خلالكم ومن خلال عملكم الدائب والدائم. بعد ذلك قدمت ثلاث أوراق عمل هي: الورقة الأولى بعنوان «تجارب مسرحية» قدمها الفنان مساعد الزهراني وهي خاصة بورشة برويير وليتيلييه لتدريب الممثل «فرنسا» موسم 93/94، حيث قال: إن الفكرة التي قامت عليها «ورشة برويير وليتيلييه» هي محاولة منح الشباب من هواة المسرح إمكانية التعبير عن انفسهم بتلقائية دون رقابة فوق خشبة المسرح بشكل أقرب ما يكون إلى الارتجال دون التدخل من خبير المسرح وعند المشاهدة يبدي الخبير ملاحظاته القائمة على منح هؤلاء الشباب خلاصة تجربته في فنون الأداء المسرحي وتدريبهم على معرفة عيوبهم واستدراكها وذلك في مرحلة أولى ثم اعادة عملهم من جديد وفقاً لهذه الملاحظات. وأضاف: إن من بين هذه الملاحظات المهمة التي تمت أثناء «الورشة» ما يتصل بفنون الحركة والتعبير والعلاقة بين الممثل وشريكه وعلاقة الممثل بالمهمات المسرحية «قطع الاكسسوار» وفنون الارتجال ويحاول المدرب ان يغرس في نفوس الهواة داخل «الورشة المسرحية» حبهم للفراغ المسرحي وكيفية تشكيله وفقاً للحدث الدرامي وتحديدا للمكان وايجاد علاقة حميمة بين الممثل والمهمات المسرحية «قطع الاكسسوار» وكتابة سيناريو واقعي منطقي حسب تصوره يتفاعل فيه الممثل مع هذه الاكسسوارات. بعد ذلك قدم الأستاذ فهد ردة الحارثي ورقة عمل بعنوان «السينوغرافيا والفضاء المسرحي» قال: يعد مصطلح السينوغرافيا من المصطلحات المسرحية الحديثة على مستوى التداول في الخطاب المسرحي العربي، وقد تم التداول والتعامل مع هذا الفن حديثاً في المسرح العربي حيث لا يزيد عمره على عشرين عاماً وربما كان المسرحيون العرب المغاربة هم أول من عرف هذا الفن وتعامل معه مسرحياً ونقدياً وذلك بحكم اتصالهم الوثيق مع الثقافة المسرحية الفرنسية. وبيّن انه على المستوى المحلي لم يعرف المسرحيون السعوديون هذا الفن ولم يتعاملوا معه إلا منذ سنوات بسيطة وعلى مستوى محدود جداً حيث لايزال التعامل مع فن السينوغرافيا مجهول التعريف لمعظم العاملين في المجال المسرحي.وأضاف: إن فن السينوغرافيا في تعريفه على المستوى البسيط جداً هو فن هندسة الفضاء المسرحي والبعض يرى انها فن تأثيث المنظر المسرحي وآخرون قالوا: إن معناها الحرفي يعني فن الزخرفة، وقال: لقد امتد فن السينوغرافيا حتى خارج المسرح، واستشهد بقول الاستاذ عواد علي «لا يقتصر هذا الفن على المسرح فلقد ظهر في فرنسا في العقد الأخير ما يمكن ان نطلق عليه انفتاح السينوغرافيا وهذا يعني تطبيق ما يتصل بخشبة المسرح في مجالات أخرى غير العرض المسرحي، فهناك سينوغرافيا المعارض والأحداث المهمة والمناسبات والاحتفالات وفي جميع هذه الحالات تهدف السينوغرافيا إلى عمارة الفضاء وخلق إطار معين وتحديد فراغ ما واضفاء طابع على مكان ما من أجل شخوص معينة وحكاية ما وصياغة وجهة نظر أو أكثر». ثم قدم الفنان سامي الزهراني ورقة عمل بعنوان «التفكير» استعرض من خلالها المراحل التي يمر بها التفكير، وقال: إنه من أجل إنتاج فكرة هناك طرق توليد الأفكار هي: وجود هدف، التفكير بالمقلوب مثلاً، استخدام الخيال، المشاهدة الكثيفة للعروض المسرحية، مجالس الابداع.. وبين ان التفكير مهارة لأنك تستطيع ان تكتسب التفكير بعدد من التمارين التي اثبتت بالفعل انها تساعد الإنسان على التفكير الجيد السليم والفرق بين التفكير والذكاء كبير، حيث اثبت العلماء ان الذكاء هو فطري، ثم شاهد الحضور عرض مسرحية «زين خليك رجَّال» وهي عرض مسرح الشخص الواحد من تأليف فهد الحارثي واخراج أحمد الاحمري وقدمه الفنان مساعد الزهراني.هذا وقد شارك في «الملتقى المسرحي الأول» الذي ينفذ لأول مرة في المملكة كل من: ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف. ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بجدة. ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالباحة.ولظروف الطيران ولحجوزات ورشة العمل المسرحي بالكلية الصحية بالرس اعتذرت عن الحضور. وفي ختام فعاليات الملتقى قدم الأستاذ الشريف عبدالله المرشدي الشهادات التقديرية للمشاركين في فعاليات الملتقى من أعضاء الورشة المسرحية في الملتقى. على هامش الملتقى اتسم الملتقى الأول بطرح العديد من الأفكار المسرحية الجريئة والمتميزة. تساءل الحضور عن عدم مشاركة مسرحية «زين خليك رجال» في المهرجانات. اتضح من خلال المناقشات والأسئلة التي طرحت على أعضاء ورشة العمل المسرحي بالطائف الاستفادة من تجربة الورشة المسرحية بالطائف. المخرج أحمد الأحمري والمؤلف المسرحي فهد الحارثي أكدا خلال فعاليات الملتقى ان الجماعية في الأعمال المسرحية هي أساس نجاح ورشة العمل. حرص الجميع على تفعيل فعاليات الملتقى الأول.