حقق الزميل وليد الفراج منتج ومدير قنوات أيه آر تي نجاحات هائلة في إشرافه على ذلك العمل الكبير للقنوات الرياضية بأيه آر تي حيث قدم للكرة السعودية الكثير من الإثارة والعمل الصحفي التلفزيوني المميز وساهم أبو بدر في اكتشاف الكثير من الأسماء الإعلامية.. وليد الفراج الذي حقق كل ذلك وجد نفسه فجأة موظفاً إدارياً بعد أن قرر رجل الأعمال صالح كامل بيع قنوات أيه آر تي لقناة الجزيرة القطرية.. الفراج الرجل المثير دائماً تحدث بآراء كثيرة وصريحة حول مرحلة عمله في راديو وتلفزيون العرب وكذلك عن قيمة الدوري السعودي وأشياء كثيرة أخرى في حوار لم تنقصه الصراحة.. إليكم تفاصيله: أين وليد الفراج الآن؟ - أنا موظف في شركة دلة، وانتقلت من قطاع الإعلام إلى جهة أخرى في الشركة لا علاقة لها بالقطاع الإعلامي، وارتباطي مع الشركة ليس متعلقاً بart بل بالعلاقة الخاصة مع مالك الشركة وأبنائه.. المسألة هناك أكبر من عمل وصاحب عمل. هل شعرت بالأسف لبيع أيه آر تي؟ - art كانت تجربة مهمة ورئيسية في حياتي الإعلامية، بالتأكيد شعرت بأسف كبير خاصة أن القنوات السعودية كانت ذات شعبية واسعة، وقنوات الأندية كانت في تطور وزيادة، ومشاهدينا أصبحوا بالملايين في السعودية، بالتأكيد شعرت بأسف شديد، لكن لا أستطيع أن أطلب من الشيخ صالح كامل أن يقدم للشارع السعودي البديل الوطني عن شبكة الجزيرة القطرية، هذه ليست مهمته، إذا كان الشارع السعودي يطالب بقنوات مجانية أو شبه مجانية لمنافسة الجزيرة فإن رجال الأعمال ليسوا الجهة الصحيحة لصناعة هذا البديل. كيف نجح وليد الفراج في صناعة تلك الامبراطورية التي كانت تتابع كل تفاصيل الكرة السعودية؟ - إذا كنت تتحدث عن الشاشة والإنتاج التلفزيوني، فإن وليد كان في الواجهة فقط، وهناك أكثر من 400 شخص نسبة السعوديين بينهم 87% هم مَن صنعوا هذا التحدي، وأحمد الله أنني وُفقت في اختيار الأشخاص، ومنحني الله رؤية لاكتشاف المواهب الإعلامية؛ ومن هنا ستجد أن art تسلمت الدوري السعودي ولم يكن هناك إلا عدد محدود جداً من مقدمي البرامج والمحللين والمراسلين والمعلقين، وشاهد الآن كم عددهم، والأهم شاهد مَن كانوا ينتقدونني عليها، أين وصلوا الآن في جميع القنوات الخليجية؟ هذا يثبت أنني كنت أعمل مع أفضل فريق عمل إعلامي بالبلاد. بماذا تشعر وأنت ترى زملاءك: رجاء الله السلمي، عبدالله العضيبي، عبدالرحمن الدحيم، عادل الزهراني، عبدالعزيز البكر، خالد الشنيف، عادل البطي، عمار باحكيم وغيرهم، في قنوات أخرى؟ - أشعر بأنني كنت محقاً في خياراتي وفي تقييمي لموهبتهم، هم من أفضل المواهب الإعلامية، وأضيف لهم أسماء مهمة مثل: فهد المساعد ورياض المزهر وعبدالعزيز الجميعة وسعيد الهلال وعمر الجغيمان وعبدالله شريدة وسعد مبارك وعبداللطيف الحسيني ومروان الشيحة وخالد الحوار وحمود السلوة ووجدي الطويل وعمر باخشوين والبدين وسمير هلال وصفوق التمياط ووليد الخضير وعبدالله الراشد وهادي الشيباني وتركي العبدالواحد ومنذر البطاطي وبدر رافع وفيصل الملوقي وآخرين كثيرين. هل سنرى وليد الفراج منتقلاً من أيه آر تي قريباً؟ - لم تعد هناك art أساساً، تستطيع أن تقول: في إجازة إجبارية (يضحك)، أعتقد أن وجودي في أي قناة مرتبط بالموقع والصلاحيات، إما أن أفعل شيئاً أفضل مما حدث مع قنوات الدوري السعودي، وإما أن أحتفظ بالذكرى الجميلة لتلك التجربة وأتحول إلى عمل إداري. أثير إعلامياً أن أحد رجال الأعمال سينشئ قنوات رياضية وستتولى أنت مسؤوليتها؟ - الحقيقة هي قناة واحدة ومالكها هو صديق وتناقشنا في الموضوع منذ مطلع هذا الموسم، لكنه عانى من صعوبات في إقناع الجزيرة بمنحه 90 مباراة فقط واحتاج هذا الصديق إلى تدخل شخصية سعودية شهيرة لإقناع شخصية قطرية كبرى من أجل الموافقة على منح هذه القناة السعودية الجديدة حقوق بعض مباريات دوري زين، وهذا ما تم، وقد اعتذرت له عن رئاسة القناة لأسباب خاصة، ورشحت له بعض الأسماء، وهو كان لديه أيضاً ترشيحاته، وعموماً دوري لم يتعدَّ بعض الاستشارات من صديق لصديق، وأتمنى لهم جميعاً التوفيق. ماذا عما يثار من حين إلى آخر عن أنك قريب من القناة الرياضية السعودية؟ - أولاً أحب أن أقول لصديقي الغالي عادل عصام الدين: إن هذه إشاعات لا أساس لها من الصحة. ثانياً ما يثار هو شرف كبير بالنسبة إلي؛ لأنه يثبت أنني أملك ثقة الشارع الرياضي كمسؤول عن وسيلة إعلامية، لكن بالنسبة لسؤالك فإن الأمر لم يصلني من أي مسؤول في وزارة الإعلام. وبالنسبة إلى القناة الرياضية السعودية فإنني أظن أن الأمير تركي بن سلطان يعلم كيف يقودها إلى الأفضل. كيف ترى القناة الرياضية ومستوى العمل فيها مؤخراً؟ - قناة تتطور بشكل واضح في الفترة الماضية، لكن المشوار لا يزال طويلاً؛ ففي عالم التلفزيون لا توجد نهاية للتطوير. ما سر وليد الفراج مع خالد الشنيف ومبالغتك في تبني هذه الشخصية؟ - لا يوجد سر، وخالد الشنيف موهوب، والناس تعتبره أفضل محلل رياضي سعودي، وهذا أستفز أناساً، وهم بعض المحللين السعوديين ومعهم «كم صحفي» كلهم متعاطفون معهم بطريقة «الفزعة»، وأنا لا أحكم على الأخرين من خلال العلاقات الإنسانية؛ ولهذا تجد البعض يتضايق مني؛ لأنه يكون قريباً مني ولا أجامله في العمل.. أعلم أن هذا الأسلوب الإداري مؤلم للشخصية السعودية التي تؤثر بها العاطفة والقرابة، لكنني أعتقد أن الغرب نجح لأنه لا يستخدم المشاعر كثيراً. أيضاً يقال إنك كنت تمارس مع الزملاء في أيه آر تي نوعاً من الفوقية والغلظة في التعامل؟ - كما سبق أن قلت لك، في شخصيتنا السعودية هناك مساحة واسعة من القرارات العاطفية وتأثيرها يكون مبالغاً فيه؛ فأنا عليَّ الكثير من العمل بشتى أنواعه؛ الأمر ليس فوقية - حاشا لله - لكن عندما يأتي إليك المحلل الخامس لديك ويطلب النهائي ويريدني أن أخرج ماجد أو الشنيف من الاستديو وأحاول إقناعه بهدوء بالفوارق الفنية في القدرات والشهرة وبعد 50 دقيقة من النقاش تكتشف أنه لا يريد أن يقبل رأيك، تضطر حينها لتبلغه بشكل رسمي بأننا اتخذنا القرار لمصلحة الأفضل، وهنا يتعرض لصدمة، ويبدأ في اعتبارك «خصماً».. مع الأسف البعض كان يطالب بأن نضع جداول الاستديوهات والبرامج بطريقة الدور، وكأنها لعبة «بلوت»، وليس عبر الكفاءة؛ لهذا فإن ما تقوله لا أستغربه من البعض، وعموماً اسأل أي نجم من نجوم art في القنوات الأخرى: هل تنتقل مع وليد الفراج في أي قناة مستقبلية؟ ما سر علاقتك الخاصة مع جميع رؤساء الأندية، والتي وضحت في برنامج الجولة؛ فقد كان البرنامج الصحيفة المرئية الأبرز كل مساء؟ - لكل رئيس طريقة في التعامل، وهم يثقون بي؛ لأنني أستطيع التمييز بين الخبر وما يستحق البث وما لا يستحق، وحتى في لحظات الخلاف مع أي منهم فإن الاحترام كان موجوداً.. وبصراحة تشرفت بالعمل في فترة كان الأمير عبدالرحمن بن مساعد ومنصور البلوي وخالد البلطان والأمير فيصل بن تركي وعبدالعزيز العنقري وجمال أبو عمارة والأمير محمد بن فيصل هم رؤساء الأندية الكبرى، ولا أنسى بقية رؤساء الأندية، وخصوصاً الرائد والتعاون ونجران والوحدة والاتفاق والقادسية والفتح. في برنامج مقابلة خاصة كنت تستطيع إجراء أربع مقابلات في أسبوع واحد مع رؤساء الأندية الكبري، فكيف كنت تحصل على موافقتهم في توقيت متقارب؟ ولماذا يوافقون لك بهذه السهولة؟ - المسألة مرتبطة بالعلاقة الطيبة والاحترام المتبادل؛ فرؤساء الأندية الكبرى يقدرون الإعلامي القادر على محاورتهم بالشكل المناسب وبالحوار المناسب.. إنني من مدرسة (احترم ضيفك يحترمك المشاهد)، المهم أن أحصل على الحقيقة بطريقة مهذبة. العقد القادم للدوري السعودي تتوقع أنه سيكون من نصيب مَن؟ - التلفزيون السعودي لا أعتقد أنه سيفوز بالصفقة؛ لأن الأمر مرتبط بوزارة المالية التي لن تدفع باليد اليمين إلى اليد اليسار، سيكتفون بعدد معين من المباريات، وأوربيت لن تتقدم، وأيه آر تي أغلقت، تبقى (الجزيرة) التي لا أعتقد أنها ستتقدم للحقوق الرئيسية لكنها ستشتري من المالك الرئيسي، يبقي أبو ظبي الرياضية التي مدت جسوراً جديدة مع الجهات المعنية، وعلمت أنهم سيتقدمون، وهذا يعني أن العقد المقبل سيكون القرار الرئيسي له من عاصمة خليجية؛ إما الدوحة وإما أبو ظبي، ونأتي إلى الخيار الآخر، وهو أن يمنح العقد لشركة تسويق، وتقوم الأخيرة بإنتاجه ومنحه للقنوات مثلما يحدث في جميع دول العالم، وهذا قد يخفض سعر الدوري لكل قناة؛ وبالتالي تظهر قنوات سعودية خاصة، وربما هذا الخيار يكون الأفضل؛ لأنه سيجعل الدوري منقولاً على عدة شاشات في نفس التوقيت؛ مما يرفع الدخل للأندية، ويمنح خيارات مجانية ومدفوعة للمشاهدين. المراقبون يتوقعون أن يباع الدوري السعودي لأربع سنوات بمليار ريال.. فهل مليار ريال قيمة توازي ما يستحقه الدوري؟ - «يضحك».. الجميع يعتقد أن ابنته هي العروس الأجمل، هؤلاء المراقبون بالتأكيد سعوديون، وهنا تدخل العاطفة أيضاً، وأتساءل: الدوري السعودي يستحق مليار ريال سعودي بمقياس الجماهير أم الدراسات الاقتصادية؟ المليار لن تدفعه إلا قناة خليجية حكومية، ولأسباب غير اقتصادية؛ لأن حجم الإعلان الذي يمكن تحصيله من ثلاث سنوات هي مدة العقد وفي أفضل الحالات 300 مليون ريال للفترة كلها بمعدل 100 مليون ريال سنوياً، ولو تم بث الدوري مشفراً فإن أقصى عدد بطاقات سيباع هو 200 ألف بطاقة في ظل سوق منتهك عبر أجهزة فك الشفرة، ولو خصمت مخصصات شركات توزيع البطاقات والصيانة وخدمات ما بعد البيع والإنتاج التلفزيوني فستجد أن المشروع صعب ومرهق مالياً بسبب أسعاره العالية، المشكلة هي أن قفزات سعر الدوري كانت أسرع بكثير من سرعة نمو الإعلان، وتخيل لو أن العقد الأول تم بيعه ب8 ملايين ريال سنوياً، والعقد