محمد,, اسم تحبه النفوس، وتعشقه الآذان، وتتشوف إليه الأرواح، وتتطلع إليه المهج,, اسم له وقعه في القلوب وله وزنه في الخطوب، وله ثقله في العالم أجمع,, هو سماحة الشيخ وهو صاحب الفضيلة، هو العالم العابد، والإمام الزاهد، هو المربي الفذّ وهو المعلم الحكيم الذي يعد,,أما الميم ف(منّة),, وأما الحاء فلأنه حبر,, وكررت الميم لتكراره التعليم طول حياته فهو معلم,, وأما الدال فلدنوِّه من قلوب الناس,. إن كريم الأصل كالغصن كلما ازداد من خيرٍ تواضع وانحنى هو العالم العلامة، والإمام الفهامة، هو العمدة في علمه، والأعجوبة في صبره وحلمه,, درّة القصيم، وابنه اليتيم، ففي العلم لا يكاد أحد يجاريه، وفي الفصاحة لا أحد يتقدم بين يديه,, قمر في الدياجير,, ونجم في الليل البهيم,,الداهية أدباً وعلما,, والداعية شرقاً وغربا,, شيخ مسدد,, عندما تراه تقول ما أعذبه وما ألطفه، وعندما يتحث فكأنما جمع العلوم معطفه,, غزارة في علم، وشجاعة في حلم,, قوة في حق,, وضعف عن باطل,, إمام من أئمة السنّة، وعلم من أعلام الأمة,جمع الله له بين صفات لا تكاد تجتمع لأحد,, إذا رآه المرء رأى الورع تجسد في شخصه، ورأى الزهد قابعاً في نفسه، ورأى التقى له شعار، والصلاح له دثار,,معلم للمربين، ومربٍ للمعلمين,, مدرس للقادة وقائد للمدرسين,فهو قدوة في التواضع، وأسوة في المجامع,,قد أخذ من كل خير بنصيب، لا يخاف بعيداً ولا يحابي أي قريب,. هو الشارح الممتع، وهو الروض المربع,, هو الذخيرة والعدة، وهو المقنع والعمدة,, هو المغني والموسوعة وهو السيرة المقروءة المشاهدة المسموعة,, هو القول المفيد، وهو الجهبذ الفريد,مات فلم ولن يمت ذكره، وفقد فلن ينسى فضله وقدره,,تلقت الأمة الخبر بالألم، وصعقت الخليقة بما بها ألمَّ,. فما بين مصدِّق ومكذِّب,, وما بين باكٍ وشاكٍ,, فإليك اللهم المشتكى,,وما أصدق القائل في رثاء أحد الأئمة: فكم فاضلٍ حبرٍ جليلٍ مهذبٍ حكيمٍ حليمٍ ثابت الجأش حازم تصرمت الأيام، أيام عمره وبات بأطباق الثرى المترادم وفي اليوم ذا تجري الدموع غزيرة كهتان وبلٍ من خلال السواجم وتتقد الأحشاء حزناً ولوعةً تجيش بها الاشجان مثل الضرائم لفقد التقي الألمعي أخي الوفاء أخي السبق في شأو العلا والمكارم فاللهم اخلف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بخير,, وأخلف لنا من طلاب محمد رحمه الله بخير,, إذ إن فقد علماء الشريعة لهو الكسر الذي لا يجبره الا الله، والنقص الذي لا يكمله الا المولى جل في علاه. فمن يقوم بالدين، ومن ينصر المسلمين، ومن ينصح لإخوانه المؤمنين، سوى العلماء الربانيين,من يلجأ إليه في النوائب، ويربط على قلوب الناس في المصائب بعد الله تعالى غير علماء الشريعة,, وقد قيل: لعمرك ما الرزية فقد مالٍ ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد شهمٍ يموت بموته خلقٌ كثير اللهم إنا نسألك أن تنور على الشيخ في قبره، وأن تفسح له فيه مدَّ بصره,, وأن تُعلي درجته في عليين، وأن تحشره في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين,, إنا لله وإنا اليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها,, والحمد لله رب العالمين. إبراهيم بن مطرف المطرف