أثارت خطة جورج دبليو، بوش المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية لإنهاء مشاركة الولاياتالمتحدة في حفظ السلام في منطقة البلقان المضطربة انتقادات لاذعة من منافسه الديمقراطي آل جور ومادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية أول أمس السبت. وقال مسؤولو حملة بوش أول أمس إنه اذا انتخب رئيسا فسوف يبلغ الحلفاء في حلف شمال الأطلسي بأن الولاياتالمتحدة لن تشارك بعد الآن في حفظ السلام في البلقان, وتشارك القوات الأمريكية حاليا كجزء من وحدات دولية في البوسنة واقليم كوسوفو بجمهورية الصرب. وفي مقابلة مع رويترز قال جور ان خطة بوش قد تعكس سوء فهم كبيراً وجوهرياً للدور الأمريكي في العالم وحذر من ان ذلك سيؤدي إلى انتهاء حلف شمال الأطلسي وقد يقوض السلام في أوروبا. وأضاف جور لا يمكن أن أصدق ان أي شخص يدرك أهمية حلف شمال الأطلسي يمكن ان يطرح مثل هذا الاقتراح . وقال اري فليشر كبير مستشاري بوش ان خطة بوش حاكم ولاية تكساس ستجعل الولاياتالمتحدة تركز بشكل أكبر على القتال في مناطق اضطرابات معينة أكثر من التركيز على عمليات حفظ السلام. وأردف فليشر قائلاً للصحفيين لا يوجد موعد نهائي ولكن هناك تصميم أكيد على ضرورة ان يكون الهدف من قواتنا المسلحة القتال وكسب الحروب وبوش سيكون أكثر حكمة في استخدام قواتنا في عمليات حفظ السلام . وتحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن الخطة, وقالت كوندوليزا رايس كبيرة مستشاري بوش لشؤون الامن القومي لصحيفة نيويورك تايمز إنه خلال رئاسة بوش سيصبح حفظ السلام في البوسنة وكوسوفو مسؤولية أوروبا, وأضافت ان الولاياتالمتحدة ستركز بدلا من ذلك على ردع وخوض حروب في الخليج وآسيا ومناطق اضطرابات اخرى, وقال جور منتقدا خطة بوش أن هذا سيكون خطأ فادحا ترتكبه الولاياتالمتحدة وستكون له مضاعفات خطيرة على زعامتنا في العالم,, هذا وفي رد فعل مباشر من نائب بوش قال ديك تشيني المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس ان الدور المتزايد للرئيس بيل كلينتون في حملة آل جور الرئاسية يعد دليلا على اليأس. وقال تشيني في مقابلة مع شبكة تلفزيون سي, ان,ان الحقيقة الآن ان حديثهم عن الاستعانة بكلينتون إشارة إلى اعتقادهم بأنهم في ورطة كبيرة . وفي الوقت الذي لم يبق فيه على بدء الانتخابات المقرر لها السابع من نوفمبر تشرين الثاني سوى 17 يوما حيث تظهر استطلاعات الرأي ندية شديدة بين بوش وآل جور في أشد سباق للرئاسة الأمريكية منذ عقود حث الديمقراطيون منظمي حملة آل جور على الاستفادة من الرئيس بشكل أكبر. ويرى الأمريكيون الذين استطلعت آراؤهم ان الرئيس كلينتون أبلى بلاء حسنا في أدائه لمهامه كرئيس إلا انهم لا يوافقون عليه بصفة شخصية بسبب علاقته مع مونيكا لوينسكي وما أعقب ذلك من انتقاد مجلس الشيوخ له, ويمثل ذلك عائقا ما دام جور يحاول أن ينأى بنفسه عن كلينتون بسببه.