} أثارت تقارير عن عزم ادارة الرئىس الاميركي المنتخب جورج بوش على سحب القوات الاميركية من البلقان، اهتمام المراقبين في المنطقة. ووصفت بلغراد ذلك بأنه يمثل نظرة واقعية في اتجاه الأفسح في المجال امام اوروبا لتتولى حل مشاكلاتها الخاصة بنفسها. ابرزت وسائل الاعلام في البلقان امس، تقارير في شأن عزم الرئىس الاميركي المنتخب جورج بوش على البدء بسحب القوات الاميركية التي نشرت في السنوات الخمس الاخيرة في دول المنطقة. وتوقعت التقارير ان يبدأ بوش خطواته في هذا الاتجاه اعتباراً من آخر الشهر الجاري، بعد توليه مهام منصبه رسمياً في 20 منه. كما توقعت ان يقتصر الوجود العسكري الاميركي على فرق لوجستية ووحدات استخبارية. وأشارت التقارير الى ان الانسحاب سيتم على مراحل، ويبدأ من البوسنة حيث يدرس حلف شمال الاطلسي تحويل قوة الاستقرار سفور هناك الى وحدات ردع دفور. ثم تشمل الخطوة كوسوفو والمناطق الاخرى، على ان يستكمل الانسحاب قبل نهاية عهد الادارة الاميركية الجديدة بعد اربع سنوات. ويبلغ عدد القوات الاميركية المشمولة بالخطط الجديدة في البلقان عشرة آلاف عنصر، موزعين على البوسنة 4500 وكوسوفو والبانيا ومقدونيا 5500. وكانت صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية المرموقة، نقلت امس، عن جون هولسمان الذي يتوقع ان يكون احد ابرز مستشاري الادارة الجديدة في شؤون البلقان، ان بوش "قلق من التوسع الامبريالي في البلقان، ولا يحبذ التدخل الاميركي في قضايا بناء الامم". كما نقلت عن ريتشارد بيرل المقرب من بوش ومساعد وزير الدفاع في عهد الرئىس الجمهوري السابق رونالد ريغان، تأكيده توافر تساؤلات لدى الادارة الجديدة في شأن الدور الاميركي الفعلي في البلقان "خصوصاً ان مهمات القوات الاميركية اصبحت تقتصر على خدمات اجتماعية لا تشكل اهمية كبيرة لمصلحة الولاياتالمتحدة الحيوية". وأشارت الصحيفة الى وجود اتجاه لدى طاقم الادارة الاميركية الجديدة، بما في ذلك: وزيرا الخارجية كولن باول والدفاع دونالد رمسفلد ومستشارة الرئىس لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس، يحبذ ان يؤدي الاوروبيون دورهم في الاطلاع بالمسؤوليات في قارتهم. وكانت رايس قالت خلال الحملة الانتخابية لبوش: "ينبغي ان يحصل تقسيم في المهمات الدولية في البلقان، وان يضطلع الاوروبيون بمسؤولياتهم تجاه امور هذه المنطقة"، فيما صرح باول لدى تعيينه بأن ثمة "ضرورة لمراجعة الانتشار العسكري الاميركي في البلقان. وقال: "سنستشير حلفاءنا قبل الاقدام على خطواتنا". ويسود الاعتقاد ان الخطوة الاميركية ستمنح المانيا مجالاً واسعاً لسد الفراغ الناجم عن الانسحاب من البلقان. ترحيب بلغراد ورحبت بلغراد امس بالخطوات المعلنة للادارة الاميركية بالنسبة الى البلقان. ووصفها مسؤولون في "الحركة الديموقراطية الصربية" بأنها "ستنهي المشكلات الناجمة عن الغارات الجوية التي قادتها ادارة الرئىس بيل كلينتون ضد يوغوسلافيا". وقال رئىس البرلمان اليوغوسلافي دراغوليوب ميتشونوفيتش: "ننتظر من الادارة الاميركية الجديدة تفهماً للحال الراهنة في يوغوسلافيا، في شكل جوهوري ينسجم مع التحولات الديموقراطية القائمة في صربيا". وأعلن ميتشونوفيتش ان بلغراد "مستعدة لاجراء محادثات مع الادارة الاميركية الجديدة، من اجل وضع حلول واقعية لمشكلة كوسوفو ومنع الانفصاليين الألبان من المضي في هدفهم الرامي الى تغيير الحدود في البلقان". وأشار التلفزيون الرسمي في بلغراد الى ان وزير الخارجية الاميركي في الادارة الجديدة كولن باول كان اعترض على اجراءات وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت في البلقان واستخدامها الضغوط غير المبررة والتهديد باستخدام القوة وفرض العقوبات على يوغوسلافيا. وأضاف التلفزيون ان بوش كان وعد خلال حملته الانتخابية بأن يسحب القوات الاميركية من البلقان "وان المعلومات جاءت لتؤكد ثباته على وعوده، ولم تكن دعاية انتخابية كما حاولت تقويتها جماعات الانفصاليين في كوسوفو". وأوضح التلفزيون، ان بلغراد ليست ضد الوجود الاميركي في المنطقة، لكنها ترى "ان الاخطاء التي ارتكبها الرئىس كلينتون في البلقان، ينبغي وضع نهاية لها، واقامة ثقة بين الولاياتالمتحدة ودول المنطقة على اسس من التعاون والمصالح المشتركة".