الثاني ب100 مليون ريال!! والعقد الثالث ب150 مليون ريال سنوياً، والرابع الآن يتحدثون عن 300 مليون ريال سنوياً خلاف 100 مليون ريال تكلفة الإنتاج التلفزيوني وعربات النقل والبث، من أين تستطيع أي شركة تجارية تحمل كل هذا؟! لهذا كله فإن شركة تسويق تفوز بالحقوق وتشجع رجال الأعمال على إنشاء قنوات رياضية خاصة شبيهة بالكأس القطرية، ستؤدي إلى إيرادات أفضل من القنوات، وسيحرك سوق الإعلان بتركيز إعلامي أضخم على الرياضة. ما أصعب المواقف التي مررت بها أثناء توليك مسؤولية إدارة أيه آر تي؟ - كلها كانت مواقف صعبة، لكن عندما تكون مسؤولاً فلا بدَّ أن تفكر كثيراً قبل أي قرار رئيسي، خصوصاً من ناحية البث المباشر. شهدت الفترة الماضية تفوقاً كبيراً جداً لبرنامج الجولة.. فكيف كان العمل في ذلك البرنامج؟ - (الجولة) كان حلماً شخصياً؛ فقد كنت أحلم بأن أصنع برنامجاً إخبارياً رياضياً سعودياً يكون أكبر عدو للصحافة المطبوعة من حيث سرعة الخبر «يضحك»، وهو نتاج جهد فريق كبير تم وضع كل منهم في الموقع المناسب له، إضافة إلى علاقات خاصة مع أبرز رؤساء الأندية، والأهم ألا تكون ثرثاراً بكل ما تعرفه من معلومات منهم، حينها يثقون بك ويتعاونون معك. وليد الفراج.. ماذا بقي له من طموحات؟ - لا أزال أحلم بثلاث مهمات لو حققتها فأعتقد أنني سأترك لأبنائي وأحفادي ما يفتخرون به: الأولى: إنشاء أول قناة رياضية سعودية خاصة مستقلة تكون قنوات مفتوحة وتبث الأحداث السعودية بشكل سعودي 100% وبطريقة محلية خاصة. الثانية: إنشاء قناة رياضية سعودية إخبارية، مثل العربية، لكن تكون رياضية 100% وتشهد كافة تفاصيل القناة الإخبارية، لكن بالرياضة فقط، من خبر عاجل ونقل مباشر للأحداث المهمة والبرامج الوثائقية التاريخية. الثالثة: طرح رواية في معرض الرياض للكتاب، بدأت بها منذ ستة أشهر ولا أزال في منتصفها، وستكون رواية مفاجئة بعنوان «مهمة في كييف». وبعدها أتوقع العودة إلى الكتابة والذكريات والتقاعد. ما رأيك في هذه الأسماء؟ الأمير تركي بن سلطان: - مقاتل حقيقي، تصدى لأخطر وأهم مهمة إعلامية سعودية عبر تولي ملف القناة الحكومية الموجهة إلى 70% من المواطنين السعوديين، وهي مهمة حساسة وبالغة الأهمية. محيي الدين صالح كامل: - إنسان محترم وابن عائلة محترمة، لم أتمنَّ إلا لو كنت أتيت للعمل معهم منذ وقت مبكر، ترى كيف يكون العمل مع إنسان ذكي ولماح وابن ناس؟ محمد العبدي: - «آاااه.. العبدي.. وش أقول عنه؟» أنت تعرف أن مشكلة العبدي أنه من القلة في المملكة الذين يقدرون على إبقاء الصفحات الرياضية متميزة بتوسع الرأي والمقال من جهة، والحصول على تميز إخباري في عصر الفضائيات. بتال القوس: - مذيع متميز جداً جداً جداً، ونجاحه وسط أهم المذيعين العرب في قناة العربية شيء يشرف كل الإعلاميين السعوديين، مذيع له أسلوبه الخاص. عبدالله العضيبي: - أفضل مراسل رياضي سعودي، «مش حقول» عربي؛ «عشان ما يقولون وليد متعصب للسعوديين»، لكن بصراحة الأفضل عربياً. عادل عصام الدين: - أبو لمى رجل محترم، وقلبه نظيف، وأتمنى له كل التوفيق. غانم القحطاني: - شكل مع عادل قادو ووليد بن مهري مثلث الرعب في مشروع الدوري السعودي، أشكرهم على دعمهم.