من وحي الذكريات زاوية نسلط الضوء فيها على مجموعة من الصور الرياضية القديمة النادرة لاحد اللاعبين السابقين هذه الصور بالتأكيد تمثل حدثا تاريخيا في حياة الضيف وتبعا لذلك حرصنا على توثيقها ورصد احداثها ومناسبتها من باب الامانة التاريخية وقبل الشروع في التعليق على أحداث ومناسبة هذه الصور المنشورة. نتناول شيئا من سيرة الضيف الرياضية بنبذة مختصرة,, ضيف هذه المساحة مدافع فريق شباب الرياض الشباب حاليا الدولي السابق نادر العيد فتعال عزيزي القارىء نغوص في اعماق سيرته في هذا القالب المختصر. مشوار ألف ميل في قالب مختصر بدأ حياته الرياضية في المدارس والحواري وتحديدا في حي جبرة تلك الحارة الصغيرة بدهاليزها التي ولد ونشأ فيها حيث شرع في مزاولة رياضته المفضلة كرة القدم مع فريق الحي في عقد السبعينات الذي كان يضم كل الفئات السنية ومنهم فهد بن نصيب وفهد بن بريك وعمر حامد يرحمه الله وابناء آل الشيخ. ثم التحق بالدراسة في معهد الانجال العاصمة حاليا الذي كان يضم ابرز اللاعبين بالمنطقة الوسطى كعبدالله الرزقان كندا ومبروك الدبلي ومبارك الناصر وسعيد بن يحيى وناصر السيف وجوهر السعيد مستفيدا ومستثمرا الامكانات المتوفرة بالمعهد في تعزيز وتنمية قدرته الفنية بصورة جعلته احد نجوم منتخب المدارس. وجاء انضمامه لفريق شباب الرياض الشباب حاليا في اوائل عقد الثمانينيات الهجرية بتأثر قوي ومباشر من كل من الشيخ عبدالله التويجري والشيخ صالح ظفران يرحمه الله ابرز رواد الحركة التأسيسية لنادي الشباب اللذان شاهدا مستواه عن كثب في دوري المدارس في معهد الانجال فظفر بتلك الموهبة الشابة حيث كان لميوله وعشقه الكبير لهذا النادي العريق صاحب لقب اول ناد رياضي يتم تأسيسه بالمنطقة الوسطى 1367ه دورا مرجحا في الانضمام اليه بلا مقابل,, فلعب في البداية بدرجة الاشبال 3 اعوام متتالية في خط الدفاع وتحديدا في مركز الظهير الايسر وفي عام 1384ه استعان به المدرب السوداني بخيت ياسين لمشاركة الفريق الاول ضد احد الفرق البرازيلية الزائرة وهو في السادسة عشرة من عمره ومعه في تلك المرحلة السنية فيصل بكر ونادر الحسن فكسب الثقة ونجح في اظهار قدراته الدفاعية البارعة منذ الوهلة الاولى التي لعب فيها مع فريقه رغم الخسارة الكبيرة من الفريق البرازيلي 4/0 الا انه قدم مستوى رفيعا اشاد به البرازيليون كثيرا غير ان هذا النجاح المبكر عزز حظوظه في مواصلة مشوار النجومية واحتكار مركزه وسط وجود مجموعة من الاسماء الشبابية الرنانة كاحمد حريري وعبدالقادر شعبان ومحمد بن جمعة وغيرهم من اللاعبين المميزين بالخارطة الشبابيةانذاك . كان احد نجوم الفرق الشبابية التي ساهمت وبصورة اكثر فعالية في حصول شيخ الاندية على كأس فلسطين الشهداء عام 1388ه على مستوى المنطقة الوسطى بعد فوزه على فريق أهلي الرياض الرياض حالياً كما ساهم ايضا في وصول الشباب لنهائي كأس الملك لموسم عام 1389 1390ه وخسر امام فريق اهلي جدة بهدف سجله مهاجمه سليمان مطر الشهير بالكبش في اللقاء الذي جمعهما في ملعب رعاية الشباب بالملز والذي افتتحه آنذاك جلالة الملك فيصل طيب الله ثراه . وبالمقابل تميز هذا المدافع العملاق الذي ذاع صيته واشتهر اسمه في حقبة الثمانينيات بامتلاكه كل مقومات النجاح من سرعة الانقضاض,, والتحكم في الكرة وقوة التسديد فضلا عن طوله الفارع وبنيته الجسمانية الضخمة,, وكذا إجادته اللعب في اكثر من خانة الامر الذي جعله يفرض نفسه بقوة في الساحة الرياضية كأحسن ظهير أيسر بالمنطقة الوسطى. ويعتبر نادر العيد من اشهر لاعبي الشباب وأكثرهم نجومية حيث تلقى العديد من العروض وأقواها بلاشك عرض اهلي جدة اذ قدم له الاهلاويون كل الوان وأشكال المغريات من سكن وسيارة وراتب شهري مقابل ضمه وذلك في النصف الثاني من عقد الثمانينيات بيد انه رفض كل العروض من اجل ناديه المخضرم الذي عشقه منذ نعومة أظفاره وقدمه لساحة النجومية. اما مشواره مع المنتخبات فقد انضم لمنتخب الوسطى عامي 1386 و1387ه ومثله في دورة المصيف لمنتخبات المناطق التي شهدت أحداثها مدينة الطائف وبعد تألقه بصورة اكثر روعة تم استدعاؤه مباشرة للانضمام لصفوف منتخب المملكة الاول ومثله ضد بعض الفرق والمنتخبات الزائرة آنذاك. استمر يحمل الصفة الدولية حتى عام 1393ه حيث شارك في دورة الخليج الأولى بالبحرين عام 1390ه والثانية بالرياض عام 1392ه وفي منتصف الحقبة التسعينية ودع الملاعب واعلن اعتزاله وهو في قمة مستواه الفني ونضجه الكروي 28 عاما ومن أقوى الأسباب التي دعته للتوقف عن الركض وتعليق حذاء النجومية مبكرا هي المحافظة على صورته الجميلة وسمعته الرائعة كمدافع فذ لا يختلف عليه اثنان ويحق للكابتن الخلوق نادر العيد الافتخار بذاته كونه يعد من اللاعبين المثاليين الذين حملوا في حقيبة نجوميتهم سجلاً سلوكياً خاليا من العقوبات والبطاقات الملونة رغم حساسية مركزه مدركا في هذا الجانب ان السلوك القويم والاخلاق العالية هي نجومية اللاعب الحقيقية.