ها نحن في مدارات شعبية نكمل مسيرة الوفاء لشعراء قدموا للساحة الشعرية تجارب شعرية خالدة تستحق الضوء، وهم يستحقون خالص الدعاء بالرحمة والمغفرة بإذن الله. (متعب عيسى العنزي) شخصية شعرية متميزة، استطاع - رحمه الله - أن يكسب قلوب الجميع، بكرمه وبعطائه ووفائه وابتسامته التي يظهرها ويخفي حزنه وما ينتاب ذاته من لوعة وكمد، قدم للساحة الشعرية الكثير من وقته وإخلاصه، عمل في جريدة الجزيرة ثم المسائية , وعمل كرئيس تحرير لمجلة البارز ثم مستشاراً لمجلة الساعي، اتسم شعره برقة العبارة وسهولة المعنى بعيداً عن التقليد والتصنع الذي قد يفقد القصيدة حلاوتها وعذوبتها، وكذلك يتضح مدى الصدق الفني وقربها للواقع النفسي في تشكيل معالم قصائده وقربها للمتلقي .. يقول في هذه القصيدة مبتهلاً إلى الله: يالله انك تشرح الصدر وتفك الكروب يا كريم يشمل الخلق في حسن عمله يخطي المسلم ولو زاح لا بده يتوب لا توافق رحمة الرب مع وقف زلله فقد كان - رحمه الله - رهيف الحس رقيق المشاعر، سريع التأثر، لذى لا تفارقه الدمعة التي تعبِّر عمّا يختلج في ذاته .. يقول - رحمه الله -: مهما بكيت وسال دمعي مصفى أحس دمعاتي غريبة عن الناس الدمع عيا من عيوني يكفا يظهر دموعي دافع وسط الاحساس وفي هذه القصيدة المشرقة بروحه والمغدقة من جروحه: ودها تخفيه لو بسمة رجى ما تبي مخزونها منها يشاع لو تحس ان الألم فيها لجا يائسة بين الوفاء وصل ونزاع وأترككم مع هذه الأبيات التي تتجلّى بها شاعريته العذبة، ولغته السهلة وقدرته على تصوير المعنى بكل دقة ورقة وشاعرية: تزلزلت قيمة غلاك بضميري وأستوحشت من شوفي كل الأصحاب وأحترت ما أدري وين أبلقى مصيري في وجه ثاني أو على درب الأسباب وشاعرنا الثاني هو الشاعر عاقل الزيد - رحمه الله -، والذي أسس له تجربة شعرية جميلة تحمل الكثير من ملامح الإبداع والإمتاع، فهو شاعر غزير الإنتاج الشعري ومتعدد الأغراض، الذى أتى شعره مسكوناً بالدهشة ومكتنزاً بالرعشة، واستطاع أن يضفي على القصيدة ألوانه الخاصة به في رسم الصورة الشعرية الجديدة، وكذلك قدرته على انتقاء المفردة ذات الدلالة العميقة كيف ولا وهو القائل: عسى القصيد إن ما زرع بين الألباب دهشة .. وحرك قلب .. وأطلق حجاجه يموت في مهده قبل شقة الناب يحرق فتيله .. ثم يكسر سراجه ومن الحكمة نستقي من هذه الرؤية التي تنم عن تجربة حياتية تنظر للأشياء من حولها بلغة أخرى .. يقول - رحمه الله -: ما فيه عله ما لها طب وعلاج الا ثلاثٍ ما لهن طب لله ولا اعرف لهن مبدا.. وسيره ومنهاج المسكنة... والمهزلة .. والمذلّة كذلك له في الحكمة قوله: ما كل كسر له مع الوقت جابر بعض الكسور تصير عاهات وتديم فرق المناظر،، عن جميل المخابر مثل الثرى الممطور عن فاقد الديم وله هذه الصورة الشعرية الجميلة التي تختصر الكثير والكثير من الشعر والمشاعر: تدري وش اللي محرقٍ قلبي إحراق انك بعيد وحزن الايام غابة وله هذه الأبيات المندلقة مشاعر وأحاسيس مرهفة: ليتك قبل تدخل على قلبي تويق وتشوف ما غيرك تفياه مخلوق الا انت ويحك عن جميع المخاليق لا همت به قام يتساقط لك عذوق وأترككم مع جزء من قصيدة له تمثل رؤية فنية شعرية جميلة: ما دام حتى أحلامنا البيض تنعاق عنا .. وش اللي .. عاد باقي نهابه لم الورق لا ينكشف سر الأوراق ما تشبع الأوراق جوع الكتابة ولا تبرد الونة لهب حر الأشواق لا (ون) مجروح النوى .. زاد مابه ولا ينفع الولهان ترديد مشتاق ان ما شرب صافي زلال وروابه عذر الندم ما يشرح الصدر لا ضاق كم يجرح العزف الحزين الربابة لا جرها المحزون من حر ما ذاق تصرم قلوب .. وتفتق هضابه [email protected]