هذا عنوان ديوان شعر لأحمد سالم باعطب- رحمه الله- وقد جمع في مجموعة من القصائد التي تجسد هموم أمته ووطنه فهو ترجمة لأحاسيس ومشاعر متنوعة، ولقد ضم الديوان ثمانيا وأربعين قصيدة مفعمة بآمال الأمة ومشاعرها وتطلعاتها وطموحاتها نحو المجد والكرامة والعزة والسؤدد وإشراق الآمال والأمجاد. لقد كانت تلك القصائد تمثل جوانب متعددة في حياة الشاعر وتستقطب تجاربه وهمومه وهي بقايا عاصفة في الأفق وتحيات قلبية للشمس وبسمات على شفاه دامية وقد يولد الحب من جديد. ومن خلال تلك القصائد ندرك مدى ما تمثله من جوانب إنسانية وطنية واجتماعية ودينية. والشاعر باعطب من شعراء الأصالة والبعد عن الهزل ورخيص القول وغثاثة العبارات فهو صاحب مبادئ سامية وأخلاق عالية ومثل كريمة، فهو مع مجموعة من الشعراء تزدهر بهم الحركة الشعرية في المملكة ممن يحافظون على تلك القيم وحمايتها في غمرة من التيارات الفاسدة والمبادئ الهدامة التي غزت أمم الأرض. فهو من الشعراء السعوديين الذين تشع قصائدهم بروح الخلق والدين وثوابته ومعطياته والمحافظة على عمود الشعر القديم والاهتمام باللغة العربية وتراكيب الجمل، ويلمس المرء حسن اختياره للألفاظ، أكثر الله من أمثاله من الشعراء لنعيد لهذه الأرض تاريخها الشعري المجيد وهي التي تغنى بها الشعراء وشدا بها الشادي فهي موئل الفصاحة ومنطلق الإشعاع ومنبت اللغة العربية وركيزة الفصاحة والبلاغة والمآثر والمفاخر. فعسى أن يتبنى شعراؤها الدعوة لإعادة أمجادها وبعث تاريخها الشعري العريق ونحمد الله أن الشعر في بلادنا يخطوخطوات كبيرة نحو الإبداع والتجديد والتألق والازدهار ويواكب الشعر السعودي المعاصر نهضة الشعر في البلاد العربية. وبالجملة فشعر صاحب هذا الديوان يمتاز بجزالة اللفظ ومتانة الأسلوب والقدرة على تصوير خلجات النفس، كما أن تأثره بالشعر العربي القديم قد زاده قوة وأضفى على شعره الكثير من المعاني والألفاظ اللغوية فابتعد عن الضعف والركاكة وأعرض عن الأغراض الشعرية التافهة وفي شعره حث على الفضائل ومكارم الأخلاق والأمجاد الإسلامية والمآثر العربية، ولا غرو فالشعراء هم الألسنة الناطقة المعبرة عن مشاعر وأحاسيس أممهم وعن أماني وخلجات مجتمعهم، والشعراء حملة رسالة الوعي والثقافة والمعرفة والإصلاح، فلا شك أنهم بذلك يخدمون أهدافاً كريمة، ويحملون رسالة عظيمة، ويكون شعرهم نتيجة ذلك ترجماناً أميناً صادقاً عن تطلعات أمتهم إذ إن الشعر من الفنون الأدبية المحببة إلى النفوس فهو حديث العاطفة والوجدان والإحساس والشعر المرهف يصور نفوس الشعراء وأحاسيسهم، ويتناول أوجه الحياة المختلفة ومظاهر الطبيعة المتنوعة وجوانب العلاقات الإنسانية فالشعر أدب وفكر وفن وتعبير جميل.