يعيش الإنسان في هذه الحياة على مراحل، ويمر بمحطات زمنية مختلفة في هذا العالم الفسيح الذي أصبح مثل القرية الصغيرة وبفضل التطور، والتقدم التكنولوجي، ،تفجر نهر المعلومات والإنترنت، والاتصالات، والقنوات الفضائية،ووسائل الاتصال المختلفة والمتنوعة، فأصبح الشخص منا لا يجد الوقت الكافي، فنسينا أنفسنا في خضم هذا التقدم العلمي والتقني الحديث، وقد ينسى الشخص أهم محطة في حياته وهي سعادة أسرته من زوجة، وأولاد، واقارب، فالسعادة حقيقة مطلب أساسي يسعى إليه الشخص ليسعد نفسه أولا ثم أسرته ثانياً في هذه الحياة، وأغلب الناس مع الأسف الشديد يفسر السعادة بأنها جمع المال، وفتح الحسابات في البنوك بأي طريقة كانت، وتوفير أحسن حال ليعيش، في هذه الحياة على أعلى مستوى معيشي، وهذا لا يأتي بالطبع إلا بالتعب والسهر والعمل الدائم والدؤوب، لتحقيق ما يسعى إليه الإنسان، ولكن في خضم هذه الحياة ومتاعبها ومشاغلها نقول، إن الأهم والأولى والأجمل لمن يجب منحهم السعادة في هذه الحياة هم بلا شك أقرب قريب لك وهم الوالدان، والزوجة، والأولاد لذا يجب علينا جميعاً منحهم سبل الراحة والسعادة، وإعطاؤهم وقتا من حياتنا اليومية، يقول في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله) وفي منحهم وقتا جميلا يصبحون في أرقى مراحل السعادة، وذلك بتلمس أحاسيسهم، وتحريك عواطفهم وأشجانهم ومعرفة صدق المشاعر لديهم، ومحاولة التعرف على ما يدور داخل أنفسهم من مشاكل، ومحاولة حلها، فما أحلى ان يعيش المرء منا مع أسرته لحظة حب وصفاء، وسعادة، ومودة، وما أحلاها من سعادة، ونحن نحاول ان نشاركهم أحاسيسهم في السراء والضراء، ونمنحهم الوقت الكافي، ونشعرهم بالاهتمام والرعاية، وغير ذلك مما هو حق من حقوقهم المشروعة في هذه الحياة، وإحساسهم بالشعور الدافئ نحوهم، فما أجمل ان يشعل إنسان شموع الود والمحبة، ويضيء دروب السعادة في منزله بين زوجته وأبنائه أو أطفاله وذلك بالسهر على راحتهم، وتوفير متطلباتهم بصدر رحب وسعادة غامرة، وتوفير معاني السعادة الجميلة التي يطلبها هو وأسرته، وما أرقى وأجمل أن تعطي الزوجة جل اهتمامها لخدمة زوجها، ونشر رحيق الحب وجمال الاحاسيس والمشاعر لتحقيق السعادة الزوجية الحقة لترفرف عليهم طيور السعادة، والفرح، والحب على أغصان شجرة حياتهم الأسرية دائما مرددة أجمل الألحان إنه لحن السعادة فما أجمل ان ترى الابتسامة مرسومة واضحة على وجوه ومحيا أسرتك حين دخولك للمنزل، أو مغادرتك له، وتمنحك الدفء والحنان، لتعيش لحظة عمرك، راضياً هنيئا بالسعادة الأسرية التي هي مطلب ننشده دائما لنعيش حياة هانئة سعيدة.