مرت علينا أيام اتشحت بالحزن لغياب مليكنا، وقائد نهضتنا، وباني صروح عزتنا، نتلمّس الأخبار التي تسر قلوبنا، وتبهج نفوسنا بسلامة مليكنا ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين – ألبسه الله حلل الصحة والعافية - حتى أثلج الله قلوبنا برؤياه يرفل في برود السلامة والصحة فلله الحمد على هذه النعمة العظمى. إننا ندين لله تعالى ثم لخادم الحرمين الشريفين بالفضل العظيم في هذه المرحلة التي نهنأ بكريم العيش في ظلالها، ونستلذ الحياة في أكنافها، إذ كان همه – أيّده الله - رفعة شعبه، وعزة بلاده، ورقي أبنائه، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية في عهده الزاهر ذات مكانة عالية، وقامة سامقة تتقزّم أمام علوِّها القامات، بفضل الله تعالى وتوفيقه ثم بفضل السياسة الحكيمة المدروسة التي اختطّها الملك العادل عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه - ومن حوله نائبه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ونائبه الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظهم الله أجمعين -. لقد كنا نبتهل إلى الله العلي القدير أن يقرّ أعيننا وأن يثلج صدورنا بسلامة قائد مسيرتنا، وولي أمرنا، حتى منّ الله علينا بهذه النعمة التي امتلأت بها القلوب فرحة وشكرًا وسرورًا، فقد شفى قائد بلادنا وولي أمرنا، ونسأله تعالى أن نرى مليكنا وهو يواصل العطاء والنماء، ومن حوله إخوانه الأوفياء وأبناؤه البررة من أجل رفعة هذه البلاد في العالمين. إنني إزاء هذا الفرح العظيم لأبارك لمقام خادم الحرمين الشريفين بهذه المعية الربانية التي لم تقتصر عليه بمفرده - حفظه الله -، وإنما شملت الوطن والمواطنين، كما أبارك لسمو نائبه وولي عهده الأمين، ولسمو نائبه الثاني وزير الداخلية، ولأصحاب السمو الأمراء إخوانهم وأبنائهم. إن ما منّ الله به على خادم الحرمين الشريفين من الصحة والعافية، لمشاع مشترك بين قلوب الملايين من محبيه، فالوطن قد ابتهجت أساريره، والمواطنون قد فرحوا بمنّة الله على مليكهم، والعروبة قد شمخت بهامتها لعربي الأصل والنسب، والإنسانية أنست بسلامة رمز من رموزها، والعدالة قد افتخرت بعافية قبلتها، والرئاسة مسرورة بسرور سيدها. حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين الذي شمل بإخلاصه بلاده وعروبته ودينه والإنسانية جمعاء، وحفظ علينا ديننا ووطننا وأمننا ورموز وحدتنا وعزّتنا.